رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"السرسجية".. الأطفال يلعبون دور البلطجي الروش

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قديمًا كنا نطلق عليهم لفظ "البيئة"، ثم تطور المصطلح ليكون "السرسجية"، وهم بعض الأطفال الذين يتصرفون بوقاحة، يشبهون بعضهم إلى حد كبير في الشكل والملابس والتصرفات أيضًا، وكأنهم انحدروا من سلالة واحدة، يرددون تلك الأغاني الشعبية التي انتشرت في الآونة الأخيرة والتي ليس لها معنى أو هدف حقيقي، والمأخوذة من الأفلام التي تحتوي على العديد من الألفاظ البذيئة.

سرعان ما تحول لفظ "البيئة" إلى "السرسجي"؛ تعبيرًا عن تلك الفئة التي زادت وقاحة أكثر وأكثر، فدشن عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صفحة تحت مسمى "الحملة القومية ضد السرسجية"، حيث زاد عدد المشتركين وصل نحو عشرات الآلف؛ مطالبين بالقضاء على تلك الفئة بأي طريقة، واقترحوا بشكل كوميدي اعتقال كل "سرسجي" يجدوه في الشوارع ، ووجهوا إليهم رسالة بقولهم: "لن تحتلوا البلد، ولن نصبح مثلكم، ولن يرفع علم السرسجية على أرض مصر".

ولم تكتف تلك الصفحات بتلك الرسالة ولكنها قامت بمشاركة العديد من المنشورات عن وصف "السرسجي"، و"إزاي تتعرف على السرسجي"، حيث أكدت أن السرسجي لا بد وأن يكون له "شنب أخضر" اعتقادًا منه بأنه رمزًا للرجولة، وأيضًا الشعر الطويل خاصة من الخلف، ولا يحمل السرسجي هذا اللقب إلا إذا كان شعره من النوع "الكيرلي"، مع الضرورة التي لا غنى عنها بإضافة نصف زجاجة جيل أو فازلين، كل ذلك لا يكتمل إلا بوجود السوالف الرفيعة جدا .

ثم تتوالى إبداعات ومواصفات "السرسجي"، فنجد من الأساسي إتباع أحدث صيحات الموضة في ارتداء الألوان الفاقعة والقمصان المزركشة والبنطلونات "السوبر ديرتى"، والحزام ذو التوكة العريضة فلا تكتمل شياكة "السرسجي" إلا به، والعجيب الذي يتميز به "السرسجي" عن غيره هو ارتداءه دبلتين فوق بعض، حتى وإن لم يكن متزوج فهو دليل فقط على "السرسجية".

أما عن الكماليات أو الإكسسوارات فحدث ولا حرج، بداية من السلسلة القصيرة التي يعتقدون أنها تزيديهم رجولة، والميدالية التي لابد أن تكون على شكل فانوس "حتى وإن لم نكن في رمضان"، أو كرة بلياردو أو الكعبة الشريفة،و بها عشرات المفاتيح، والتي قد لا يحتاج إليها أو يستخدمها قدر أنها شيء لا بد منه لتميزه عن الآخرين، أو اعتقادًا منه بأنها تعطيه أهمية عن غيره.

فتلك الصفحات والدعوات التي ظهرت مؤخرًا للقضاء على تلك الفئة، لم يكن الهدف منه نشر الفوضى أو العنف في المجتمع، قدر حرصها على إنقاذ المجتمع من براثن السرسجية، أو الأطفال الذين ينتهجون نهج الكبار في التصرفات والأفعال، فضلًا عن وقاحتهم في التعامل مع الكبير قبل الصغير، فلتك الصفحات بمثابة صرخة على مجتمع موجود في القاع ومازال يغوص.