رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجازر الحكومة خارج نطاق الخدمة

بالصور والفيديو.."اللحوم المجمدة" فرحة الفقراء في عيد الأضحى

جريدة الدستور

تحقيق: أسامة محمد- إيناس سعيد- هاجر مختار- محمد الفيومي -أيه حسن- رغدة محمد- هاجر حمدي

مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك أو "عيد اللحمة" كما يصفه المصريون تنتشر شوادر اللحوم في الشوارع والميادين، وتهيئ المجازر نفسها لاستقبال الأضحيات إلا أن ما يعكر صفو المشهد الرائع، حالة الإهمال في المجازر الحكومية وعدم وجود رقابه بيطريه، على عكس المجازر الخاصة التي تستعد بكامل طاقتها لاستقبال الذبائح في العيد.
هذه الاستعدادات المكثفة إلا أن ارتفاع الأسعار هذا العام سواء أسعار الماشية أو اللحوم المذبوحة حال أدى إلى حالة من الركود وتوقف حركة البيع بعد أن لجأ المواطنون إلى شراء اللحوم المجمدة لرخص سعرها.

رصد "الدستور" الشكاوي والفروق الشاسعة بين المجازر الحكومية "غير الآدمية" والمجازر الخاصة ، وأسعار اللحوم في الشوادر وفي المجمعات الاستهلاكية ومدى الإقبال من جانب المواطنين.
في البداية أكد محمود "تاجر"، أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير عن الأعوام الماضية, فالضاني البلدي سعره 36 جنيها والسوداني بـ 27 جنيها بزيادة 6 جنيهات عن البلدي والسوداني 4 جنيهات.
وأوضح، أن ارتفاع الأسعار جاء بالسلب على عمليه الشراء واتجه المواطن إلى شراء اللحوم المجمدة, وأضاف من المفترض أن تزيد عملية الإقبال على الشراء خلال الأيام القادمة.
من جانبه أوضح إبراهيم السني، صاحب أحد الشوادر أن أسعار اللحوم هذا العام لا تختلف عن الأعوام الماضية فالضاني البلدي بـ60 جنيها والكندوز البلدي والبتلو بـ45 جنيه ، مؤكداً أن الإقبال يتزايد ليلة الوقفة وحتى أول أيام العيد.

