رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليلة فوزى.. نجوم الأمسية الثانية من «100 سنة غنا» يتحدثون لـ«الدستور»

100 سنة غنا
100 سنة غنا

رافعة شعار «كامل العدد» وبالتزامن مع احتفالات أعياد الربيع، أطلقت دار الأوبرا المصرية، برئاسة الدكتورة لمياء زايد، بالتعاون مع النجم الكبير على الحجار، ثانى فعاليات المشروع الفنى الضخم «١٠٠ سنة غنا»، مساء أمس، على المسرح الكبير بالدار، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة.

وحمل الحفل الثانى من مشروع «١٠٠ سنة غنا» اسم الموسيقار الكبير الراحل محمد فوزى، وتضمن مختارات من أهم وأشهر أعماله، إلى جانب معلومات وتسجيلات نادرة، فى شكل غنائى درامى استعراضى، بقيادة المخرج عصام السيد، وإعداد الكاتب الصحفى أيمن الحكيم، وبمصاحبة الفرقة الموسيقية؛ بقيادة المايسترو يوسف صادق.

 

ونجح «الحجار» فى تقديم حفل شامل مبهر، استطاع من خلاله إبقاء الجمهور فى حالة من البهجة والسعادة لمدة ٣ ساعات، خاصة مع استضافته كلًا من نادية مصطفى ومصطفى قمر، إلى جانب منح الفرصة لمجموعة من الشباب الواعدين الموهوبين فى دار الأوبرا. «الدستور» تحدثت مع نجوم الأمسية الثانية من مشروع «١٠٠ سنة غنا»، لرصد أهميته الكبيرة فى تأكيد ريادة مصر الفنية فى الموسيقى والغناء، وتعريف الجيل الجديد بتراثنا الموسيقى العريق، والارتقاء بالذوق العام.

 

 

أيمن الحكيم: بذلت مجهودًا كبيرًا فى كتابة الجزء الدرامى.. وحياة الموسيقار تحتاج عملًا كاملًا

أعرب الكاتب الصحفى، أيمن الحكيم، عن فخره واعتزازه بمواصلة حفلات مشروع «١٠٠ سنة غنا»، والتعاون مع قيمة وقامة بحجم النجم على الحجار، وكذلك المخرج عصام السيد، فى حفلات المشروع، متمنيًا استمرار التعاون فى سرد أسرار وحكايات عمالقة الطرب، من خلال الحفلات المقبلة من المشروع.

وأشاد «الحكيم» باختيار «الحجار» لسرد مشوار العبقرى المتفرد الموسيقار محمد فوزى: «فى الحقيقة اختيار الحجار لتقديم مسيرة الفنان محمد فوزى اختيار موفق وعبقرى فى آن واحد، عقب تقديم مشوار وأسرار الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب فى باكورة حفلات المشروع، التى انطلقت فبراير الماضى بالتزامن مع عيد الحب وحققت نجاحًا كبيرًا».

وأكد أنه استمتع كثيرًا بكتابة الجزء الدرامى للحفل، مشيدًا بمشوار الموسيقار محمد فوزى أحد أهم المجددين الكبار فى تاريخ الموسيقى والغناء والفن المصرى بوجه عام، كما أنه يستحق بجدارة أن يكون ملقبًا بالفنان الشامل، فهو الشاب الريفى الذى غيّر مجرى الموسيقى بعبقريته وتفرده بين أبناء جيله، صاحب مسيرة نجاح فى كل المجالات الفنية، سواء على المستوى الغنائى من خلال تقديم الأغنيات العاطفية أو الوطنية، أو الـ«فرانكو آراب» التى تميز بها فى مشواره الطويل، مثل «يا مصطفى يا مصطفى»، و«فطومة».

