رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطة حرب النجوم الجديدة: البنتاجون يستعد لمواجهة روسيا والصين فى الفضاء

الأقمار الصناعية
الأقمار الصناعية

يسارع البنتاجون إلى توسيع قدرته على شن حرب في الفضاء، اقتناعًا منه بأن التقدم السريع الذي تحرزه الصين وروسيا في العمليات الفضائية يشكل تهديدًا متزايدًا للقوات الأمريكية والأصول العسكرية الأخرى على الأرض والأقمار الصناعية الأمريكية في المدار.

وقالت "نيويورك تايمز"، في تقرير لها اليوم السبت، إنه "لا تزال تفاصيل حملة البنتاجون سرية للغاية، لكن مسئولي وزارة الدفاع أقروا بشكل متزايد بأن المبادرة تعكس تحولًا كبيرًا في العمليات العسكرية، حيث أصبح الفضاء على نحو متزايد ساحة معركة".

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة لن تعتمد بعد الآن ببساطة على الأقمار الصناعية العسكرية للتواصل والتنقل وتتبع واستهداف التهديدات الأرضية، وهي الأدوات التي أعطت البنتاجون على مدى عقود ميزة كبيرة في الصراعات.

وبدلًا من ذلك، تتطلع وزارة الدفاع إلى الحصول على جيل جديد من الأدوات الأرضية والفضائية التي ستسمح لها بالدفاع عن شبكة الأقمار الصناعية الخاصة بها من الهجوم، وإذا لزم الأمر، تعطيل المركبات الفضائية المعادية في المدار، حسبما قال مسئولون في البنتاجون.

وتختلف هذه الاستراتيجية بشكل أساسي عن البرامج العسكرية السابقة في الفضاء، من خلال توسيع نطاق القدرات الهجومية، وهو بعيد كل البعد عن اقتراح مبادرة الدفاع الاستراتيجي التي لم يتم بناؤها مطلقًا في حقبة الثمانينيات على سبيل المثال، والتي ركزت على استخدام الأقمار الصناعية لحماية الولايات المتحدة من ضربات الصواريخ النووية.

وذكرت "نيويورك تايمز" أن مسئولى البنتاجون وتقييمًا غير سري أجراه مدير المخابرات الوطنية مؤخرًا، أكدوا أن كلًا من روسيا والصين قامتا بالفعل باختبار أو نشر أنظمة مثل أشعة الليزر الأرضية عالية الطاقة أو الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية أو الأقمار الصناعية القابلة للمناورة، والتي يمكن استخدامها لتعطيل الأصول الفضائية الأمريكية.

المخاوف تتصاعد مع تطوير روسيا سلاحًا نوويًا فضائيًا ومضاعفة الصين قدرتها بالمدار

وأشارت إلى أن المخاوف تصاعدت مع التقارير التي تفيد بأن روسيا ربما تطور سلاحًا نوويًا فضائيًا يمكنه تدمير الأقمار الصناعية الموجودة في المدار على نطاق واسع، سواء التجارية أو العسكرية. 

وأوضحت أن مسئولى البنتاجون استشهدوا باستخدام روسيا أدوات التشويش الإلكترونية خلال الحرب في أوكرانيا- والتي عطلت في بعض الأحيان أنظمة الأسلحة الأمريكية المتقدمة- كسبب آخر يدفع الولايات المتحدة إلى تكثيف دفاعاتها في الفضاء.

وبالنسبة للصين، لفتت "نيويورك تايمز" إلى ما صرح به الجنرال ستيفن إن. وايتنج، الذي يشرف على القيادة الفضائية المسئولة عن استخدام الأصول الفضائية للدفاع عن الولايات المتحدة في اجتماع مع الصحفيين الشهر الماضي خلال مؤتمر صناعة الفضاء في كولورادو، حيث قال: "إن التحرك لتعزيز القدرة القتالية في الفضاء يحركه في الغالب أسطول الصين المتوسع من الأدوات العسكرية في الفضاء".

وقال الجنرال وايتنج: إن الصين ضاعفت شبكتها من أقمار الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع ثلاث مرات منذ عام 2018، والتي وصفها بأنها "شبكة قتل فوق المحيط الهادئ للعثور على القدرات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها وإصلاحها وتتبعها واستهدافها".

كما قال وزير القوات الجوية فرانك كيندال، في مقابلة: "لقد أرسلت الصين عددًا من القدرات الفضائية المصممة لاستهداف قواتنا"، متابعًا: "ولن نتمكن من العمل في غرب المحيط الهادئ بنجاح ما لم نتمكن من هزيمة هؤلاء".

تبادل الاتهامات بشأن نشر الأسلحة في الفضاء

وقال بيان للحكومة الصينية، صدر في وقت سابق من هذا العام: "لطالما دأبت الولايات المتحدة على تضخيم الصين، باعتبارها (تهديدًا في الفضاء الخارجي) لتشويه الصين ومهاجمتها"، واصفة هذا الجهد بأنه "مجرد ذريعة للولايات المتحدة لتوسيع قواتها في الفضاء الخارجي والحفاظ على الهيمنة العسكرية".

وفي ردها على المزاعم الأمريكية، حثت روسيا والصين مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الشهر الماضي، دون جدوى، على "منع وضع أسلحة في الفضاء الخارجي إلى الأبد".

ووصف جون إف. بلامب، مساعد وزير الدفاع لسياسة الفضاء، الاقتراح الروسي والصيني- الذي تم تقديمه بعد أن ضغطت الولايات المتحدة من أجل إصدار قرار يؤكد على عدم نشر الأسلحة النووية في الفضاء- بأنه من المستحيل التحقق منه وتنفيذه وأنه "منافق لأن كلتيهما، روسيا والصين، تنشران الأسلحة". وأضاف أن عسكرة الفضاء أمر لا مفر منه.