المزارع والأرياف تتفوق على الشوادر
على الجانب الأخر أكد عدد من المواطنين على عدم ثقتهم بشراء الأضحية من الشوادر نظرا لتغذيتها على أعلاف صناعية والقمامة وبواقي الأطعمة وغيرها, وبناء عليه تصاب بالعديد من الأمراض واحتواء كبدها على الديدان.
قال محمود، إن الأغنام المرباه بالشوادر لا تصلح للأضحية ، لأنها لا تحوي على لحوم موثوق بها، نتيجة تربيتها وتغذيتها على القمامة بالشوارع .
فيما أكد البعض على ثقتهم بشراء الأضحية من المزارع و الأرياف لثقتهم بتربيتها و نوع العلف الذي يتغذون عليها.
قال محمد عادل، موظف، إنه ينوي شراء الأضحية من احدي المزارع مصطحبا معه احد الجزارين لضمان سلامتها .
وأكد مصطفى محمد، تاجر، أنه يشتري كل عام من مسقط رأسه المنوفية، لأنها أرخص و أكثر ثقة بتربيتها ، مشيرا لعدم تفضيله العجول الفريزيان.
أما فيما يخص سلامة المجازر، والتي تشهد إهمالا, حيث يتم ذبح الماشية بدون إجراء الكشف البيطري لها, ويتم ذبح إناث معده للإنتاج ويبلغ عمرها عام واحد وذلك مخالف للوائح القانونية.
وكان مجزر شبرا الخيمة الحكومي، يوضح مدى الإهمال المتواجد داخل المجزر من عدم رقابه على الحيوانات قبل الذبح حيث تم ذبح احد إناث الماشية وإخراج الأجنة من رحمها، مما يدل على عدم وجود رقابه من قبل وزاره الصحة على تلك المجازر.
ووصل الإهمال بالمجزر إلى عدم النظافة وتراكم مخلفات الحيوانات بداخله، عن طريق إلقاء نواتج الذبح من مخلفات المعدة داخل عنابر الذبح مما يؤدي إلى تلوث اللحوم.
أما عن الأختام الخاصة بالمذبح فهي غير واضحة مما يساعد على تقليدها في أي مكان خارج المذبح فيزيد من فرصه غش اللحوم.
المجازر الخاصة تتفوق على نظيرتها الحكومية
وفي سياق متصل قام فريق عمل "الدستور" بجولة داخل مجزر "الشرقاوي" الخاص ليتبين الفرق بين المجازر الحكومية والمجازر الخاصة ومدي استعدادات المجازر لاستقبال العيد.
وجدنا أن المجازر الخاصة تستعد لاستقبال أي عدد من الذبائح في أيام العيد ، والمجزر مجهز بجميع الإمكانيات التي تساعد على إجراء الذبح بطريقه مطابقة للشريعة الإسلامية ولمواصفات وزاره الصحة، حيث يتواجد عدد من الأطباء لإجراء الكشف على الماشية للتأكد من سلامتها تمهيدا لذبحها، وكذلك إجراء الكشف بعد الذبح للتأكد من سلامه اللحوم الناتجة وخلوها من الأمراض التي لا تكتشف إلا بعد الذبح مثل مرض السل، وهذا لا يوجد في المجازر الحكومية والتي تعتبر "خارج نطاق الخدمة"، بالإضافة إلى وجود كاميرات مراقبه للتأكد من سلامه العمل داخل المجزر.
ويؤكد مرزوق سيد، جزار بمذبح الشرقاوي، على ارتفاع أسعار اللحوم هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية حيث وصل سعر كيلو اللحم بالعظم داخل المجزر إلى 55 جنيها للعجل البقري، و52 جنيها للحم الضاني، و40 جنيها للحم الكبير، و25 جنيها للحم الجملي.
واشتكي عمال مجزر "الشرقاوي" من الركود الذي يعاني منه السوق هذا العام، فيقول مصطفى ناصر، عامل، أن هذا أول عام يشهد حالة الركود في البيع بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع شراء المواشي ما أدى إلى تقليل نسبه العمالة في المجزر من 600 تقريبا إلى 150 عاملا هذا العام.
وأوضح محمد عبد الرحمن، دكتور الطب البيطري بمجزر الشرقاوي، أن المجزر مستعد لاستقبال أي عدد من الماشية خلال أيام عيد الأضحى المبارك بالمجان دون دفع أي مقابل مادي، مبينا المراحل التي تمر بها الذبيحة داخل المجزر بداية من الكشف الطبي عليها ثم ذبحها ويليه عملية السلخ ثم الكشف عليها مره أخري بعد الذبح وأخيرا ختمه بختم المجزر.
الهروب من البلدي للمجمد بسبب ارتفاع الأسعار
تشهد محلات بيع اللحوم البلدي إقبال ضعيف من قبل المواطنين وذلك بسبب ارتفاع أسعارها حيث وصل سعر الكيلو إلى 80 جنيها، فيما يتراوح أسعار اللحم الضاني مابين 80 إلى 85 جنيها، فلجأ المواطنون إلى محلات بيع اللحوم المجمدة هربا من الزيادة في الأسعار.
أما عن "المجمعات الاستهلاكية" منها ما يبيع اللحوم البلدي ومنها ما يبيع اللحوم المجمدة، والنوع الأخير هو الذي يشهد إقبال متوسط نظرا لانخفاض أسعارها حيث تبيع اللحوم الضاني بـ48 جنيها، والجاموسي بـ45 ،وأوضح محمود عبد الله بائع بالمجمعات الاستهلاكية إن الأسعار تبدأ من 32 جنيها للكيلو وصولا إلى 38 جنيها،
وقال مصطفى ناصر، صاحب محل لبيع اللحوم المجمدة، أن هذا العام شهد ارتفاع في الأسعار مقارنه بالأعوام الماضية حيث زاد 5 آلاف جنيه على كل طن لحم بمعدل خمسه جنيهات على الكيلو، مشيرا إلى أن سبب الزيادة غير معروف الأمر الذي جعل الموردين يستغلونه لصالحهم ويفرضون زيادة إضافية.
وعلى الرغم من أن الفرق بين أسعار اللحوم المجمدة في المجمعات الاستهلاكية والمحلات الخاصة ليس كبير إلا أن المواطنين يلجأون لمحلات اللحوم المجمدة في محاوله لتوفير كل جنيه يمكنهم توفيره، حيث تشهد المحلات إقبالا كثيف.
أكدت مني فخري، ربة منزل، أنها تلجأ لشراء اللحوم المجمدة بسبب رخص سعرها، قائله" ايه اللي يخليني اشتري كيلو لحم بـ80 جنيه وأنا ممكن أشتري بالفلوس دي اتنين او تلاتة كيلو مجمد وفي الآخر هي نفس اللحمة".
ويقول كمال هاني، موظف، نشتري اللحوم المجمدة لعدم قدرتنا على شراء اللحوم البلدي فنحن محدودي الدخل، ونأكل اللحوم في المناسبات فقط.