رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالأرقام والحقائق .."الإيبولا" تسير على نهج إنفلونزا الطيور والكورونا فى إثارة ذعر البشر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تتزايد مخاوف البشر من انتشار مرض فيروس إيبولا (المعروف قبلا باسم حمى إيبولا النزفية)، وهو مرض وخيم يصيب الإنسان، وغالبا ما يكون قاتلا، ورغم تمركز المرض فى منطقة غرب أفريقيا بدول سيراليون وليبيريا وغينيا ونيجيريا، إلا أن انتشاره فى موجة وبائية هى الأكبر والأخطر منذ أربعة عقود استدعى منظمة الصحة العالمية لإعلان حالة الطوارئ، بعد تفشيه بسرعة أسفرت عن تسجيل ١٧٧٩ حالة وفاة فى هذه الدول منذ بداية العام الحالى.
والإيبولا عبارة عن مرض فيروسى معدٍ يصيب الإنسان وبعض أنواع القرود، ويؤدى إلى حدوث حمى نزفية شديدة، ويتفشى في القرى النائية الواقعة غرب أفريقيا قرب الغابات الاستوائية الممطرة، ويودي بحياة نسبة تتراوح بين 25 و90% من مجموع المصابين به، وتعود بداية ظهوره فى غينيا فى ديسمبر الماضى، ومنها إلى عدد من دول غرب أفريقيا، وهى: سيراليون وليبيريا وأخيرا نيجيريا، وتتطلب طرق الوقاية من المرض زيادة الوعي بعوامل خطورة العدوى والإجراءات الوقائية للحد من انتشار حالات العدوى بين البشر.
وأعراض مرض الإيبولا عادة ما تبدأ فجأة مع مرحلة تشبه الإنفلونزا تتميز بالتعب، والحمى، والصداع، وآلام في المفاصل، والعضلات، والبطن وفى أحيان كثيرة تكون تلك الأعراض مصحوبة بالقئ والإسهال وفقدان الشهية، وهناك أعراض أقل شيوعا مثل التهاب الحلق، وألم في الصدر، الفواق، وضيق في التنفس وصعوبة في البلع وطفح جلدي، وفترة حضانة الفيروس تتراوح من 8 إلى 10 أيام، ويمكن أن تتفاوت ما بين 2. و21 يوما، تستدعي الحالات المرضية الشديدة توفير رعاية داعمة مكثفة للمرضى، الذين يصابون من جرائها في كثير من الأحيان بالجفاف ويلزم تزويدهم بسوائل الإماهة بالحقن الوريدي أو عن طريق الفم باستخدام المحاليل٠
وليس من الواضح تماما حتى الآن كيف ينتشر فيروس إيبولا؛ ولكن يعتقد أن المرض يحدث بعد انتقال الفيروس إلى الإنسان عن طريق الاتصال مع سوائل جسم الحيوان المصاب أو بانتقال العدوى من إنسان لآخر عن طريق الاتصال المباشر مع الدم أو سوائل الجسم من شخص مصاب أو ملامسة شفرات حلاقة أو معدات طبية ملوثة، وخاصة الإبر والمحاقن.
ولا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح محدد لحمى الإيبولا النزفية، وقد أظهرت العلاجات بالأدوية الجديدة نتائج واعدة في الدراسات المختبرية وهي تخضع للتقييم حاليا، ويجرى اختبار العديد من اللقاحات؛ ولكن قد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل إتاحة أي واحد منها، وتجري الوﻻيات المتحدة الأمريكية حاليا أبحاثا مكثفة لاكتشاف علاج فاعل للمرض، وكذلك يجرى في مستشفيات الجيش الأمريكي البحث عن حل نهائي لهذه الحمى، وفى ألمانيا بمستشفى شاريتى في برلين أكبر مستشفيات أوروبا تم إيقاف عمل الفيروس لدى الكثير من الحالات.
ولأن فيروس الإيبولا فتاك للغاية؛ فإن العلماء يدرسونه في مختبر شديد الأمان مبني بجهاز تهوية يمنع تسرب أي ميكروب ينتقل بالهواء، ويرتدي العلماء قبل دخولهم المختبر ملابس وقائية تغطى الجسم كله فلا يخترقها الفيروس وقفازات وقبعات يتم التخلص منها بعد الاستعمال ونظارات واقية ويستحمون بالمطهرات عندما يغادرونه.
وخلو مصر من حالات الإصابة أو الاشتباه بفيروس إيبولا لا يمنع وزارة الصحة من اتخاذ الإجراءات الاحترازية الكفيلة بتفادى الإصابة بالمرض، فنسقت مع وزارات الخارجية والطيران، والداخلية، وأعدت مستشفى حميات العباسية لتكون المستشفى الرئيسى معدة لاستقبال أية حالات محتملة في المرحلة الحالية، وأعدت بروتوكول التعامل والعلاج لمرض الإيبولا، إضافة لكافة إجراءات مكافحة العدوى التفصيلية للتعامل مع المريض، خاصة بقسم العزل وسيارة الإسعاف وغيرها من الإجراءات، وتنفيذ خطة لرفع الوعي والتثقيف الصحي، التنسيق والمتابعة اليومية للموقف الوبائي مع منظمة الصحة العالمية.
وتم تشكيل لجنة أزمات لمتابعة المستجدات والأحداث الخاصة بمرض الإيبولا، كما تطبق أقسام الحجر الصحي الإجراءات الصحية الوقائية لمناظرة جميع الركاب القادمين من تلك الدول، وعمل كارت متابعة للقادمين من الدول، التي ظهر بها المرض وإرسال الكشوف بالأسماء والعناوين إلى المحافظات التابع لها محل إقامته لمراقبتهم صحيا لمدة 3 أسابيع.