رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اتفاق وقف إطلاق النار باليمن ينهي سفك الدماء ويمهد للانتقال السياسي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

علقت وكالة "شينخوا" الصينية على اتفاق الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين الشيعة، الذي تم توقيعه أمس، لوقف إطلاق النار، وجاء هذا الاتفاق بعد أيام من المعارك العنيفة التي دارت في مدينة "صنعاء".
ودعا الاتفاق إلى تشكيل حكومة تكنوقراط جديدة تضم جميع الفصائل، بما في ذلك الحوثيين، وتعيين رئيس وزراء جديد، وإنهاء التوترات السياسية والأمنية، بالإضافة إلى تشكيل لجنة للعمل على تحسين سبل العيش وخفض أسعار الوقود.
وصرح المرقبون أن الاتفاق وضع حدًا للاشتباكات الدامية التي حدثت على مدار أسبوع، مشيرين إلى أن الحكومة الجديدة سوف تستغرق وقتًا طويلًا لتكيف الحوثيين مع الخيارات السياسية والسلمية بعد تاريخهم الطويل مع الصراعات المسلحة.
وأضاف المراقبون أن الحكومة الجديدة وظيفتها لن تكون سلسة، كما أن الاستيلاء على السلطة بالقوة لن يكون أمرًا سهلًا كما تراه جماعة الحوثي.
ومن جانبه، صرح مدير المركز العربي للتنمية والدرسات السياسية "نبيل البكيرى"، أن تحدي الحكومة القادمة يكمن في جماعة الحوثي نفسها، مضيفًا أن هذه الجماعة مدججة بالسلاح، ولن تتردد في استخدام أسلحتها ضد الحكومة أو خصومها القبلية والسياسية خلال الخلافات.
وعبر "البكيرى" عن عدم رفضه للمصالحة مع الحوثيين أو إدراجهم في الحكومة، إلا أنه أكد أنه في حالة عدم نزع السلاح من أيدي هذه الجماعة وعدم التزامهم بتنفيذ نتائج الحوار، سوف يحول هذه الصفقة لـ"نكتة".
وقالت الوكالة إن جماعة الحوثيين استولت على المكاتب العامة الرئيسية، بما فيها وزارة الدفاع وقيادة الجيش، ومكتب رئيس الوزراء ومحطة الإذاعة، مشيرة إلى مقتل أكثر من 200 شخص في الاشتباكات، بالإضافة إلى الآلاف الذين فروا من منازلهم.
وأوضحت الوكالة أن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وسط استمرار العنف، يدل على نية بعض الفصائل اليمنية على العمل ووضع المصلحة العامة فوق أي شيء.
وأكد "فؤاد الصلاحى" استاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء، أن نجاح الحكومة الجديدة يعتمد على الجهود المخلصة من جميع الفصائل.
قال المراقبون إن اليمن هي أفقر دولة في منطقة الشرق الأوسط، حيث أن معدلات الفقر والبطالة وصلت لـ55%، كما أنها تواجه مشاكل مالية مقلقة بسبب الانخفاض الحاد لعائدات النفط.
وقال الدكتور "مرزوق عبد الودود محسن" المدير التنفيذي لمركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إن مصطلح "تكنوقراطي" لا يعني أن الحكومة الجديدة تملك عصًا سحرية لمعالجة القضايا، مضيفًا أن البلدان في المرحلة الانتقالية تعاني دائمًا من عدم الاستقرار السياسي، والذي ينعكس بدوره على الوضع الاقتصادي والأمني.
وتوقع " مرزوق محسن" أن تتضاعف المشاكل في اليمن مستقبلًا، إلا أنه أكد على الالتزام ببرامج التنمية.