رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس والإعلام والدراجات والتحرش!!


من الواضح أن الإعلام مازال أمامه الكثير حتى يفهم الرسائل التى يحاول الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يرسلها إلى الشعب والحكومة أو أن الإعلام يفهم هذه الرسائل خطأ فحينما يزور الرئيس ضحية التحرش الجنسى فهذا معناه أن الدولة ممثلة فى أعلى قيادتها ترفض هذا السلوك الغريب والشاذ على مجتمعنا وأنها سوف تتصدى له بكل قوة وحزم وليس معناه أن الشعب المصرى كله أصبح إما متحرشاً أو متحرشاً به، كما صورت ذلك وسائل الإعلام فكل البرامج النهارية والليلية أرهقت القمر الصناعى معها من كثرة الساعات التى تناقش التحرش وكأنه أصبح ظاهرة ينام ويستيقظ عليها الشعب.

وحينما شارك الرئيس فى ماراثون ركوب الدراجات مع مجموعة من الشباب والسياسيين والفنانين والإعلاميين كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وظفت برامجها لمناقشة الأهمية الاقتصادية والصحية والاجتماعية لركوب العجل، وكأن شوارعنا وطرقنا مؤهلة لذلك، فالسيارات نفسها تشتكى من سوء الطرق، وكأننا سوف نخترع العجلة وركوبها من جديد حتى اكتشفه لنا الرئيس وتفننت برامج التوك شو فى عناوين فقراتها حول ركوب العجل فهناك من اعتبره الحل السحرى لمشكلتى الوقود والمرور وهناك من اعتبره الحل الأمثل لإنهاء أزمتى المواصلات والتلوث البيئى.

رغم أن رسالة الرئيس فى هذا اليوم هى ضرورة الاستيقاظ مبكراً حتى نستفيد بأكبر وقت ممكن فى العمل والإنتاج ونترك حالة الكسل التى كنا عليها وهذه الرسالة أيضا أكد عليها الرئيس حينما قرر أن يكون حلف اليمين للوزراء الجدد فى السابعة صباحا فهو يريد أن يعطى المثل والقدوة فى العمل مبكرا وان يكون هذا هو نظام حياتنا مثل الأمم المتقدمة تنام مبكرا حتى تبدأ عملها فى السابعة صباحا، ولو أن الرئيس قرر أن يتواجد مع الفلاحين فى حقولهم فى الخامسة صباحا -أتمنى أن يفعل ذلك لأن الفلاحين يحتاجون للدعم والمساندة- كيف سيتعامل الإعلام مع هذه الزيارة هل سوف يطالب الشعب بارتداء الجلباب الفلاحى لأنه مفيد من الناحية الصحية؟ أم أنه سوف يخصص حلقات وساعات طويلة فى شرح أهمية ركوب الحمير ترشيدا للإنفاق؟

لابد للإعلام أن يرتقى إلى مستوى الحدث الذى تعيشه مصر وأن يفهم رسائل الرئيس كما يريدها بدون مبالغة فى الأمور لأن ذلك يأتى بنتيجة سلبية، واعتقد أن الإعلام الرسمى الآن مؤهل لأن يلعب دورا كبيرا فى مساندة الدولة الوطنية المصرية فهو يعمل بعيدا عن الإثارة وحسابات المكسب والخسارة وهدفه الصالح العام فقط وحسنا فعلت الدولة فى إلغاء وزارة الإعلام قانونا لأنها كانت ملغاة فعليا منذ أن تولتها الوزيرة السابقة والتى كانت عائقا أمام مشروعات التطوير والتى أتمنى أن ينفذها عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بعد أن أصبح صاحب القرار وأن يُعيد كل الكفاءات الإعلامية من شباب ماسبيرو المتميز والتى هجرته إلى القنوات الفضائية الخاصة، كذلك إعادة بث إذاعتى كنوز وشعبى إف إم مع وقف بيع ترددات لإنشاء إذاعات خاصة، رغم كل ما يقال عن الإعلام الرسمى فإنه سيظل مصدر الثقة بالنسبة للمواطن المصرى يلجأ إليه هرباً من فوضى القنوات الخاصة وبرامجها التى تعتمد على المكسب بالإثارة والشكل دون المضمون.

مذيع بإذاعة الشرق الأوسط