رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاهد.. مساجد "آل البيت" تستقبل عيد الأضحى بـ"جلسات الذكر"

جريدة الدستور

"جل الذي سواك يا مصطفى محلاك .. أنت حبيب الروح روحي العزيزة فداك" .. بحناجر منشدة و أجساد تتمايل وعيون تغمرها دموع الخشية و التضرع .. وقف أبناء الطرق الصوفية، أو كما يطلق عليهم العوام "الدراويش"، على أعتاب مساجد السيدة زينب و الحسين، ينشدون القصائد مديحا لأحفاد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .. يمسكون بالمسبحة في يد و الدف في أخرى وعلى نغمات المزمار يتمايلون يمينا و يسارا يتيهون في واد آخر .. وقد تجمع حولهم زوار المسجد و المصلون الذين توافدوا من كل صوب لإحياء يوم وقفة عرفات في تلاوة القرآن والذكر و التبرك بأضرحة آل البيت (رضي الله عنهم).
فأمام ضريح السيدة زينب أم العواجز والمساكين، رضي الله عنها، وقفت الحاجة مديحة، تتمسح بالمقام و الدموع تنهمر من عينيها .. مخاطبة صاحبة المقام قائلة "يارب ببركة السيدة زينب رجعلي ابني سالم من ليبيا"
الحاجة مديحة، اعتادت على زيارة مسجد السيدة زينب يوم الجمعة من كل أسبوع منذ أن انقطع الاتصال بينها و بين ابنها حسن الذي ذهب للبحث عن فرصة عمل في ليبيا قبل عامين .. و فجأة غاب عنها و انقطعت اخباره منذ شهر مضي ، حتي كادت تفقد عقلها لهفة و خوفا عليه ، حسب رواية احدي العاملات بالمسجد.
وتابعت " الكثير من زوار المجسد يتبركون به ، في الشفاء من الأمراض و تحقيق الأمنيات و البحث عن الراحة النفسية بعيدا عن ضغوط الحياة".
وفي رحاب مسجد الحسين تجلت مظاهر الاحتفال بالعيد من تعليق الزينات والأنوار وسط أجواء إيمانية و روحانيات اعتاد عليها الزائرون، الذين استقبلوا الحضرة و قصائد مديح الرسول (صلى الله عليه وسلم) و آل بيته بالزغاريد و التكبير .
وعلى أعتاب مسجد الحسين اعتاد عم سيد الضرير الجلوس كل يوم من صلاة الظهر و حتي العشاء ، قائلا " اشعر براحة نفسية غريبة اثناء تواجدي في رحاب سيدنا الحسين ، و أري نور قوي يغمر عيناي التي اصابها الرمد ببركة المكان".
مضيفا " قضاء ليلة العيد في رحاب آل البيت له مذاق مختلف و روحانيات لن يشعر بها الا من جربها ، و قضي وقته في قراءة القرآن و الذكر حتي موعد الافطار و صلاة المغرب وانتهاء بصلاة العيد و تكبيراتها التي يقشعر لها البدن".