رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحج على نفقة الدولة


سألت أحد رجال الأزهر الشريف عن مشروعية حج القادرين، على نفقة الدولة، أجاب أنه حرام ولا يُسقط الفريضة، الأغنياء والقادرون الذين يسافرون كل عام للحج على نفقة الدولة فى ازدياد، ويجب أن تختفى هذه الظاهرة، كبار رجال الدولة والصحفيون والإعلاميون والموظفون الذين يسافرون لقضاء أجازة عيد الأضحى فى المملكة العربية السعودية، لن تسقط عنهم فريضة الحج لأنهم قادرون على أدائها على نفقتهم الخاصة، ولكنهم لا يريدون أن ينفقوا من أموالهم مليماً واحداً طالما أن الدولة غنية وأموالها كثيرة وتتكفل بذلك.

هناك من الذين يسافرون للتنزه فى السعودية من كبار الموظفين وزوجاتهم من يتقاضون مئات الآلاف شهرياً، ومنهم من يسافر كل عام على نفقة الدولة، وأنا شخصياً أعرف أحدهم- وهو من أصحاب الملايين- سافر عشرات المرات هو وزوجته. معظم الوزارات تجامل كبار الموظفين والإعلاميين وتأتى فى مقدمتهم وزارة الداخلية، وتفعل ذلك أيضا السفارة السعودية بالقاهرة والسفارة حرة فى ذلك لأنها تجامل من أموالها ولكن أن تفعل هذا الحكومة المصرية فهذا أمر غريب وعجيب، فى الوقت الذى تعانى فيه مستشفيات من عدم وجود قطن وشاش.. يحدث هذا فى دولة أكثر من عدد سكانها تحت خط الفقر ويسكنون المقابر. الذين يتخذون قرارات بمجاملة كبار الموظفين والإعلاميين بالحج على نفقة الدولة ألا يشعرون بتأنيب الضمير على حال سكان العشوائيات الذين لايجدون كوب ماء نظيف ولا صرفاً صحياً ويتكدسون مثل السردين فى غرف من الصفيح لا تصلح حتى للحيوانات ويبحثون عن طعامهم فى صناديق القمامة.

من يتخذ هذه القرارات فى مصر لن يسامحه الله وحسابه عند المولى تبارك وتعالى سوف يكون عسيراً، أما من يسافر على نفقة الدولة للسياحة فى السعودية وزيارة مكة والمدينة أثناء الحج وهو قادر على أداء الفريضة على نفقته الخاصة فهو آثم، وكان يجب عليه أن يرفض هذا ويطالب بتوجيه هذه الأموال إلى الفقراء، .

والحقيقة المرة أن هؤلاء الفقراء هم الذين يتحملون تكلفة حج الأغنياء وكبار الموظفين والإعلاميين فكل مواطن فقير قام بتوفير نفقات الحج من طعام أولاده أو مكافأة نهاية خدمته الوظيفية أو بيع أرضه أو مواشيه أو المصوغات الذهبية لزوجته كل واحد من هؤلاء يدفع للدولة مبالغ ضعف التكلفة الحقيقية لفريضة الحج وتقوم الحكومة بدورها بمجاملة كبار الموظفين والإعلاميين من أموال هذا المواطن المعدم.ومن هنا تأتى حرمة الحج على نفقة الدولة لأنه فى النهاية حج على نفقة الفقراء. نُشر هذا المقال فى المكان فى هذا التوقيت خمس مرات من قبل وللأسف الشديد اضطر لنشره لسادس مرة حتى بعد تبرع رئيس الجمهورية بنصف راتبه وثروته للبلد وتحمله الشخصى لنفقات حج المواطنة الكفيفة المسنة بدلاً من الدولة ولكن من الواضح أن رسائل الرئيس السيسى لا تصل للمسئولين فى الدولة.

مذيع بإذاعة الشرق الأوسط