رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متحدث الصليب الأحمر بغزة: خيام النازحين تحولت إلى «أفران»

خيام النازحين
خيام النازحين

قال هشام مهنا، متحدث الصليب الأحمر فى قطاع غزة، إن الوضع الإنسانى لا يزال متدهورًا خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث تحولت آلاف الخيام إلى أفران، مشيرًا إلى وفاة طفلين فى رفح بسبب الحرارة المرتفعة.

وأكد «مهنا» انتشار الأوبئة والحشرات بفعل الأزمة المتزايدة فى النفايات الصلبة والمخلفات، وانعدام إمكانية معالجة مياه الصرف الصحى، مضيفًا: «نشاهد آلاف الأطنان من النفايات التى تتكدس فى الشوارع والطرقات، وما زالت منظومة القطاع الصحى متدهورة».

وتابع: «هناك محدودية فى الدعم الإنسانى الذى يدخل بالرغم من الزيادة فى الشاحنات التى تم السماح لها بالدخول إلى قطاع غزة، إلا أن ذلك يبقى نقطة فى بحر من الاحتياجات الإنسانية».

وقال إن المستشفيات القليلة المتبقية العاملة فى قطاع غزة لا تكفى لتلبية الاحتياجات الإنسانية الناتجة عن العدد الهائل للمصابين الذين يتدفقون كل يوم إليها لتلقى العلاج، بالإضافة إلى أصحاب الأمراض المزمنة ومرضى السرطان الذين لم يتوافر لهم العلاج المناسب حتى اللحظة.

وأضاف: «هنا تكمن خطورة حدوث عملية عسكرية موسعة فى محافظة رفح، والتى سوف تؤدى إلى عواقب وخيمة، ولن تكون سوى مذبحة، نظرًا للطبيعة الديموغرافية التى تشكلت بمحافظة رفح بالتحديد، فهناك مئات الآلاف من النازحين فى ظروف إنسانية بائسة، مع انعدام وصولهم إلى الخدمات الأساسية والمياه المناسبة للشرب».

وواصل: «للأسف نرى أطفالًا يولدون ويقتلون فى الحرب، وآخر مثال على هذا الطفلة التى خرجت من رحم والدتها والتى قتلت بفعل غارة جوية، وفارقت هذه الطفلة الحياة بعد أيام قليلة من ميلادها لتلحق بأمها، ولا تزال هناك آلام وجروح مفتوحة لآلاف الأسر التى لم تستطع حتى اللحظة إخراج جثث ذويها وأحبائها من تحت ركام منازلهم».

واستكمل: «تحدثت إلى إحدى الأمهات التى كانت تناشدنا بمساعدتها فى استخراج جثة ابنتها، وقالت إنها تريد فقط احتضانها لدقائق قبل أن تدفنها وتضعها فى قبرها، هذا جرح نازف، وهذا بمثابة حاجة إنسانية لآلاف الأسر التى تحتاج إلى إنهاء هذه الأزمة الصحية، بالإضافة إلى الآلاف ممن هم معتقلون، ولم يحصل ذووهم بعد على أى معلومات عن مصيرهم أو أوضاعهم الإنسانية».

وقال: «المساحة الإنسانية التى نتحرك فيها للأسف هى مساحة ضيقة، وما يدخل من دعم إنسانى إلى قطاع غزة لا يكفى، مع عدم توافر الحد الأدنى من الضمانات الأمنية الأساسية لعمل المنظمات والفرق الإنسانية فى الوصول إلى مَن هم فى أمس الحاجة للدعم الإنسانى سواء فى محافظات الشمال أو فى جنوب قطاع غزة».

وتابع: «نكرر نداءنا كلجنة دولية للصليب الأحمر بأنه على أطراف النزاع الالتزام بمبادئ القانون الدولى الإنسانى، وعلى إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال فى غزة أن تعمل على توفير الحماية للمدنيين بشكل فورى، وأن تعمل على إتاحة الوصول لهم بكل ما يلزم من مقومات الحياة الأساسية لبقائهم على قيد الحياة».