وتابع: «أبدع فوزى فى تقديم أغانى الأطفال التى ما زالت تعيش حتى الآن، ويتربى عليها الأجيال، وكذلك على المستوى التمثيلى ومستوى الإنتاج ومستوى التلحين لعمالقة الطرب، ولا يمكن أن نغفل دوره الكبير فى نهاية الخمسينيات عندما أسس بكل ما يملك شركة (مصر فون)، أول شركة للأسطوانات الفنية فى الشرق الأوسط، إذ كانت صناعة وإنتاج أسطوانات الموسيقى حكرًا على الأجانب فقط». وأوضح: «كانت الشركة توفر العملة الصعبة، إذ كانت الأسطوانة تُستورد بجنيه وتستوعب أغنية واحدة، بينما كانت فى شركة (مصر فون) تنتج بتكلفة أقل وتستوعب أغنيتين، واستطاع فى ذلك الوقت أن ينتج أغانى عمالقة الطرب، وكان فى مقدمة هؤلاء كوكب الشرق أم كلثوم». 

وعن تجهيزاته الخاصة وإعداده لبرنامج الحفل، قال: «التحضير كان صعبًا للغاية، لأن مشوار وحياة محمد فوزى يستحقان عملًا دراميًا كاملًا، لذا بذلت مجهودًا جبارًا، وجلست أمام أرشيف ملىء بالأسرار والحكايات والتسجيلات النادرة، ومراجع صحفية كثيرة، للخروج بحفل يليق باسم ومشوار سابق عصره الموسيقار محمد فوزى، فهو أكثر مطرب قدم سينما غنائية، فقد كان فى سجل حياته ٣٧ فيلمًا، وهذا الرقم قياسى لم يتم تحقيقه بعد محمد فوزى». وأثنى على وجود مجموعة كبيرة من جمهور الشباب خلال الحفل، مؤكدًا أن الحجار بذل مجهودًا جبارًا لإخراج الحفل بشكل يليق بالفنون الجادة والتراث الموسيقى بشكل معاصر.

 

على الحجار: نعيد إحياء كنوزنا الموسيقية ونحفظها من الاندثار

قال على الحجار إن مشروع «١٠٠ سنة غنا» يرصد تاريخ الغناء فى مصر منذ القرن الـ١٩، بداية من عبده الحامولى والشيخ أبوالعلا محمد، ثم الفنانين الكبار أمثال بليغ حمدى ومحمد عبدالوهاب وسيد درويش، وصولًا إلى الملحنين المعاصرين، معقبًا: «ليس بالضرورة أن نعتمد التسلسل الزمنى لهؤلاء الفنانين».

وأضاف «الحجار»، لـ«الدستور»: «نسعى من خلال المشروع إلى إحياء كنوز غنائية كانت قد أوشكت على الاندثار لعظماء التلحين والغناء فى مصر، عبر توزيعها بطريقة حديثة تليق بما نملكه من تراث غنائى كبير، وتتواكب مع العصر الحديث والجيل الجديد».

وواصل: «مشروع (١٠٠ سنة غنا) يعتمد على إعادة تقديم مختارات من التراث الغنائى المصرى، خلال أكثر من ١٠٠ عام، وتحديدًا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وتقديمها للأجيال الجديدة بشكل يتوافق مع أذواقهم الحالية، من خلال شكل موسيقى معاصر للألحان، مستفيدًا بالإنجازات المعاصرة فى علوم التوزيع الموسيقى؛ للخروج بها من شكل التخت الشرقى التقليدى».

وأشاد بالمخرج عصام السيد وبدوره الكبير فى المشروع، الذى يتناول مسيرة أهم الموسيقيين خلال الفترة سالفة الذكر، بشكل يجمع الغناء بالدراما والاستعراض، مضيفًا: «هنا تظهر عبقرية المخرج عصام السيد، الذى أتشرف بالتعاون معه منذ سنوات طويلة، من خلال رسم خطة استعراضية لليالى المشروع بشكل مميز للغاية، وبذل مجهود كبير لخروج الحفلات على أكمل وجه». ولخص «الحجار» الأهداف العامة للمشروع، الذى ظل يجهز له منذ أكثر من ٢٠ عامًا، فى مجموعة من النقاط، منها تأكيد ريادة مصر الفنية فى الموسيقى والغناء، وتعريف الأجيال الجديدة بالتراث الموسيقى العربى، والتعبير عن التحولات الاجتماعية والسياسية التى مر بها المجتمع فى مختلف الفترات الزمنية، من خلال الموسيقى والغناء.

