رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الأيبولا" يزعزع استقرار القارة السمراء.. ويرعب العالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يعتبر فيروس"الايبولا" المتفشي في دول غرب إفريقيا، أكثر الأمراض فتكًا على مستوى العالم، حيث تشبه أعراضه العديد من أعراض الأمراض الأخرى، مما يؤخر من اكتشاف الحالات المثابه به.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الأعراض الأولية لـ"الايبولا"، تتضمن الحمى ووهن شديد وآلام في العضلات، والصداع والتهاب الحلق، ويتبع ذلك القئ والإسهال والطفح الجلدي، وضعف الكلى ووظائف الكبد ونزيف داخلي وخارجي في بعض الأحيان.
وينتقل الفيروس من الحيوانات البرية إلى البشر، ثم ينتشر بين البشر عن طريق الاتصال بالدم أو سوائل الجسم الأخرى من شخص مصاب، وكذلك من خلال الإبر الملوثة، وتكمن خطورة هذا الفيروس في عدم وجود لقاح له، رغم وجود عدة لقاحات يتم اختبارها في الوقت الراهن، وتكمن خطورته انه يقضى على حياة 90% من المصابين به.
ونظرًا لخطورة المرض وسرعة انتشاره، كان لابد من إستراتيجية عاجلة للتصدي له، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي "باراك اوباما" بتوسيع نطاق إستراتيجيته لمكافحة انتشار الفيروس، حيث حدد 763 مليون دولار أمريكي لمساعدة دول غرب أفريقيا، وذلك وفقا لما أوردته صحيفة "يو اس توداى" الأمريكية .
وأشار"اوباما" إلى أن البرنامج القائم يشمل وجود المزيد من الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية والمعامل المحمولة والإمدادات الطبية والعمل على تدريب المستجيبين.
وأعلن مسئولون أمريكيون أن الإدارة الأمريكية طالبت الكونجرس بتقديم مبلغ 880 مليون دولار أمريكي لمكافحة "الايبولا"، وعلى الجانب الأخر طالب "البنتاجون" بإعادة البرمجة للمشروع ليتم تنفيذه بـ 500 مليون دولار فقط.
ومن المقرر أن يناقش "أوباما" البرنامج خلال زيارته لمركز مكافحة الأمراض في أتلانتا، طبقًا لمسئولي الإدارة الأمريكية الذين رفضوا الكشف عن اسمه حتى لا يتم إجهاض إعلان "اوباما".
وأعلن البيت الأبيض أن زيارة "أوباما" للمركز، هدفها الحصول على معلومات بشأن تفشى "الايبولا" فى غرب أفريقيا ومناقشة ردود الأفعال الأمريكية، وشكر العلماء والأطباء والعاملين بالمركز .
وقال المسئولون إن الولايات المتحدة سترسل 3000 جندي أمريكي لقيادة هذا البرنامج، مؤكدين على أن الفيروس لا يهدد الولايات المتحدة ولن يهددها مستقبلا إذا قامت بالخطوات الصحيحة لمكافحته.
ومن جانبه، قال "جوش ارنست" المتحدث باسم البيت الأبيض، إن بذل "أوباما" لهذه الجهود في وقت مبكر أمر بالغ الأهمية، وذلك لمحاولة إخماد هذه المشكلة قبل أن تنتشر بشكل أوسع.
وأشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الفيروس أصاب 3707 حالة منذ ديسمبر من بينهم 1848 حالة وفاة في غينيا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون والسنغال، كما تتوقع وكالة الأمم المتحدة أن تفشى المرض لن يتجاوز 20 ألف حالة قبل السيطرة عليه .
وأكدت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" على خطورة تفشى "الايبولا"،حيث انه قتل نصف المصابين به، معربة عن قلقها إزاء خفض الميزانية المطلوبة والتي عرقلت منظمة الصحة العالمية .
وأشادت "واشنطن بوست" الأمريكية بخبرة الولايات المتحدة وقدرتها على مكافحة هذا التفشي، قائلة أن الوضع بحاجة إلى إنشاء مستشفيات ميدانية كبيرة وموظفين فرق دفن للحد من انتقال الفيروس أثناء الجنائز، بالإضافة إلى مخطط متقن للحد من هذا الفيروس.
وأضافت الصحيفة أن الكثير يتسائلون حول اتخاذ الولايات المتحدة هذه المهمة على عاتقها رغم عدم وجود تهديد فعلى عليها، إلا أن وجهة النظر الإنسانية تلزمها أخلاقيا بتوفير الرعاية لأولئك الذين هم فى حاجة إليها، أينما كانوا.
وقالت الباحثة فى الصحة العالمية "لورى غاريت" إن العالم مازال يجهل خطر "الايبولا"، متجاهلا نداءات المساعدة، حتى بعد تحذيرات المستجيب الدولي الوحيد "أطباء بلا حدود" المتكررة للحد من هذا الفيروس قبل أن يخرج الأمر عن السيطرة .
يذكر أن البلدان الثلاثة الأكثر تضررا هم غينيا وليبيريا وسيراليون، حيث أصبحت المدافن بهم أكثر من مراكز العلاج، فالأسر ترفض أن تجبر أفرادها المصابون من النوم خارجًا مما أدى لانتشار المرض بشكل مفجع.
وأثار تفشى هذا المرض الرعب في غرب إفريقيا، حيث انتشرت الـ1000 حالة خلال أربعة شهور، إلا أن الـ1000 حالة الأخرى انتشرت خلال شهر واحد، كما أدى تفشى "الايبولا" إلى زعزعة استقرار القارة سياسيًا واقتصاديًا.