رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الـ12 يا أهلى.. كيف يقترب الأهلى من «الأميرة السمراء» فى قلب رادس؟

الأهلي
الأهلي

نحو مواصلة اعتلاء عرش القارة السمراء، وتوسيع فارق البطولات مع أقرب ملاحقيه، وعلى بعد ٢٣ دقيقة من العاصمة تونس، يدخل الأهلى استاد «حمادى العقربى» لمواجهة الترجى التونسى، مساء السبت، فى ذهاب نهائى دورى أبطال إفريقيا.

الترجى فجّر واحدة من أكبر مفاجآت البطولة القارية، بعدما أقصى ماميلودى صن داونز الجنوب إفريقى، من خلال الانتصار عليه ذهابًا وإيابًا بهدفين دون رد فى مجموع المباراتين. 

فكيف يلعب الترجى؟ وما أبرز عيوبه؟ وكيف يهاجم مارسيل كولر الفريق التونسى على ملعبه ويحد من خطورة أبرز لاعبيه؟ ولماذا لا يجب أن يندفع رجاله فى هذه المباراة؟.. هذه وغيرها أسئلة نحاول الإجابة عنها فى السطور التالية.

إيقاف أوهولو.. وتكليف وسام أبوعلى بالضغط

الرسم التكتيكى الذى يعتمد عليه الترجى مع مديره الفنى «كاردوسو» هو «٤-١-٤-١»، فى وجود التوجولى روجر أهولو فى مركز محور الوسط الدفاعى، ثم ٤ لاعبين أمامه كثنائى ارتكاز وجناحين، وأخيرًا المهاجم فى المقدمة.

حال امتلاك الترجى الكرة تبدأ عملية بناء الهجمة عن طريق «أهولو»، الذى يتحرك بالقرب من ثنائى الدفاع والحارس لتسلم الكرة، ثم البدء فى تحضير الهجمة والانتقال إلى الحالة الهجومية، التى تتمثل فى عملية تبادل المراكز بين الظهير الأيمن والجناح، بدخول الأخير إلى عمق الملعب وخطف انتباه أحد مدافعى الخصم، وكذلك منح الفريق أفضلية عددية فى عمق الملعب، بالإضافة إلى تحرك الظهير إلى مركز الجناح، واللعب على إرسال الكرات الطولية خلف دفاع الخصم للظهير المنطلق.

كما يملك الترجى ميزة مهمة تتمثل فى مهاجم قادر على التحرك بين خطوط الخصم وتسلم الكرة دون ضغط، وهو رودريجو رودريجيز، الذى يعتمد الجزء الخاص به من الأسلوب الهجومى لـ«كاردوسو» على خروجه من منطقة الجزاء، وتسلم الكرة بين وسط ملعب ودفاع الخصم، وبالتالى إحداث مساحة فى الدفاع يتحرك بها الجناح يان ساس لتسلم الكرة فى العمق.

الجبهة اليمنى لدى الترجى هى الأفضل فى الفريق، ويعتمد أسلوب اللعب منها على طريقة «التجميع»، من خلال تحرك الظهير إلى جانب الجناح فى الحالة الهجومية للفريق، وإجبار أحد لاعبى وسط الخصم على التحرك لهذه المنطقة لتقديم الأدوار الدفاعية، ثم نقل اللعب إلى الجانب الآخر، أو دخول الجناح إلى منطقة الجزاء وتسلم الكرة داخلها.

ووجود ٤ لاعبين فى وسط ملعب الترجى يمنح الفريق أفضلية فى عملية الاستحواذ على الكرة، والضغط على دفاعات الخصم، ولكن «كاردوسو» فى أغلب فترات المباراة يختار الضغط المتوسط، ويسند هذه الأدوار للمهاجم «رودريجيز»، من خلال التحرك للضغط على حامل الكرة بين قلبى الدفاع، وتقدم ثنائى وسط الارتكاز للمساندة حال نجاح رودريجيز فى افتكاك الكرة.

لكن فى الحالة الدفاعية للفريق يبدأ روجير أوهولو فى التراجع بجانب رباعى الدفاع، ويعود الجناحان إلى وسط الملعب، ويتحول الرسم التكتيكى للخطة إلى «٥-٤-١» لتضييق المساحات على الخصوم.

إذن.. كيف يضرب الأهلى سويداء قلب الترجى؟

أهم العناصر التى يتوجب على لاعبى الأهلى حرمان الترجى من مجهوداته هو لاعب الوسط التوجولى روجير أوهولو، وهذه المهمة يجب أن توكل للاعب وسط الأهلى إمام عاشور، لامتلاكه السرعة فى التحركات، وقدرته على التصرف فى الكرة بعد افتكاكها، إلى جانب قوة الضغط.

ويتوجب على «عاشور» حرمان «أوهولو» من التسلم بشكل صحيح، وإجباره على تسليم الكرة مرة أخرى، إما لأحد الظهيرين أو قلب الدفاع، لتبدأ مرحلة أخرى من الضغط مُسندة إلى وسام أبوعلى، الذى يعد الاختيار الأفضل فى هذه الحالة، ويتمثل دوره المطلوب فى التحرك للضغط على ثنائى دفاع الترجى وإجبارهما على لعب كرات طولية مشتتة.

