رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدم والغضب والشرف العربى.. وييين؟!


جاء «بريمر» بمساعدة إيران وأول ما دخل العراق أمر بتسريح جيشها وحل شرطتها!!.. هذه هى الخطوة الأولى فى سيناريو المؤامرة الكبرى التى تعرض لها العراق الشقيق.. ومنذ هذا التاريخ بدأنا نسمع عن سرقة آثار وكنوز العراق وتهريبها إلى دول بعينها وعلى يد مافيا معروفة للجميع

العصبية والعنصرية والقبلية والانتماء لغير الوطن.. مفردات قبيحة ومقيتة باتت تنخر فى عظام وطننا العربى بشكل مقنن وغير مقبول على الإطلاق.. أكتب هذا الكلام بسبب الأخبار المشئومة التى يطالعنا بها الإعلام العربى والأجنبى عن سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي على أكبر مدن العراق «الموصل وتكريت» فى ظل حكومة يترأسها رجل ينتمى للمفردات التى أشرت إليها فى بداية المقال.

وحتى لا نظلم الجيش العراقى الباسل.. صاحب التاريخ العظيم.. لابد من الرجوع إلى الأسباب الحقيقية لما آلت إليه الأمور فى بلاد الرافدين.. فلعل جميعنا يتذكر دخول الأمريكان والإنجليز فى مقدمة التحالف الذى وطأ أرض العراق.. لحظتها نصبوا حاكماً عسكرياً على بغداد اسمه «بول بريمر».. هذا «البريمر» كان يعرف جيداً كيف يهدم تاريخ العراق ويصنع حرباً أهلية مذهبية بين أبنائها.

جاء «بريمر» بمساعدة إيران وأول ما دخل العراق أمر بتسريح جيشها وحل شرطتها!!.. هذه هى الخطوة الأولى فى سيناريو المؤامرة الكبرى التى تعرض لها العراق الشقيق.. ومنذ هذا التاريخ بدأنا نسمع عن سرقة آثار وكنوز العراق وتهريبها إلى دول بعينها وعلى يد مافيا معروفة للجميع.. ومع مرور الوقت شاعت الفتنة بين السنة والشيعة وبدأت بينهما حرب بغيضة حصدت مئات الآلاف من الأرواح البريئة.

وتوالت الأحداث وشاهد جميعنا أهلنا العراقيين يعذبون فى سجن «أبوغريب» على يد الأمريكان وعملائهم العراقيين.. وتابعنا كيف حطموا أسلحة الجيش العراقى وباعوها «خردة» ليشتروا مكانها أسلحة أمريكية جديدة واليوم نتابع الرئيس الأمريكى باراك أوباما وهو يتعجب من ضعف الجيش العراقى الذى تآمر عليه سلفه «بوش الابن» ونظامه المجرم فى عدم قدرته على مواجهة تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية «داعش»!

عزيزى القارئ.. إن الحقيقة المُرة التى يجب التعامل معها فى الملف العراقى هى فى دعم الأمريكان لرئيس حكومة طائفى ساعد فى تقسيم الشعب الشقيق إلى طوائف وأحزاب وملل فكيف نتوقع الخير من عميل إيرانى يحمل الجنسية العراقية استطاع أن يصنع مما تبقى من الجيش العراقى ذراعاً مسلحة ضمن أذرع الإمبراطورية الفارسية المنشودة لدولة «قم». إن ممارسات رئيس الحكومة العراقية الشيعى ضد أشقائه السنة هى السبب الرئيسى فى الأوضاع الحالية.. لقد نجح هذا البغيض وبامتياز فى تأصيل ثقافة العداوة بين أبناء شعبه عندما اتبع خطة استبعاد السنة من أى مناصب مهمة.. وفى المقابل شعرت العشائر السنية العراقية بحالة يأس وإحباط أديا إلى مصادمات خفية وعلنية مع المالكى.

إن الحديث الآن عن ظهور عزة الدورى ــ نائب صدام حسين ــ فى الموصل والإدعاء بقيادته لتنظيم «داعش» تحت اسم «جيش النقشبندية» لمواجهة نور المالكى.. ثم تأكيد القبائل العراقية السنيه بأنها ثورة سنية و«داعش» شوهتا .. ثم ظهور مقتدى الصدر الذى دعا إلى تشكيل «سرايا السلام» لمواجهة «داعش».. لهو أمر ينذر بخطر شديد قد يدفع العراق مجدداً إلى الدخول فى حرب أهلية تقضى على ما تبقى من العراق الحبيب.

ما سبق يجعلنى أناشد عقلاء الأمة وحكامها: السيد عبدالفتاح السيسى.. الملك عبدالله آل سعود.. زعماء وأمراء وملوك الخليج بالتدخل السريع لوأد هذه الفتنة التى بدأت تطل برأسها فى المنطقة.. وأخيراً أنصح القارئ بسماع الأغنية الرائعة لجوليا بطرس عن الوطن العربى «آآآآه.. آآآآه.. وين وين وين.. وين الملايين.. الشعب العربى وين.. الدم العربى وين.. الغضب العربى وين.. الشرف العربى وين.. وين وين وين»؟

كاتب صحفى

mabdeen_221@.yahoo.com