هل تحمد الله؟
كان هناك رجل أبرص، أعمى، مشلول القدمين واليدين يحمد الله دائما ويردد «الحمد لله الذى عافانى مما ابتلى به كثيرا من خلقه وفضلنى تفضيلا». فسمعه فتى قوى فقال له: مم عافاك؟ أعمى وأبرص ومشلول... فمم عافاك؟ فقال الرجل: ويحك يا فتى، لقد جعل الله لى لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وبدنا على البلاء صابرا... فالحمد لله على نعمته.
هل تحمد الله سبحانه وتعالى على كل عطاياه؟هل أنت راضٍ بقضائه، شاكرا لنعمه أم متذمر، شاك، غير راض، تنظر دائما إلى ما يمتلكه الآخر دون أن تنظر إلى ما تمتلكه أنت؟.. هل أنت راض بقضاء الله أم تعترض على قدره؟ هل أنت حامد مثل «محارب بن ديثار» الذى كان يحمد ربه فيقول «اللهم لك الحمد..فأنا الصغير الذى ربيته، أنا الضعيف الذى قويته، أنا الفقير الذى أغنيته،أنا العزب الذى زوجته، أنا الجائع الذى أشبعته، أنا العارى الذى كسوته، أنا المسافر الذى صحبته، أنا الغائب الذى رددته، أنا الماشى الذى حملته، أنا المريض الذى شفيته، أنا السائل الذى أعطيته وأنا الداعى الذى أجبته».
هل تحمد الله مثله على كل النعم التى وهبها لك وفضلك بها عن الآخرين؟ هل تحمد الله مثله، فإذا أكلت قلت الحمد لله، إذا لبست قلت الحمد لله... إذا أردت أن تحمد الله فأحب الله، فإذا أحببته حمدته، وإذا حمدته فلتحمده بلسانك، بكل جوارحك، وإذا تحدثت فلتتحدث عن هذه النعم بين الناس، فإذا ذكرت النعم فلتشكره، فإذا شكرته فاستخدم هذه النعم فى طاعته..
هل تحمد الله كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمده ويقول «الحمد لله عدد ما خلق، والحمد لله ملء ما خلق، والحمد لله عدد ما فى السموات وما فى الأرض، والحمد لله عدد ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد كل شىء، والحمد لله ملء كل شىء» وأمرنا أن نعلمها لأولادنا..
هل تحمد الله وأنت تسمع كلمة «ماما» أو «بابا» وغيرك لم يسمعها أم فقدوا من كانوا يرددونها؟ هل تحمد الله وأنت ترى شروق الشمس وغروبها وغيرك لا يستطيع؟ هل تحمد الله وأنت تحضن والدتك أو والدك أو أخاك أو أختك وغيرك لا يستطيع؟ هل تحمد الله على رزقك ولو قليلا فغيرك معدم؟ هل تحمد الله عندما تشتهى شيئا ولديك القدرة على شرائه وغيرك لا يستطيع؟ هل تحمد الله على لحظات السعادة فى حياتك وغيرك غارق فى الأحزان؟ هل تحمد الله وأنت تهرول مسرعا وغيرك لا يتحرك إلا بعينيه؟ هل تحمد الله عندما تصيبك الهموم وتضيق عليك الأرض فتدعو الله فسيتجيب لك؟.... نعمك يارب حولنا... لكن هل من يحمدك ويشكرك؟؟؟.... أحمدك وأشكرك ربى فتقبل دعائى.
■ خبيرة إعلامية