الاستعانة بـ«أفشة» واستغلال ضعف ياسين مرياح

الاعتماد على توسيع جانبى الملعب، واللعب على المساحات الواسعة، فى الحالة الهجومية لفريق الترجى، يعتبر سلاحًا ذا حدين، ويعود على الفريق التونسى بأحد أكبر عيوبه، وهى المساحات بين لاعبى الدفاع، التى تتسبب فى اختراقات منطقة الجزاء، خاصة فى المساحة بين الظهيرين والدفاع، فى ظل ضعف ارتداد الظهيرين إلى الحالة الدفاعية، لتظهر مساحة يمكن استغلالها من جانب جناحى الأهلى.

أحد عيوب الترجى، أيضًا، القدرات الفردية لثنائى الدفاع، وافتقارهما للتمركز بشكل صحيح، خاصة فى المواجهات الثنائية، وتحديدًا بالنسبة إلى ياسين مرياح، الذى يفتقر للسرعة، ويمكن العبور منه باستغلال عاملى السرعة والمهارة. 

ويعد محمد مجدى «أفشة» أحد أهم الأسلحة التى يجب على مارسيل كولر الاعتماد عليها، خاصة فى الاستحواذ على الكرة، وفرض أسلوب وإيقاع اللعب على الخصم، لإجادته الخروج بالكرة من حالة الضغط، والقدرة على استغلال المساحات بين خطوط الخصم والتحرك فيها، وهى المساحات التى تظهر كثيرًا فى دفاعات الترجى، لتأخر لاعبيه فى الارتداد من الهجوم إلى الدفاع. كما يمكن إسناد أدوار الضغط على روجير أوهولو لـ«أفشة»، واستغلال إمام عاشور على الجانب الأيسر، لتقديم الدعم الدفاعى للتونسى على معلول.

ياسين مرياح، قائد الترجى ومدافعه، هو إحدى أكبر نقاط ضعف الفريق التونسى، لافتقاره لسرعة الركض وارتباكه فى مواقف امتلاك الكرة، وعدم قدرته على الخروج بالتمرير من منطقة جزائه، ما يلزم من مهاجم الأهلى الضغط عليه وإزعاجه أثناء امتلاكه الكرة، بالإضافة إلى افتقاره للتمركز الصحيح فى مواقف رجل لرجل فى الدفاع، وكذلك التمركز فى الكرات العرضية، كما سبق أن أشرنا.

لكن على الرغم من كونه واحدًا من عيوب الفريق، يجيد «مرياح» التعامل مع الكرات العرضية فى المواقف الهجومية لفريقه، وهو أمر فى غاية الخطورة، لأن الترجى يعتمد بشكل واضح على الضربات الثابتة كأحد الأسلحة المهمة للفريق فى الوصول للمرمى، وهذا جزء من فلسفة ميجيل كاردوسو، المدير الفنى، الذى يرى أن الركلات الثابتة هى جزء مكمل للعوامل الأساسية لتوازن الفرق فى كرة القدم، وهنا يأتى دور محمد عبدالمنعم فى المراقبة اللصيقة لـ«مرياح» فى الكرات الثابتة.

العيب الأكبر فى دفاع الأهلى، الذى يتوجب على «كولر» معالجته قبل مواجهة الترجى، هو التمركز العكسى لظهيرى الجنب، خاصة فى الكرات العرضية، التى أظهرت عيوبًا فى خط دفاع الأحمر وكلفته العديد من الأهداف، بسبب تأخر ارتداد على معلول إلى الحالة الدفاعية على وجه التحديد.

مروان عطية، محور الوسط الدفاعى للأهلى، أظهر أيضًا ضعفًا فى الارتداد الدفاعى، وافتكاك الكرة الثانية المرتدة من مدافعى «المارد الأحمر»، فى أكثر من مباراة خلال الفترة الماضية، وهى المساحة التى سيحاول لاعبو الترجى استغلالها، خاصة بوجود غيلان شعلالى بالقرب من منطقة جزاء بطل مصر، التى يمكن من خلالها التسديد على مرمى الأهلى، وهذه المساحة الموكل بحمايتها محور الوسط الدفاعى.

يتوجب على لاعبى الأهلى عدم الاندفاع والانجرار لمحاولات إخراجهم من مراكزهم وإفقادهم التمركز، والتى سيحاول لاعبو الترجى تنفيذها عن طريق اللا مركزية، خاصة فى الخط الهجومى.

ومن المهم أن يضع مارسيل كولر نصب عينيه ضرورة تأمين المساحة خلف على معلول، والعمل على هجوم الظهيرين بأسلوب التبادل بين «معلول» ومحمد هانى، وتحول الظهير العكسى إلى قلب دفاع، وتنفيذ عملية الترحيل لتأمين المساحة خلف الظهير المنطلق، وحرمان الخصم من استغلالها.

وجود وسام أبوعلى فى عمق هجوم الأهلى سيكون الحل الأفضل لهذه المباراة، لاستغلال المساحات فى دفاع فريق الترجى، وأخطائهم فى التمركز خاصة فى الكرات الثابتة، مع امتلاكه القدرة على الخروج من المنطقة، وتسلم الكرة تحت ضغط، ومنح الفريق التنوع المطلوب فى الأسلوب الهجومى.

كما يحتاج الأهلى إلى إظهار الشراسة من بداية المباراة فى الالتحامات الثنائية والفوز بالكرات الثانية، لحرمان لاعبى الترجى من مواصلة الهجوم على المرمى، وكذلك العمل على التحول من الدفاع للهجوم بسرعة، واستغلال المساحات المتباعدة بين خطوط الترجى.