رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى القدّيسين قسطنطين وهيلانة المعترفان

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى القدّيسين قسطنطين وهيلانة المعترفان، وهي زوجة القائد الرومانيّ قسطنس كلور، وأُمّ الإمبراطور قسطنطين. طلّقها زوجها فتحمّلت مُصابها وراحت تهتمّ بابنها. أضحى قسطنطين ملكًا على الشرق، فأعطى أُمَّه لقب الإمبراطورة. وسمح لها بتوزيع الهبات والصدقات على الفقراء والبائسين.

زارت أورشليم والأراضي المقدّسة واكتشفت خشبة الصليب. بنت كنيسة فوق قبر المسيح وكنيسة ثانية في مكان صعود الربّ وأُخرى في بيت لحم. عادت إلى القسطنطينيّة حيث ماتت سنة 328.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: قال المسيح: "اللهُ رُوح، وعَلى الساجِدينَ لَهُ أن يَسجُدوا بالرُّوحِ والحَقّ". لم يكن السامريّون يهتمّون كثيرًا بأرواحهم، بل على العكس كانوا يهتمون كثيرًا بالجسد الذي كانوا يستخدمون كافّة الوسائل لتطهيره. علّم ربّنا تلك السامريّة أنّه ليس بتطهير الجسد بل بتطهير ما هو غير جسدي فينا يسعنا أن نقدّم عبادة تليق بالله غير الجسدي. وأيضًا، عندما علّم ربّنا أنّ الله الذي هو روح يجب عبادته بالروح، فقد أراد بذلك أن يعرّفنا إلى حريّة عبّاده الحقيقيّين وعلمهم، ومنتهى عبادتهم بحسب أقوال الرسول: "حيث يكون روح الربّ تكون الحريّة".

يجب العبادة في الحقّ، لأنّ طقوس الشريعة القديمة لم تكن سوى شكليّة، مثل الختان والمحرقات وتقدمة البخور؛ أمّا الآن، فقد أصبح كلّ شيء حقيقة. كما أضاف قائلاً: "وبالحقّ"، لأنّ هنالك الكثير من الهراطقة الذين يتوهّمون أنّهم يعبدون الله بالروح، فيما هم يكوِّنون أفكارًا خاطئة عن ألوهيّته. كما يمكننا القول إنّ الربّ أراد أن يبيّن هنا الجزءين من الحكمة المسيحيّة بشكل موضوعي، أي العمل والتأمّل؛ يعبّر الروح عن الحياة الفاعلة بحسب قول الرسول: "إنّ الذين ينقادون لروح الله يكونون أبناء الله حقًّا". إنّ الحقيقة هي الرمز للحياة التأمليّة.