رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التعلم الجامعى تجارة وشطارة


الجامعة قاطرة التقدم وإذا كانت هذه القاطرة قديمة ومتهالكة، فقل على الأمة السلام، والنهضة إلى زوال، فالمعروف أن للجامعة دورها المهم فى وضع أسس أى نهضة، فبجانب الأبحاث التى تعدها الكليات المختلفة وتقبع على أرفف المكتبات، فلها دورها فى إعداد طلابها مهنياً ليصبحوا خبراء ومتخصصين فى المجالات المختلفة. وإقامة علاقات بين المجال الأكاديمى وجهات الإنتاج .وتقديم ما يطلبه المجتمع من خدمات للارتقاء بأفراده وبيئته .ومحصلة هذه المهمة الجامعية، تأتى لما تقدمه الكليات لطلابها من معارف ومفاهيم ومعلومات ومهارات مختلفة وعلاقات سوية بين الأستاذ والطالب، فالمعروف أن كل ماعون ينضح ما فيه. وما دامت مصر فى سبيلها إلى إقامة نهضة حقيقية كما فعلت الدول التى سبقتنا فى إقامة نهضتها، فضربة البداية هى الإصلاح الحقيقى لكل عناصر المنظومة التعليمية – عضو هيئة التدريس – المنهج والمقررات وطرق التدريس – البنية التحتية من مبان ومدرجات وخدمات طلابية وتقديم خدماتها للمجتمع. وللأسف عند إلقاء نظرة فاحصة لشطر كبير على الكليات الجامعية نجد أنها لا يتوافر بها أى معايير جامعية حقيقية للنهوض بطلابها والعمل على إفراز خريج يتوافق مع سوق العمل ويطور مهاراته بطريقة مستمرة للارتقاء بما يكلف به من مهام فى المجالات المختلفة.

ونبدأ من طرق التدرس والعلاقة بين الطالب والأستاذ، فالعلاقة بينهما تتمثل فى المحاضرة وما يقدمه الأستاذ من محتوى فى هذه المحاضرة وطريقة عرضه للمحاضرة خاصة أن هذه العلاقة يحكمها ضمير الأستاذ، فليس هناك نظام لمحاسبته ومساءلته، فبعض الأساتذة لا يلتزم بمواعيد المحاضرة فى البداية والنهاية، ويتلو ما جاء بالكتاب الدراسى، والطالب يعتمد على الكتاب الدراسى الذى يضعه الأستاذ والله وحده يعلم من أين يأتى بمادته العلمية، ويصبح الكتاب سيفاً مسلطاً على الطلاب لشرائه، وتتبع بعض الأساليب لكى يجبر الطالب على سرعة شرائه، كأن يرفق به ملزمة تطبيقية ترصع بختم الأستاذ حتى لا يستطيع الطالب الفقير تصويره، .وليس هنا مجال لعرض أساليب الأستاذ لإجبار الطلاب على شراء الكتاب. ليضخم رأسماله، ورغم ما تصدره الجامعة من تعليمات بعدم إجبار الطالب على شراء الكتاب، إلا من يأخذ بهذه التعليمات قلة قليلة من الأساتذة .

ومن أجل هذا الكتاب الدراسى يحدث الصراع بين الأساتذة على توزيع المقررات والفرق ذات الأعداد الغفيرة، ويكون الفائز دائما هو صاحب الصوت الأعلى، حتى إذا أسقط من حسابه التخصص الدقيق، وهذا الصراع يعطى قدوة سيئة للهيئة المعاونة، وقد يتسرب هذا الصراع للطلاب . ولا يراعى بعض الأساتذة الحالة المادية للطلاب، فيتسابقون لتضخيم عدد صفحاته حتى يرتفع سعره . وتتضخم الثروات على حساب الطالب الفقير. وفى الختام لا تسأل لماذا لا تدخل جامعتنا ضمن التصنيف العالمى.

عضو اتحاد المؤرخين العرب