رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العنف ثقافة


فى مصر والعالم العربي تحديداً وتركيزا على بشاعة قصص العنف المدروس ، المتطور تبث وسائل الأعلام يومياً ألافاً من القتلى ، والمذبوحين ، والمحروقين والممثل بأجسادهم ،المهشمة رؤوسهم، والمنزوعة حناجرهم ، حتى حوادث الاغتصاب، والسرقة أصبحت لا تخلو من التعذيب والإذلال ،والفتك بالضحية ، حديثي تحديداً عن العنف وليس القتل لأن الآن مع التطور الرهيب الذى نشهده في كل ما يحيط بنا توحشت وتنامت أشكال العنف ، وأنواع التعذيب والفتك بالجسم البشرى ،وكثرت أشكال الإماتة من الإذلال حتى التعذيب والموت أسئلة تدور في رأسي  بنظرتي لحادث اغتصاب مثلاً ، أو (مجزرة) بين قبيلتين كالمشتعلة في أسوان بين قبيلتي (الدابودية)، والهلايل  التي أسفرت سابقا عن وقوع أكثر من 25 قتيلاً ..
جلست وأمسكت بقلمي على الخشب أنقر بسخط
هل العنف قانون الطبيعة؟  هل الإنسان بطبعه حيوان قاتل لأنه وحده عاقل يقتل ابن جنسه عامداً متعمداً ؟وحده يقتل ويمثل بالجثث ويتفنن في تنويع ، وتبشيع وسائل الإبادة والقتل والتمثيل !!هل ما يحدث من أشكال قتل وتمثيل نتيجة أن القاتل يشعر دائماً أنه مهدد في وجوده ، فتسول له نفسه أن يؤذى الآخرين ، ويتوهم موت الآخر ضمان لبقائه ؟تنامى وتوحش القتل والتمثيل بالجثث سواء فى أسوان ، او السلوم أو المحروسة من شرقها لغربها (عنف متطور لأقصى المراحل )(قتل، حرق ،تمثيل بالجثث، واللف بها في انحاء المكان لعرض الذبيحة أو الغنيمة لمن لم يحالفه الحظ ولم يحضر ساحة القتال ) في حاجة غلط !! نعم أؤمن بالموت ، واعلم أن الموت موجود في كل مكان بالطبيعة. ولكن القتل ومايليه من خطوات انتقامية يختص بها الإنسان وحده (الطبيعة تدمر وتقتل ، لكنها لا تدرى أنها تفعل فهي بمعنى ما بريئة ، يمكن للحجر أن يسقط فوق رأسك ويقتلك ، ولكنه لا يريد ذلك ولا يبيت النية ، الكارث الطبيعية مميتة لكنها غير مجرمة ، يجوز الكلام عن قوة الزلازل المدمرة ، او قوة البراكين والأعاصير ، والتسونامي التي تبيد قرى لكنها لا تعي ما تفعل ولا سابق معرفة ولا نية إجرامية مبيته ، الماء نفسه الذى هو احد مصادر الحياة من السماء ام من الانهار  يمكن له ويتسبب في القتل أحياناً لكن من الحماقة ادعاء انه شريراً ، او انه عنيف  (الإنسان وحده قاتل لأنه عاقل ) ولأنه وحده وهبه الله العقل الذى يستخدمه في القتل والتعمد\ والعنف والنية يجب أن نعمل ع العقل يجب دراسة أنواع واشكال العنف ، يجب ترويض العقل البشرى العربي والتحكم في مستوى العنف يجب الاعتراف تنامى العنف في المجتمع بأنه حقيقة تتطور للأبشع باختلاف أسبابها، فمعرفة العنف ، واٍسبابه ودوافعه تعنى أكثر من مجرد اتقائه تعنى ،احتقاره، تعنى القضاء على دوافعه من ضمن مشاكلنا ، أننا احياناً نرفض الاعتراف بالمشكلة لعدم تشويه الصورة التي يتضح تشوهها بالفعل ونتعامى عنها ..هناك مادة كانت تدرس (مادة الأخلاق ) 1934 للمؤلف احمد امين لا اعلم أين ذهب الكتاب في ظروف غامضة ، ما أحوجنا للوعى..


سينارست ، وكاتبة صحفية  
[email protected]