رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الحياة لا تغضب ولك الجنة


الغضب شعور إنسانى، جنون مؤقت يصيبنا جميعا ويسيطر علينا، فكما قال غاندى: «الغضب والتعصب يعميان الإنسان عن الفهم»، كن واقعيا ولا تتوقع أنك سوف تتخلص من الغضب إلى الأبد، ولكن عليك أن تتعلم كيف تتحكم فيه حتى لا تخسر نفسك قبل أن تخسر الآخرين..

فأبحث أولا عن جذور غضبك «هل بسبب الخوف من الفشل وبسبب توقعك الكمال ممن حولك أو بسبب الغيرة، الإحباط أم بسبب تضخيم الأمور أو بسبب حساسيتك المفرطة نحو كرامتك أو حقوقك».. اعلم أن الغضب لن يحل مشاكلك بل يعقدها لأن الإنسان الغضوب كثير الأخطاء و أبدأ فى إيجاد حلول للمشكلة التى تثير غضبك .

لا تكن سريعا فى غضبك وأبطأ فى غضبك فالإبطاء يعطيك فرصة لتهدئة نفسك،للتحكم فى أعصابك قبل أن تتحكم فيك لاختيار كلماتك والتحكم فى نوبات غضبك غير المحكومة. تجاهل ما يثيرك أو ما يجعلك غاضبا، لأنه بذلك يستحوذ على لغة جسدك، تعبيرات وجهك، يديك ونبرة صوتك. وأسرع بمصالحة من أغضبته وسامح من أغضبك لأنك إن لم تفعل سيزداد غضبك عليه وعلى نفسك. لا تتخذ قرارات مهمة وأنت غاضب بل اعمل على تهدئة نفسك أولا والتمس العذر للمسئ فخير الناس أعذرهم للناس. لا تناقش أحدا وأنت مرهق، مشغول، عصبى أو مهموم واختر الوقت المناسب لك وللآخرين للمناقشة.

تعلم ألا تتحاور وأنت غاضب حتى لا تندم طوال حياتك، فمن حقك أن تغضب لكن دون أن تخطيء أو تهين الآخرين. فالإهانة ستحطم جسر الحب والثقة بينك وبين الآخرين .درب نفسك على عدم الغضب وعلى عدم اغضاب من حولك وإن وقعت فى الغضب حاول أن تتخلص منه من البداية ولا تجعله ينمو بداخلك. راقب غضبك ونتائجه لتدرب نفسك على علاج أسباب غضبك وعلى درجة علو صوتك عند الغضب حتى لا يتحول إلى صياح. حاول أن تصاحب الحكماء إن وجدوا فى الأجواء العصيبة التى أصبحنا نعيش فيها الآن. لا تقابل ثورة الآخرين بثورة منك بل اعمل على تهدئتهم وتذكر أنه ليس هناك أسلوب واحد لتهدئة الجميع. إن لم تعرف كيف تتصرف فلتكن كلماتك «لطيفة» وإن لم تجدها فاسكت، فالسكوت فى حالة الغضب فضيلة لأن تبادل الكلمات يشعل الغضب ويصبح مبررا لإهانة لاحقة.. تذكر دائما أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال: قلت يا رسول الله دلنى على عمل يدخلنى الجنة، قال: لا تغضب ولك الجنة، أو الآيات القرآنية التى تتحدث عن ثواب كاظمى الغيظ أو العافين عن الناس»، لكن هل ما يغضب المرأة هو نفس ما يغضب الرجل و ما الذى يغضب المرأة من الرجل و الرجل من المرأة؟ للحديث بقية يوم الأحد إن شاء الله