رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ودارت الأيام» أزمة منتصف العمر على «خشبة الهناجر»

جريدة الدستور

نجح الفنان فادى فوكيه فى أن يدهش الجمهور بإخراجه مسرحية «ودارت الأيام»، التى تعرض على مسرح الهناجر بدار الأوبرا.. وذلك بعدما أدهشهم لسنوات طويلة كمصمم سينوغرافيا مبدع، قادر على ملء الفضاء المسرحى بموسيقى وديكور وحركة، تجعل الخشبة حيّة.

«ودارت الأيام» مسرحية «مونودراما»، أى مكونة من ممثل واحد، من تأليف الكاتبة أمل فوزى، وتناقش مشكلات المرأة، خاصة أزمات منتصف العمر، ونجحت الفنانة القديرة وفاء الحكيم فى تقديم أداء متميز.

وكشف «فوكيه»، خلال حوار مع «الدستور»، عن أن سيدة المسرح العربى سميحة أيوب هى من اختارته لإخراج العرض، لذا أهداه لها، مشيرًا إلى أنه تحمس لفكرة أن يقدم رجل تصورًا إخراجيًا عن مشكلات المرأة.

■ بداية.. لماذا اخترت هذا الاسم للعرض؟

- اخترت اسم «ودارت الأيام» متعمدًا، لأن كوكب الشرق أم كلثوم، صاحبة الأغنية، هى لسان حال بطلة العرض.

هذا الاختيار جاء ضمن رؤيتى الإخراجية، كخط موازٍ للدراما؛ فقد استعنت بجملة للكاتبة أمل فوزى داخل النص، تقول «إن كل سيدة تحب أم كلثوم وتحب الاستماع للراديو».

كلمات أغنيات الست أم كلثوم، خلال العرض، توضح كل ما تمر به الشخصية، علاوة على أن الفضاء المسرحى به ممثل واحد، وحتى يملأ هذا الفراغ المسرحى جغرافيًا فمن الصعب تصميم ديكور واقعى؛ لذلك صنعت تصورًا يداعب خيال المتفرج، حتى ينقله من مكان لآخر.

والمسرحية بها العديد من الدلالات والشفرات أداعب به عقل المتفرج؛ فعلى سبيل المثال هناك مجموعة من البراويز الفارغة وهى تعبر عن عدم وجود ذكريات لهذه السيدة، كذلك جدران المنزل التى هى من الشيفون، وهو ما يعبر عن أن حياتها مفتوحة ومرئية. 

■ لسنوات طويلة كنت أبرز صناع السينوغرافيا.. لماذا عدت للإخراج الآن؟

- الفنانة القديرة سميحة أيوب قرأت النص، وأحبته ورشحتنى لإخراجه، وحينما قرأت النص أحببت فكرة أن يخرج رجل مسرحية تتحدث عن مشكلات المرأة، سواء فى مصر أو الوطن العربى.. وأود أن أشير إلى أن سيدة المسرح العربى حرصت على متابعة كل تطورات العرض حتى اكتماله.

المشكلات التى يناقشها العرض موجودة فى كل بيت عربى، وقد كتبت المؤلفة أمل فوزى مواقف تعرضت لها البطلة فى حياتها وعملها وبيتها، ومن المؤكد أن كل سيدة تعرضت لمواقف مشابهة، بل وقد يتعرض لها الرجال أيضًا.

■ ألم تشعر بقلق من إخراج نص يحكى عن قضايا المرأة رغم أنك رجل؟

- أرى أن المخرج يمكن أن يقدم أى عمل، وأى مخرج يحرص على التعمق فى النص ويدرس أبعاده حتى يبدع فيه.

التحضير لأى عمل مسرحى خطوة مهمة، وذلك على المستويات العلمية والنفسية والثقافية، ولدى كل فنان مخزون ثقافى ومعرفى يستحضره فى عقله عندما يتصدى لتقديم عمل مسرحى.

■ لماذا اخترت الفنانة وفاء الحكيم، وكيف كان التعاون معها؟

- الفنانة وفاء الحكيم متمكنة، ورأيتها مناسبة لهذا الدور، لأن إمكانياتها كبيرة كممثلة، فهى ممثلة مسرح من الدرجة الأولى، وفنانة قديرة، وقريبة من المرحلة العمرية للشخصية.

استطاعت وفاء أن تجسد الشخصية بإتقان، معتمدة على خبرتها الكبيرة، وقدراتها غير المحدودة فى التقمص.

■ كيف رأيت كتابة المؤلفة أمل فوزى؟

- «ودارت الأيام» هى أول تجربة درامية تقدمها أمل فوزى، وهى صحفية كبيرة، ولها تاريخ فى الصحافة، وعندما عقدنا جلسات عمل على النص، وجدت لديها زخمًا وغزارة فى الأفكار، وعملنا معًا لاختيار الأفكار المناسبة، وأراها كاتبة واعية، ولديها إمكانيات جيدة.

■ كيف تكون العلاقة بين المخرج والسينوغرافر؟

- التاريخ يقول إن الذين جددوا المناهج الإخراجية فى العالم منذ عام ١٩١٣ كانوا مصممى سينوغرافيا، والسينوغرافيا هى تشكيل الفراغ المسرحى، وهو دور أصيل من أدوار المخرج، ولكن تم تقسيم الأمر، فأصبح المخرج بمفرده والسينوغرافر بمفرده، ولكن من الطبيعى أن يتخيل المخرج السينوغرافيا، من موسيقى وحركة جسد وصورة بصرية، فكل ما يشغل حيزًا بصريًا وسمعيًا ضمن مهام السينوغرافر والمخرج معًا، وأنا كسينوغرافر أستفيد من رؤية المخرج فى تشكيل الفراغ المسرحى.

■ ما الرسالة التى سعيت لتوصيلها خلال العرض؟

- العرض دعوة لأن نتصالح مع أنفسنا مهما كان هناك من مشكلات وضغوط نفسية، فمهما كانت الضغوط والمشاكل علينا أن نتمسك بالجانب الإيجابى فى حياتنا.