رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجمع بين الحنان والحزم الوسيلة المثالية للتعامل مع الطفل " اليتيم"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"بابا في السما، بابا مسافر، باب بيطير حواليك"، تعددت المسميات والمعنى واحد، كلمات يفرح بها الطفل وهو صغير لأن هذه الكلمات تلائم دنيا الأحلام التي يرسمها بذهنه، كلمات تنطوي على حزن لابد للطفل أن يواجهه في يوم من الأيام، كلمات بعد سنوات قليلة لن تصبح كافية لإرضاء فضوله عن السبب الذي لا يجعله يرى والده كباقي أقرانه.
ذكر الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي، أن المشاكل التي يعاني منها اليتيم تختلف على حسب المرحلة العمرية التي تم إخبار الطفل فيها بوفاة والده، فالأب بالنسبة للطفل يمثل القدوة، كما أن هناك أشياء تحدث بين الأب وابنه لا يفهمها الا الابن ولا يستطيع أى شخص آخر أن يعوضه عنها مهما كانت مكانته.
وأوضح حسين أن الطفل اليتيم إذا فقد أباه وهو ما يزال صغير وعاجز عن إدراك الواقع، يصبح نموذج الاب بالنسبة له غير معروف، فهو لا يعرف معنى كلمة "بابا"، لذا لا بد من وجود شخص آخر يحل محل الأب وغالبا ما يكون الجد.
وأشار حسين إلى أن الطريقة المثلى لإخبار الطفل بوفاة والده هى قول الحقيقة له، وعدم اللجوء إلى الأكاذيب التي تعد حلًا مؤقتًا للمشكلة، فالطفل في يوم من الأيام سيعرف الحقيقة بطرق كثيرة، وعندما يحدث ذلك يتعرض الطفل لصدمة شديدة ويفقد ثقته في الآخرين وخاصة والدته ظنًا منه أنها كذبت عليه، مشيرًا إلى أن اليتيم يعاني من العديد من المشكلات النفسية إثر تعرضه لهذه الأزمة منها الخوف، والرغبة في العزلة، الانطوائية، القلق.
وقال حسين إن إخبار الطفل بأن هناك أشخاص آخرين تعرضوا لمثل هذه الفاجعة سيخفف من أثر الصدمة عليه، كما أن وجود الأم بجانبه وتقديمها الدعم اللازم له تلعب دورا مؤثرا في هذا الجانب، حيث تصبح الأم بالنسبة للطفل كل شئ في الحياة أمه وأخته ووالده.
ذكر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن المشكلة الأساسية التي يتعرض لها الطفل اليتيم تظهر مع دخوله الحضانة والمدرسة لأن هناك أطفال يخبرونه بذلك بقصد أو بدون قصد، مشيرأ إلى أنه من المفترض أن يكون هناك نوع من الكياسة في التعامل مع اليتيم، لكن هناك أناس يجرحون هذا الطفل بكلماتهم على الرغم من علمهم بحالته.
وأشار فرويز إلى أن الطفل اليتيم يتولد لديه شعور بالدونية، عدم الإحساس بالأمان، الاكتئاب والوحدة، مؤكدا على ضرورة وجود الأب البديل وغالبا ما يكون الجد أو الخال، وفي حالات قليلة يكون العم، مشيرا إلى أن الطفل ينشأ بصورة سوية إذا أتقن البديل لعب دوره.
وقال فرويز أن الأم لا بد أن تتسم بالذكاء في معاملة الطفل لأنها من الضرورى أن تجمع بين الحنان والحزم، لأنها إذا اعتمدت على أغراق طفلها بحنانها فسينشأ طفلا لا يميل إلى التغيير، حريص على الدقة المتناهية في كل الأمور التي يقوم بها، لا يتمتع بالمرونة خلال تعامله مع الآخرين، أما إذا تم تغليب الحزم على العاطفة فسيصبح الطفل شخصية مضادة للمجتمع، شديد الحرص على تلبية مطالبه في وقتها،إضافة إلى انخفاض المنظومة القيمية لديه.
وأكد فرويز أنه لا يتم عرض هذا الطفل على طبيب نفسي إلا إذا أصبحت حالته خارجة عن السيطرة، فهناك أشياء يمكن أن تقوم بها الأم وتأتي بنتائج أكثر فاعلية من الطبيب النفسي.