رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كلمة للرئيس قبل اختيار المحافظين


كانت الطريقة فى اختيار المحافطين فى العهود السابقة، أن يكون المحافظ من أهل الثقة وليس صاحب الخبرة حتى وصلت حالة بعض المحافظات إلى مناطق ليست صالحة للسكن الآدمى، فتراكمت تلال القمامة وما تبعها من روائح كريهة وحشرات فتاكة، وساءت الحالة الصحية والاجتماعية للبشر، وتوسد الرجال والنساء والأطفال الأرصفة واتخذوا الشارع سكنا لهم، ناهيك عن الباعة الجائلين والمقاهى التى امتدت على الرصيف إلى ما وراء الرصيف بل إلى نهرالشارع، المهم يا سيادة الرئيس يتمنى الشعب وسيادتكم دائما ما تحقق أمنياته، فعند اختيار الجديد لأى محافظة أن توضع معايير محددة وواضحة للمحافظ وأن تنشر للشعب هذه المعايير التى تم على أساسها احتيار المحافظ، وأن يقدم خطة واضحة وواقعية لمشاكل المحافظه وأن تحدد هذه الخطة بفترة زمنية، وتنشر خططهم للارتقاء بالمحافظة فى كل النواحى الحضارية، ويكون المحافظ لديه معرفة تامة بمشاكل المحافظة التى سيتولى خدمتها .

لقد سمعنا كثيرا وعودا وردية عند بداية توليه تقاليد السلطة فى المحافظة وللأسف سرعان ما تتبخر هذه الوعود المعسولة. وهذه الكلمة ليست منطلقة من فراغ ، بل من مرارة الواقع والصور الحية تؤكد ما آلت إليه إحدى المحافظات المهمة والمحافظة الثانية بعد القاهرة فى عدد السكان علاوة على ما تحتويه من الآثار المهمة وأقدم الجامعات وغيرها من المؤسسات والسفارات المهمة. فرغم بقاء هذا المحافظ ردحا من الدهر، وما يحمله من مؤهلات عالية وخبرة نادرة ، فإن أساليبه فى إدارة المحافظة فشلت فشلا ذريعا، فأكوام القمامة تغطى أهم شوارعها الرئيسية – شارع إيران – والذى يمتد من ميدان الدقى لشارع محيى الدين أبو العز موازيا لشارع التحرير، ولم ينج شارع أمين الرافعى المواجه لمجلس الدولة من أكوام القمامة وتوابعها، واذا كان هذا هو الوضع بالشوارع الرئيسية فى الحى الراقى، فحدث ولا حرج عن أحوال الحوارى والشوارع الخلفية، هذا المحافظ نجده يتجول فى محافظته ولكنها حركة بلا بركة، كما أن الشو الإعلامى أخذ معظم وقته، فلا تخلو برامج الصباح إلا وتجد مداخلاته فى قضايا بلا حل. وقد حاولت البحث عن أسباب فشل هذا المحافظ فى إدارة شئون المحافظة، رغم تراكم خبراته ومؤهلاته العالية وطبعا لا أنفى إخلاصه ووطنيته. هل هو اختياره لمعاونيه وتقديمهم التقارير الوردية للمشاكل المزمنة ، قطعا المحليات لها دور فى هذا الفشل، علاوة على الحلول الوقتية بدلا من وضع الخطط التى يشارك فيها الخبراء والمتخصصون وبعض أهالى المحافظة.

فيبدو أن هناك افتقادا وافتقارا لتطبيق التنظيم العلمى والابتكار والإبداع فى العمل والأساليب الإدارية المتطورة وإدخال الميكنة الحديثة، وتصميم عمليات التحديث عند الممارسة الفعلية للعمل، وأخيرا الثقافة المجتمعية ووضع الحلول فى ضوء التجربة والخطأ.

■ عضو اتحاد المؤرخين العرب