رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا وقت لدينا نضيعه أكثر مما ضاع


نستطيع أن ننظر إلى الأيام المقبلة بتفاؤل، لأن الشعب المصرى قد أنجز استحقاقه الدستورى الثانى بنجاح وانتقلت البلاد إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من خارطة الطريق، وأتصور أن اختيار برلمان قوى يمثل فيه جميع القوى السياسية أمر مهم فى اكتمال معالم المستقبل الديمقراطى وهذا يعنى بلا جدال أن مصر لديها الآن فرصة ذهبية لتبدأ من جديد مع عهد يجمع ولا يفرق، يصون ولا يبدد، ويلم شمل كل المصريين ولا مكان فيه لحاقد أو فاسد أو كل من اقترف جرما بحق المصريين، لقد آن الآوان كى تعود مصر الى سابق عهدها دولة قوية ذات سيادة ولاعبا إقليميا فاعلا ورمانة ميزان السياسة الدولية فى المنطقة العربية والأفريقية، حيث إن مصر قد غابت عن الفضاءين العربى والأفريقى أكثر من ثلاثين عاما نتيجة سياسات جسدت الجهل والفساد وسوء التقدير. اليوم لا وقت لدينا لكى نضيعه أكثر مما ضاع منا خلال السنوات الثلاث ونصف الأخيرة، لابد أن نعيد النظر فى أنماط سلوكنا وطريقة حياتنا، لابد من نبذ التواكل والتراخى والإهمال وجعل قيمة العمل أساس حياتنا فى المرحلة المقبلة إذا أردنا تخطى القادم وهو فى تقديرى الأصعب.

بل دعونا نؤكد أن كما كبيرا من الملفات الشائكة تتعلق بالأمن والاقتصاد والعدالة الاجتماعية ودور مصر القومى والقارى والدولى أمام الرئيس، ولن يستطيع وحده وضع حلول ناجعة للمشكلات التى تحويها تلك الملفات التى تمثل بحق تحديا أمام النظام الجديد.

ولا أبالغ إذا ما قلت إن أطرافا عدة تراهن على فشله وهو ما لا يقبله شعب مصر صاحب المصلحة الحقيقية فى إنجاح العهد الجديد وتمكين الرئيس عبد الفتاح السيسى من أداء دوره الوطنى الذى رسمه له الشعب يوم أن خرج فى الـ 30 من يونيو مسقطا نظام الجهل والجاهلية، وقد أعلن الشعب اختياره للرجل ليكون الرئيس السابع لجمهورية مصر العربية، حيث نبدأ صفحة جديدة تستند إلى ما يمكن تسميته عقدا اجتماعيا بينه وبين جماهير الشعب المصرى يعتمد العمل والإنتاج أساسا له ومنطلقا، وبعبارة أخرى أنه لم يعد هناك وقت لقطع طريق أو تعطيل عمل، من الضرورى عودة الانضباط لكل مظهر من مظاهر حياتنا وأبسط مظهر هو الشارع المصرى الذى اختلطت فيه مفاهيم الثورة والفوضى واتسع نطاق الحرية إلى حد سقوط هيبة الدولة، إننا نأمل أن يبدأ الانضباط من الشارع وتعود إليه القيم والأخلاق. ولا يمكن أن ننطلق إلى آفاق جديدة دون إنفاذ القانون وأن يصبح أمامه الجميع سواء، لأن السمة الأبرز للسنوات الأخيرة هى غياب القانون فى كل مجالات حياتنا بدءا من عدم الالتزام بإشارة المرور إلى البناء على الأراضى الزراعية وتجريف ضفتى النيل وإلقاء مخلفات الصرف فى مياهه وكثير من السلوكيات غير المسئولة المرفوضة والتى استفحلت بسبب تعطل هيبة وقوة القانون ولن يعارض تطبيق القانون إلا كل من يستفيد من عدم تطبيقه لأنه يرى مصلحته الشخصية فى استمرارالفوضى. أما الإعلام سواء كان رسميا أو خاصا أرى أن له دورا مهما فى المرحلة القادمة لأنى أتصور أن يكون ظهيرا سياسيا مساندا للرئيس ويصبح مرشدا وهاديا لا مضللا و منبرا للإثارة أو الرياء، إن مصر تحتاج إلى إعلام التنمية بمعنى كيف يساهم الإعلام فى مساعدة صانع القرار على الحل والإنجاز من خلال طرح القضايا التنموية؟ وعندئذ سوف يساهم هذا الأداء فى خلق اتجاه إعلامى يقوم على البناء لا الهدم!!

رئيس قطاع الأخبار سابقا