رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما هو الرابط بين أربعاء أسبوع الألام وأيوب وشواطئ العريش؟

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم بحلول أربعاء أسبوع الألام، والمعروف بأربعاء البصخة أو أربعاء أيوب.

ما هو الرابط بين أربعاء أسبوع الألام وأيوب وشواطئ العريش؟

قال المؤرخ الكنسي ياسر يوسف غبريال في تصريح له إن أربعاء البصخة يطلق عليه أربعاء أيوب، لأن حسب التقليد الشعبي في مصر وبعض الدول العربية يرون أن اليوم هو اليوم الذي تخلص فيه أيوب من آلامه وشفاه الله.

وأربعاء أيوب مشهور جدا في العريش حيث يخرج كل الشعب هناك خصوصا البدو إلى البحر وينتظرون غروب الشمس وينزلون للاغتسال في البحر أملا في نوال الشفاء من الأمراض وطولة العمر... ويقولون إن أيوب النبي قد شفاه الله على شواطئ العريش.

ما هي البصخة؟ 

كلمة "بصخة" أو "البسخة" هي الصورة اليونانية لنفس كلمة "فصح" العبرية "بيسح " ومعناها "الاجتياز" أو العبور" وتطلق على فترة أسبوع الآلام. وقد نُقِلَت بلفظها تقريبًا أو بمعناها إلى معظم اللغات.  فهي في القبطية واليونانية "بصخة "، وفي العربية "فصح"، وفي الإنجليزية "Pass-over".

من جانبه يقول البابا الراحل شنودة الثالث عن أسبوع الألام: إنه في أسبوع الألام مظاهر الحزن واضحة تمامًا في الكنيسة، فأعمدة الكنيسة ملفوفة بالسواد. الأيقونات أيضًا مجللة بالسواد. وكذلك المانجليا, وبعض جدران الكنيسة ...... الألحان حزينة, والقراءات عن الآلام وأحداث هذا الأسبوع. المؤمنون جميعًا بعيدون عن كل مظاهر الفرح. السيدات تحرم عليهن الزينة خلال هذا الأسبوع. فلا يلبسن الحُلى, ولا يتجملن, ولا يظهر شيء من ذلك في ملابسهن....الحفلات طبعًا كلها ملغاة. الكنيسة كلها في حزن, وفي شركة الآم المسيح.

وكانت الكنيسة في هذا الأسبوع تعيش في نسك شديد. بعض النساك كانوا يطوون الأسبوع كله. أو يطوون ثلاثة أيام ويأكلون أكلة واحدة. ثم يطوون الثلاثة أيام الباقية. وكثير من المؤمنين كانوا لا يأكلون شيئًا من الخميس مساءًا حتى قداس العيد. وغالبيتهم كانوا لا يأكلون في أسبوع الآلام سوى الخبز والملح فقط وإن لم يستطيعوا, فالخبز والدقة. أما الضعفاء, فعلى الأقل كانوا لا يأكلون شيئًا حلو المذاق من الطعام الصيامي كالحلوى والمربى والعسل مثلًا. لأنه لا يليق بهم أن يأكلوا شيئًا حلوًا وهم يتذكرون آلام الرب لأجلهم. كما كانوا لا يأكلون طعاما مطبوخًا. بسبب النسك من جهة, ولكي لا يشغلهم إعداد الطعام عن العبادة من جهة أخرى. وفي كل هذا النسك كانوا يذكرون آلام السيد المسيح.