جند مصر.. خير أجناد الأرض

ينتابنى الآن خوف شديد على الأجيال الحالية من سموم الجماعة الإرهابية.. حالة من التخبط والتشتت ألاحظها على عدد لا بأس به من تلاميذ وطلبة المدارس والجامعات فى تفسير ما يحيط بهم من أحداث جسام.. نحتاج الآن وليس بعد إلى تنسيق كامل يبدأ من الأزهر الشريف والكنائس.. مروراً بالأسرة والمجتمع ككل ثم وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى.. ختاماً بالإعلام.. وذلك لوضع مخطط علمى وعملى لمواجهة أعداء مصر فى الداخل والخارج.

نوضح معنى الكلام ده.. فى مقابلة لى مع اللواء فؤاد فيود ــ الخبير العسكرى والاستراتيجى ــ كشف لى فيها عن حواره مع طالب أثناء محاضرة له فى الجامعة يقول الجنرال للطلبة: تعلمون جيداً حديث الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ الذى يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر.. فاتخذوا منها جنداً كثيفاً.. فذلك الجند خير أجناد الأرض».. وهنا اعترض الطالب وقال: سيادة اللواء.. أنا سمعت من أعلم علماء الأرض يؤكد ضعف هذا الحديث.

الجنرال يسأل الطالب: ومن هو يا بنى أعلم علماء الأرض الذى سمعت منه هذا الكلام؟.. الطالب يجيب: الشيخ أبواسحاق الحوينى.. الجنرال يوضح: مع احترامنا لشخص الشيخ وعلمه.. إذا كان أبواسحاق كما تقول.. فكيف نصنف فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى الذى استشهد بهذا الحديث فى أكثر من موضوع ووصف جيش مصر بأنهم «جنود الحق»؟.. يا بنى انتبه للمؤامرات التى تحاك ضد وطنك ودينك وجيشك.. فهذا الكلام إن صح وقاله رجل فى علم ومكانة «الحوينى».. فلابد أن هناك خطأ يجب تصحيحه.

ويضيف الجنرال رداً على الطالب: يا بنى إذا نظرت إلى تركيبة الجيش المصرى فستجده مختلفاً عن جيوش العالم قاطبة جيش مصر العظيم يتكون من الفقير والغنى.. المثقف وغير المثقف.. المتعلم وغير المتعلم.. الصعيدى والبحراوى.. الأبيض والأسود.. جيش مصر لا يفرق بين أحد.. الكل فيه سواء. أى أن جيش مصر من كل أبنائها وليس من طبقة دون أخرى أو فئة دون غيرها كما شاهدنا وتابعنا ذلك فى العديد من الدول التى تهاوت لعدم التجانس بين عناصر جيوشها.. لذا أقول لك يا بنى بأن جيش مصر حما وحافظ على مصر منذ أحمس الثالث.. مروراً بوالى مصر محمد على.. وحتى ثورتى 25 يناير و30 يونيو.. كما حافظ أيضاً ومازال يحافظ على أمته العربية والإسلامية.

ويتابع الجنرال: نعم جيش مصر يتبع شعبه فقط.. جيش مصر لا يأتمر إلا بأمر شعبه فقط.. جيش مصر نزل فى 25 يناير بناءً على رغبة الشعب ضد قائده الأعلى.. بمعنى أن قواتنا المسلحة تحمى إرادة وشرعية الشعب ولا تنحاز لمن يلفظه الشعب.. وهذا ما حدث أيضاً قبل وبعد 30 يونيو 2013.

هنا انتهى كلام اللواء فؤاد فيود.. وقلت إنه من واجبى المهنى نقل هذه المعلومة للقارئ حتى يفهم ويعرف جيداً جزءاً مما يدور فى عقل هؤلاء الشباب بناءً على توجيه من رموز دينية كنا ومازلنا نتوسم فيهم الخير بعد الظروف التى واجهتها مصر على يد جماعة تمسحت واستغلت الدين والدين منها ومن جرائمها برىء براءة الذئب من دم يوسف عليه وعلى نبينا وأنبياء الله أفضل السلام.

أخيراً.. أقترح على المسئولين أن يبادروا فى إعداد منهج دراسى لأبنائنا عن تاريخ قواتنا المسلحة ودورها فى السلم والحرب حتى نحصنهم ضد مرضى النفوس الذين يهاجمون ويشوهون صورة كل ما هو وطنى وشريف فى هذا البلد.. فجميعنا مازال يتذكر الشعارات المعادية التى رفعت بيد الخونة والعملاء منذ 25 يناير وحتى وقت قريب ضد رموز عسكرية عظيمة.. مش كده ولا إيه؟

■ كاتب صحفى