رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد بدوى: المجتمعات العربية لا توفر الشروط الكاملة للكتابة

الشاعر والناقد الاكاديمي
الشاعر والناقد الاكاديمي الدكتور محمد بدوي

محمد بدوي واحد من أبرز النقاد المصريين المعاصرين، وهو امتداد للكبار، جمع بين الشعر والنقد، صدر ديوانه الأول "تلويحة النسيان"، وابتعد بعض الوقت عن الشعر، لكن ظل اسم  الناقد والأكاديمي مستمرا عبر كتاباته النقدية التي تشتبك مع الراهن وتبحث عن الجذور بعيون مفتوحة على المستقبل.

يصفه البعض من تلاميذه ومتابعية بالناقد الكسول، ويرى فيه البعض أنه الناقد الأهم في المشهد الثقافي العربي.

المجتمعات العربية لا توفر الشروط الكاملة للكتابة

وعن أسباب عزوفه عن كتابة الرواية قال محمد بدوي في تصريحات خاصة لـ"الدستور": “كانت مفاهيمي عن الشعر والرواية مختلفة إلى حد ما، بدءا من 67، كنت أرى أن المجتمعات العربية لا توفر الشروط الكاملة للكتابة، فأنت لا تستطيع أن تكون كاتبا كاملا بالمعنى الذي أفهمه إلا اذا تفرغت تماما”.

وتابع بدوي: “كانت الحرية، والتي يمكن أن يتقدم عليها مبدأ العدل والإنصاف؛ أضعف مبدأ في الثقافة العربية في عالمنا العربي، إلى جانب غياب قيم التعدد وقبول الآخر والديمقراطية، لذا كانت مادة الكتابة نفسها محاصرة، ينطبق  هذا على الشعر وعلى الرواية”.

أن تعمل في الجامعة وتكتب الرواية هذا لا معنى له

وأكد بدوي: “كنت لا أستطيع أن أكتب رواية حتى أتفرغ تماما، أنا لا أستطيع أن أتصور كاتبًا كبيرًا في ظروفنا بدون تفرغ  للكتابة، أن تعمل في الجامعة أو تعمل في الصحافة أو تعمل في التدريس وتكتب الرواية هذا  لا معنى له”.

ولفت بدوي إلى ان من نسميهم بالرواد الذين دشنوا بدايات الرواية، ومنهم نجيب محفوظ، والذي يمثل حالة خاصة، فقد كان أكبر من أن يقترب منه أحد خاصة بعد  ثورة 52 وازدياد القيود على الحرية، كتب "أولاد حارتنا"،  والتي اصطدمت بالعناصر التقليدية في المجتمع من رجال الدين والسياسة ومن المواطنين أيضًا، كان هو أكبر من أن يحاصر تمامًا، تعلم بعدها أن يكون أكثر حرصا، لكن لا تنسى أنه في هذه المرحلة في نهاية الخمسينيات كان هناك مشروع وطني ونموذج كبير، وكان جمال عبد الناصر يعي تماما معنى المثقف، ومدرك تماما لمعنى أن تكون الدولة المصرية راعية للكاتب

واختتم محمد بدوي، مشددا على: “كانت الدولة المصرية رغم اختلافها بشكل واضح مع طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، ترى في هذا الاختلاف بمثابة وسام على صدرها، فجمال عبد الناصر كان يعرف أن تحديثا ماديا واجتماعيا دون حداثة أدبية نقص”.