رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هجمات 11سبتمبر.. حقيقة أم وهـم أم هوس أمريكى جديد?


بالرغم من مرور 11 سنة؟ ومهما كانت مساحة الخلاف فإن المؤكد أن الولايات المتحدة قد حقـقت هـدفها الاستراتيجى المرحلى، فاحـتلت العـراق واستولت عـلى بـئـر البترول التى لا تنضب، وهذا ما يتسق مع ما يدور فى ذهنى من تساؤلات، ولم أجد لها إجابات مقنعة حتى الآن.

لا يكاد يهل عـلينا شهر سبتمبر من كل عام إلاً وتطل عـلينا ذكرى هجمات الحادى عـشر منه ضد الأهـداف الأمريكية، تلك الهجمات التى مازالت تثير جدلاً كبيراً حولها بين المحللين السياسيين والاستراتيجيين، فـفريـق يرى أن الإدارة الأمريكية هى التى قامت بتـنـفـيـذها، وفريق آخر يؤكد على تنفيذها بواسطة تنظيم القاعـدة، بينما يرى فريق ثالث أن الإدارة الأمريكية قامت بالتخطيط وتم تـنفـيـذها بواسطة آخريـن، وفى هـذا السيـاق نـتناول ما جاء بجـريدة «كريستيان ساينس مونيتور» فى أغـسطس 2009 «أنها رصدت جماعـة أمريكية يـؤمن أعـضاؤها بما وصفته بالوهم والهوس الأمريكى الجديد».

ويقوم هـذا الوهم على أن عـناصـر من الإدارة الأمريـكيـة هى التى قامت بتخـطـيـط وتـنـفـيـذ هذه الهجمات، وقد رصدت الجريدة فى ذكـرى الهجمات عام 2010 مجموعـة أخرى من قادة الرأى الأمريكى الذين لهم مكانتهم ووزنهم يؤمنون بزيف هذه الأحداث وشكلت منظمة شعـبية باسم (واشنطن د سى WDC911truth) وأنشأت موقعاً إلكترونياً (www.dc911truth)، وإنضم إليها أعـضاء من الجيش الأمريكى وبعـض مسئولى الإدارة الأمريكية وبعـض الأطباء والمهندسين والقيادات الدينية، يقومون بتعريف المجتمع الأمريكى بحقـيـقة هذه الهجمات، ونشرت هذه المـنظمة على صدر موقعـها تحت عـنوان: «Nine Years Of War Based On a Lie» تطالب فـيه أعـضاء الكونجرس إجراء تحقيق لكشف الزيف التاريخى والإنهيار الأخلاقى الذى وقعـت فيه إدارة الرئيس بوش الابن، والتى روجت لشن حرب على الإرهاب بكذبة صدَقها الجميع، وتمكنت بموجبها من بناء تحالف غـير مسبوق فى تاريخ البشرية لغـزو واحتلال العراق، كما تطالب المنظمة بكشف النتائج الحقيقية لهذا الغـزو.

وتتسق أفكار الجماعتين مع ما اعتقد فيه، إذ يدور فى ذهنى كثير من التساؤلات لـم أجد لها إجابة حتى الآن، خاصة فيما يتعلق باختطاف هذا العـدد من الطائـرات فى توقيت واحد ومكان واحد تقـريباً (مطار بوسطون ومطار نيو آرك شمال شرق الولايات المتحدة)، وجميع هـذه الطائرات كاملة الإعـداد والتجهـيز والتمويل وفى حالة إستعـداد للإقـلاع!، وأعـتقـد أنه منذ اختراع الطائـرة وحتى تنفيذ الهجمات لـم نسمع عـن اخـتطاف طائـرة واحـدة داخل الولايات المتحدة، فكيف تـمت عـملية الاختطاف بهذه الكيفية؟.

ويشكل التخطـيط الاستراتيجى للعـملية من حيث إختيار الأهداف والتوقيتات لغـزا كبيرا، ذلك أن الأهـداف المختارة تمثل القـوة القـومية الشاملة للولايات المتحـدة، فـمركـز التجارة العـالمى يمثـل القـوة الاقتصاديـة الأمريكية، بينما يمثل البنتــاجون القوة العـسكرية، أما البيت الأبيض فيمثل القـوة السـياسيــة لها، فهل يمكن لتنظيم القاعـدة أو غـيـره أن يخطط لتدمير هذه الأهداف لمجرد بث الرعـب فى قلوب الأمريكيين، والسؤال الذى يتعين طرحه الآن: ما النتائج التى تحقـقت من تنفيـذ هذه العـملية؟ إذ يشير الواقع إلى أن أهـم النتائج التى تحقـقـت هى أن الولايات المتحدة قد وجـدت أملها المنشود، فعـملت على صياغـته كهـدف استراتيجى يجب تحـقـيـقـه.

وهو محاربة الإرهـاب الـدولى فى دول الأصولية الإسلامية وأينما وجد، فصاغـت مبـدأ جديداً (من ليس معـنا فهو ضدنا) وإحتلت بموجبه العـراق، وإستغـلت حالة الرعـب التى ملأت قـلـوب الأمريكيين لتعـبئة الرأى العام الداخلى، وعـملت على تعـظيم مـبــدأ بـوش الابن ليكون محور تفاعـلات عـلاقاتها مع الآخريـن، وبـنـت استراتيجيتها على ثلاثة محـاور متـوازيـة، الأول هـو تضخـيم نتائج هذه الهجمات بـما يضمن تبـريـر أى أعـمال مستقبلية، حتى ولو كان ذلك إحتلال وحدة سياسية تحت دعـوى تجريـدها من أسلحتها الـنوويـة الوهـمية (العراق).

