رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدكتورة سميرة لامعي: القسو مع الطفل تؤدي للتبول اللا إرداي

جريدة الدستور

تشتكى العديد من الأمهات من مشكلة التبول اللاإرادى لأبنائهن بالرغم من تجاوزهم سن الرابعة ولا يستطيعون السيطرة على عملية التبول.
وقد أشارت إليه الدكتورة "سميرة لامعى"إخصائية الأمراض النفسية والعصبية الى أن بالرغم من أن الطفل الطبيعى يستطيع التحكم فى عملية التبول النهارى فى الشهر الـ 18، أما التحكم فى عملية التبول الليلى فيستطيع الطفل السيطرة عليه عادة فى المدة التى تقع بين منتصف العام الثالث ونهايته (2.5: 3 سنوات).
وتعتبر عملية التبول اللاإرادى عند الطفل شيئاً طبيعياً حتى سن الثالثة من عمره، وعندما يتجاوز الطفل هذه السن فتتحول إلى مشكلة يجب معالجتها.
وقد ترجع هذه المشكلة إلى أسباب عضوية منها أمراض الجهاز البولى مثل التهاب المثانة البولية، أو التهاب قناة مجرى البول الخارجية، أو تضخم اللوزتين ووجود زوائد خلف الأنف، أو اضطراب الجهاز العصبى أو حساسيت.
وأوضحت "لامعى" أيضا إلى أن ظاهرة التبول اللاإرادى قد ترجع إلى عدة أسباب نفسية منها عدم إحساس الطفل بالأمن بسبب معاملته فى البيت أو المدرسة، نتيجة لظروف بيئية مضطربة يعيشها الطفل، إحساسه بالخوف من الحيوانات أو من الحكايات والقصص المزعجة
وتضيف 'لامعى" أن القسوة فى معاملة الطفل وشعور الطفل بالغيرة الشديدة قد تجعله يلجأ إلى عملية التبول اللاإرادى كوسيلة لجذب الانتباه بالإضافة إلى حرمان الطفل من العطف والحنان، فيجعل من التبول حيلة لا شعورية تساعده على تحقيق ما تعوده من الأم من الاهتمام الشديد بجميع طلباته.
كما أن تقصير الأمهات فى إكساب أطفالهن العادات الحسنة وإبعادهم عن العادات السيئة، وعدم اكتراهن بالتبول اللاإرادى للطفل يعتبر من أهم الأسباب التى تؤدى إلى مشكلة التبول اللاإرادى.
وتشير 'لامعى' إلى أن العلاج لهذه المشكلة يكون بمراعاة الأم عدم توبيخ الطفل أو السخرية منه أمام أقرانه وزملائه، لأن ذلك يسبب للطفل إحباطًا نفسيًا، وألا تلجأ الأم والمربى فى المنزل والمعلم فى المدرسة إلى أى عقاب أو تقريع أدبى، بل يجب ألا نجعل الطفل يشعر بأن ما يفعله جريمة أو غلطة كبيرة، لأن ذلك سيؤدى إلى تدهور حالته.
وتشدد على ضرورة قيام الأم بجولات تفتيشية خلال الليل حتى يستطيع الوقوف على الميعاد الذى يقع فيه التبول، فإذا وقفت على الميعاد، وجب عليها أن توقظ الطفل، وتنبهه للذهاب إلى دورة المياه، كذلك يجب تشجيع الطفل بكافة الوسائل على الامتناع عن التبول اللاإرادى.
وتنصح 'لامعى' الأمهات بضرورة أن يسرعن بمعالجة التبول اللاإرادى، لأن هناك مشكلات أخرى تتعلق به، وتصاحبه العديد من الأعراض النفسية والتى تنتج عن الشعور بالنقص وضعف الثقة بالنفس، وهذه الأعراض تظهر بصور مختلفة منها: الفشل الدراسى، والخجل، والشعور بالمذلة، والميل إلى الانزواء، أو التهتهة، أو أن تكون الأعراض تعويضية كالعناد والتخريب، والميل إلى الانتقام، وكثرة النقد، وسرعة الغضب، كما يصاحب التبول اللاإرادى فى كثير من الحالات: النوم المضطرب، الأحلام المزعجة أو الفزع الليلى.
أما إذا كانت هناك مشكلة صحية فيجب فحص الطفل فحصًا طبيًا شاملاً، فإذا كان السبب عضوياً، فيجب علاجه على الفور بالإضافة إلى استبعاد السوائل من طعام الطفل فى المساء، ومنع الأطعمة كثيرة التوابل.