رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أين ذهبت شهامة المصريين؟


خلال السنوات الأخيرة اهتز نظام القيم فى المجتمع المصرى وظهرت فى الشارع سلوكيات غريبة على أخلاقيات المصريين مثل عدم الالتزام بأى شىء.. الالتزام بالقانون الأخلاق واحترام الكبير بل افتقدت الاجيال الجديدة ما كان يعرف فى جيل الستينيات والسبيعنيات بالمثل الأعلى وبدلا من الشهامة سمعنا عن حالات التحرش ورغم أن هذه المظاهر لم تتحول إلى ظواهر إلا أن هناك سؤالاً منطقيا يفرض نفسه ما أسباب هذا الوضع الذى لا يتسق وطباع وأخلاقيات الشعب المصرى؟

البعض أرجع ذلك الى غياب الدولة وما حدث بعد ثورة يناير من انهيار للمنظومة الأمنية ورد بعضهم هذا الوضع إلى عدم وجود قوة لإنفاذ القانون فتم افتقاد ما يمكن تسميته عامل الردع الذى يجبر الجميع على احترام القانون فى حين يرى رأى أن السبب يرجع إلى تراجع دور الأسرة فى بناء النشء باعتبار الأسرة الخلية الأولى فى المجتمع ولكن رب الأسرة انشغل بتدبير لقمة العيش وسطظروف حياتية حقيقة صعبة وترك إعداد النشء لمؤسسات أخرى وعوالم افتراضية مثل مواقع التواصل الاجتماعى، فيما يعتقد البعض أن المدرسة فقدت دورها التربوى وركزت على إنقاذ العملية التعليمية التى لم تعد كما كانت الأمر الذى أدى إلى فقدان المدرسة للجانبين التعليمى والتربوى خاصة مع غزو ما يسمى «المدارس الدولية» وأصبح التعليم سلعة لها ثمن بعدما كان بالمجان، ويعتقد آخرون أن دور المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية قد تراجع فى مجال التنشئة.

والواقع أن أحدا لا يستطيع أن يقول إن سببا واحداً فقط وراء هذا الوضع بل يمكن القول إن كل هذه الأسباب مجتمعة هى التى أدت إلى تدنى الجانب الأخلاقى فى الشارع المصرى رغم أن المتخصصين فى السياسة وعلم النفس والاجتماع والقانون وعلوم التربية والدين يفسر مظاهر اهتزاز نظام القيم فى المجتمع من منظور تخصصه.

ولذلك اتفق مجموعة من الحكماء - إذا جاز التعبير – على إنشاء الجمعية المصرية العربية لإعادة إحياء القيم وفى اعتقادى أنه رغم نبل مقاصد هذه الجمعية إلا أن جهودها تحتاج الى دعم من مؤسسات الدولة كافة خاصة الإعلام الرسمى والخاص للترويج لهذه المقاصد وتحويلها إلى أفكار برامجية تساعد على خلق حالة مجتمعية من التمسك بقيم المجتمع و ستظل الجمعية المصرية العربية لإعادة إحياء القيم شمعة تنير طريقاً يحتاج إلى تمهيد وتعبيد بعبارة أخرى أن تضافر مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى هو الذى سيقوم بعملية التمهيد هذه وفى تقديرى أن مساهمات الأزهر والكنيسة فى هذا الاتجاه سيعطى زخما لعملية إحياء قيم العدل والأخلاق والعفة والاحترام، وفى الوقت نفسه لابد من تبنى مشروع قومى للتربية والتعليم لكى تسترد المدرسة مكانتها فى عملية التنشئة ولاشك أن جهود نظام الحكم الجديد برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يتميز بصدق الأداء والرغبة الجادة فى التعامل الواقعى مع قضايا المجتمع سيساهم فى خلق المناخ الموضوعى لإعادة توزيع الأعباء الاقتصادية بشكل عادل الأمر الذى سيخفف من وطأة ومعاناة المشكلات اليومية للمواطن على أى حال الجمعية المصرية العربية لإعادة إحياء القيم خطوة على طريق المستقبل لإعادة استرداد الهوية !!

■ رئيس قطاع الاخبار السابق