نادية مصطفى: وافقت على المشاركة فورًا.. وشكرًا لـ«المتحدة»

أعربت المطربة نادية مصطفى عن فخرها وسعادتها البالغة بمشاركتها فى الأمسية الثانية من ليالى مشروع «١٠٠ سنة غنا»، وتقديمها رائعة المطرب الكبير محمد فوزى «كل دقة فى قلبى»، والديو الشهير «شحات الغرام»، رفقة الفنان على الحجار.

وقالت المطربة الكبيرة إنها وافقت على المشاركة فى الأمسية الثانية دون أى تردد، بعد ما تواصل المطرب على الحجار معها، مشيدة بتمسك «الحجار» بحلمه والإصرار على خروجه إلى النور، وبدوره الملموس طوال الوقت فى الحفاظ على التراث الموسيقى، خاصة مع أهمية ذلك فى صون الهوية الفنية، وإعادة إحياء الأعمال التراثية الموسيقية لكبار الملحنين والرواد فى مجال الموسيقى، مع الحفاظ على طابعها الخاص.

ووجهت نادية مصطفى الشكر لوزيرة الثقافة، الدكتورة نيفين الكيلانى، ورئيسة الأوبرا، الدكتورة لمياء زايد، لاهتمامهما الكبير بالمشروع، والعمل على خروجه فى أفضل صورة ممكنة، باستخدام أفضل وأحدث التقنيات.

كما أشادت بدور المخرج الكبير عصام السيد، والمؤلف أيمن الحكيم، وحرصهما على التحضير وعقد جلسات العمل لخروج الحفل على أكمل وجه، وكأنه فيلم أو عرض مسرحى، يشمل مشوار وحياة وأسرار العبقرى محمد فوزى.

وانتقلت للحديث عن الفنان محمد فوزى، قائلة: «رحل عنا بجسده لكنه ما زال حيًا بفنه وبأعماله ومشواره العظيم، فقد كان سابقًا لعصره بمراحل، وسعى على مدى سنوات طويلة لتقديم كل ما هو مبهر للفن، سواء على مستوى الغناء أو التلحين أو الإنتاج».

وأضافت: «محمد فوزى أيقونة كبيرة كان لا بد من الاحتفاء به بهذه الصورة التى تليق به، خاصة أنه أحد أهم أعلام الموسيقى والإنتاج، ويعد مدرسة خاصة من مدارس التلحين، كما أنه أسس أول مصنع أسطوانات فى الشرق الأوسط (مصر فون)».

وتمنت نادية مصطفى التوفيق والنجاح الدائم للفنان الكبير على الحجار، مؤكدة أن المشروع يبرهن على الدور الكبير للفن والثقافة فى تطوير الوعى والارتقاء بالوجدان، ويعكس إقبال الجمهور على الفن الراقى الأصيل.

وأشادت بنقل الحفل للجمهور على شبكة قنوات «الحياة»، خلال الأيام القليلة المقبلة، بمناسبة أعياد الربيع، معتبرة أن هذه خطوة إيجابية وفعالة للارتقاء بمستوى الذوق العام للجمهور، وإسعاد المشاهدين غير القادرين على حجز تذاكر للاستمتاع بمشاهدة الفنون الراقية والجادة، ومنح أبناء الأوبرا فرصة للظهور بشكل أكبر أمام الجمهور.

ووجهت الشكر لمسئولى دار الأوبرا المصرية، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، للتعاون المثمر بينهما فى نقل الحفلات الأوبرالية، وتعزيز الفن الراقى، الذى يعد علامة فى إعادة إحياء الموروث الفنى.