والثانى هو تهميش دور المنظمات الدولية باعـتبار أن الولايات المتحدة فوق القانون الدولى وفوق المنظمات الدولية طالما أنها تقوم بتمويلها، والمحور الثالث هو التخطيط لخطة إعلامية متكاملة تنفذها وسائـل إعـلام ذات مهنية حرفية عالية، فكانت تقدم الحقائق إلا قـليلا بما يحدث الشك والبلبلة، وتوجه الرسالة الإعـلامية بما يحدث الأثر السلبى المطلوب على الجمهور المستهدف.

أما عـملية التنفيذ فتشكل لغـزا أكبر، إذ يشير الواقع إلى أن الطائـرة الأولى قـد تحطـمت فور اصطدامها بالبرج الشمالى لمركز التجارة العـالمى فى تمام الساعـة 8.45 صباحاً، أما الطائـرة الثانية فقـد اصطدمت بالبرج الجنوبى الساعة 9.05، أى بعـد 20 دقيقة من الأولى، وفى الساعة 9.39 أى بعـد 34 دقـيقـة هاجمت الطائـرة الثالثة البنتاجون وارتطمت بالحـائط الجـنوبى الغـربى للمبنى، ولم يذكـر أحــد أين ذهـبـت الطائرة الرابعـة التى أعـلنت عـن اخـتطافها، فهل من المعـقول أو المقـبول أن تـترك الولايات المتحدة سماءها مفـتـوحة لمدة 54 دقـيقـة دون حماية؟ وهى القوة العـظـمى الوحـيـدة التى تمتلك الأسلحة والمعـدات المتقدمة والمتطورة التى تحول دون ذلك.

بل وتمتلك أيضاً القوة الجوية المتفوقة التى يمكنها اعـتراض أى طائرة فور إقلاعها وإجبارها على الهبوط، وتمتلك من العـلـم والتكـنـولوجـيـا ما لا تمتلكه دولة أخرى التى تمكنها من إعاقة الطائرات إلكترونياً، وهـل كان نـظـام الـدفــاع الجــوى الأمريكى معـطلاً؟ وهو المشهـود له بالكـفـاءة والمعـروف بالإصطـلاح «IFF» «أى عـرف نفسك إن كنت صديـقا أم عـدوا» إذ ينطلق الصاروخ المـضاد للطائرات تلقائـيــا فى حالة عـدم الرد بكلمة المرور (pass ward) المحددة للطيران داخل الممر الجوى المخصص لها فى هذا التوقيت، وهو فى أغلب الظن النظام الذى أسقط الطائـرة المصرية على سواحل الولايات المتحدة التى كان يقودها البطوطى.

وثمة ملاحظة أخرى جديرة بالتأمل، وهى الكفاءة والدقـة المتناهية الـتى تم بـها إختيار أماكـن الارتطام وتنفيذ الهجمات، خاصة تلك التى تـمت ضـد البرج الشمالى لمركز التجارة العـالمى، حيث تحتاج إلى طيار ذى مهـارة فـائقة ولياقة ذهنية ونفسية فريدة، حتى يمكنه أن يرتطم بالدور الثالث عـشر من المبنى، الذى يفصل بين الأدوار الخرسانية والأدوار المعـدنية، فهل يمكن تـنفـيـذ مثـل هذه العـملية بهذه الكفاءة والدقة بواسطة طيار تم تدريـبـه وإعـداده فنياً وذهـنياً ونفسياً عـلى المحاكيات مهما كانت مدة التدريب؟ ناهيك عـن عـملية تصوير الطائرتين الأولى والثانية أثناء اقترابهما وارتطامهما بالبرجـين الشمالى والجنوبى بالرغـم من الـفـارق الزمنى بينهما (34 دقيقة)، فهل يمكن لإنسان أن يبقى لأكثر من نصف ساعـة تحت هذه الظروف والضغـوط النفسية الصعـبة أن يستمر فى عملية تصوير البرج الجنوبى من أكثر من زاوية بهذه الدقة وثبات الأعـصاب ويخرج التصوير بهذه الكفاءة؟!

هذا هو رأى الفريق الذى يعـتقـد فى أن هذه الهجمات قد تم تخطيطها وتنفيذها بواسطة الإدارة الأمريكية، وسواء إتفقنا أم إختلفنا حول هذا الرأى، إلا أنه جـديـر بالدراسة والتحليل، إذ يعـتقد هذا الفريق فيما إذا كان تنظيم القاعـدة هو المسئول عن هذه الهجمات، فلماذا إذن لم يستطع تكرار هذا الحدث الجلل حتى الآن، بالرغم من مرور 11 سنة؟ ومهما كانت مساحة الخلاف فإن المؤكد أن الولايات المتحدة قد حقـقت هـدفها الاستراتيجى المرحلى، فاحـتلت العـراق واستولت عـلى بـئـر البترول التى لا تنضب، وهذا ما يتسق مع ما يدور فى ذهنى من تساؤلات، ولم أجد لها إجابات مقنعة حتى الآن، والله من وراء القصد وهو يهـدى السبيل.

■ أستاذ العلوم السياسية ــ جامعة بورسعيد

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.