رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"رهائن تركيا".. دليل تحالف أردوغان "المكيافيلي" مع "داعش"

أردوغان
أردوغان

كشف إفراج تنظيم "داعش" الإرهابي، عن الرهائن التركية عن العلاقة الوثيقة التي تربطهم بنظام أردوغان، والتي حاول التنصل منها كثيرا، إلا أن هذه الخطوة أكدت بما لا يدع مجال للشك حقيقة الأمر.

كان تنظيم داعش اختطف 49 رهينة تركية من القنصلية التركية في مدينة الموصل العراقية في 11 يونيو الماضي، بعد أن سيطر على المدينة، وكانت الحكومة التركية أنكرت وجود أي اتفاق مع تنظيم داعش لكي تفرج عن الرهائن.

وعن تحرير الرهائن، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنها جاء نتيجة لعملية سرية قامت بها المخابرات التركية وأن هذه العملية يجب أن تبقى سرا، مضيفا "لا يمكن أن أتحدث في هذا الشأن فهناك أشياء لا يمكن الحديث عنها، يجب علينا حماية مواضعنا الحساسة والتي إذا تكلمنا عنها سوف ندفع الثمن".

وظهور الرهائن بحالة جيدة، قضى على عدم الاعتداء الجسدي عليهم كما ذكر القنصل التركي المُحَرر أوزتورك يلماز، دليل آخر على العلاقات القوية بين داعش والنظام التركي.

اللواء محمود قطري، الخبير الأمني، قال إنه كانت هناك الكثير من الشكوك التي تُثار حول علاقة تركيا بتنظيم داعش الإرهابي، وبعد إفراج داعش عن الرهائن التركية أصبح بما لا يدع مجالاً للشك أن تركيا على علاقة وثيقة بهذا التنظيم الإرهابي وداعم رئيسي له.

وأشار إلى أنه في الوقت الذي قامت فيه داعش بذبح الصحفيين الأمريكيين علنا أمام وسائل الإعلام، وذبح الكثير من العراقيين لمجرد الاختلاف في العقيدة والرأي، فما الذي يدفعها إلى الإفراج عن 49 رهينة تركية إلا إذا كانت تركيا أحد الدول الداعمة لها، وخاصة أنه لم يتم الإعلان عن دفع فدية مقابل إطلاق صراحهم.

وذكر أن دعم تركيا لهذا الفصيل الإرهابي نابع من طموحات أردوغان الرئيس التركي الخيالية حول إقامة الخلافة الإسلامية ورغبته في السيطرة على الإقليم بأي ثمن، حتى ولو على حساب دماء العرب، باتباع الطريقة المكيافيلية "الغاية تبرر الوسيلة".

وطالب بإجراء تحقيق دولي عن علاقة تركيا بداعش، خاصة وأن تركيا بما تمتلكه من أسلحة كثيرة هي أحد أهم الدول الممولة لداعش من ناحية السلاح.

من جانبه، قال اللواء محمد إمام، الخبير الأمني إن تنظيم داعش على علاقة وثيقة جدا بتركيا، وهناك اتصالات دائمة بين المخابرات التركية وبينها، وعملية اختطاف رهائن تركية ثم إطلاق صراحهم لا يزيد عن مجرد تمثيلية هدفها إبعاد شبهة ارتباط تركيا بهذا الفصيل الإرهابي.

وأضاف الإفراج عن الرهائن التركية دليل واضح على تورط تركيا وصلتها بهذا التنظيم، موضحا أن داعش تتبع أسلوب الذبح مع كل الرهائن وهذا ما رأيناه في تعاملها مع الرهائن الأمريكية والإنجليزية، وهو عكس ما حدث مع الأتراك ليتأكد لنا أنها تمثيلية متفق عليها بينهما.

وأكد أن المخابرات التركية هي التي تمد داعش بالسلاح والذخيرة، وأنها هي التي تساعدهم لدخول العراق وسوريا، والمسئولة عن الإرهاب في العراق وسوريا وكذلك مصر بدعمهم لهم وتنفيذ السياسية الأمريكية في المنطقة.

وقال سعيد اللاوندي، الباحث في العلاقات الدولية والسياسية "من المعروف أن داعش صناعة أمريكية يقوم على تنفيذ إستراتيجيتها في المنطقة تركيا وقطر، وإفراج داعش عن الرهائن يعني إفراجها عن المسئول الأول عن تنفيذ الأجندة الأمريكية، مؤكدًا أن داعش لا يمكن أن تكون ضد تركيا وقطر.

وأشار إلى أن تركيا تقدم الدعم اللوجيستي لداعش بل تقيم معسكرات لتدريب أفراد داعش على أرضها، بالتالي يأتي إطلاق الرهائن إرضاء لنظام أردوغان وعدم الرغبة في الدخول في حرب معه باعتباره الممول الرئيسي لإرهابهم.

وأوضح أن نفى تركيا علاقتها بداعش أمر طبيعي، فلها ما تقول والوقائع تكشف الحقيقة، بالتالي الإفراج عن الرهائن تؤكد أن تركيا ليست بريئة من داعش، فهي تنفذ ما يطلبه النظام التركي الذي يتلقى أوامره من أمريكا.

طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، قال إن الإفراج عن الرهائن التركية كشف عن حقيقة واضحة بأن هناك تبادل للمعلومات بين التنظيم والنظام التركي، وتوريط تركيا في العمليات التي يقوم بها داعش، خاصة في ظل غياب تفاصيل الإفراج عن الرهائن.

وأشار إلى أن عملية الإفراج تتجاوز الكلام الإعلامي، بأن هناك علاقات سرية وغير مرئية بين داعش وتركيا، وتشير إلى أن تركيا متورطة بشكل أكبر من المتوقع، لافتًا إلى أن الفترة القادة سوف تلعب تركيا دورا مزدوجا واستراتيجيا في الرؤية والفكر مع الإدارة الأمريكية وتنظيم داعش، من خلال تحالف مواجهة داعش مع بدء العمليات بصورة مكثفة.

وأوضح أن تركيا ومن خلفها قطر، ستقدم معلومات أمنية للقوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وعناصر داعش، مضيفًا "تركيا لها يد مباشرة على التنظيم، وهناك تدخل تركي في أمر التنظيم بصورة واضحة، وستلعب تركيا دور رئيسي في التعامل مع التنظيم واليات التحرك الأيام القادمة.