رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مثقفون يروون لـ"الدستور" حكاياتهم مع أول كتاب شغفهم بالقراءة

اليوم العالمي للكتاب
اليوم العالمي للكتاب

في اليوم العالمي لــ الكتاب، تستعيد الــ “الدستور” مع كتاب ومثقفي مصر والعالم العربي، ذكرياتهم وحكاياتهم عن أول كتاب اشتروه أو تم إهداءهم لهم من أحد الوالدين.

 

الرصاصة لا تزال في جيبي

بداية قال الكتاتب الروائي الشاب ماجد وهيب: “أول كتاب اشتريته وأنا في المرحلة الثانوية، كانت رواية ”الرصاصة لا تزال في جيبي"، لإحسان عبد القدوس، واشتريتها بسبب مشاهدتي للفيلم وحبي له وقتها، فأردت أن أقرأ الرواية، ثم توالت القراءات وتنوعت.

أما الباحث السوري دكتور حسام غازي أستاذ علم الآثار في جامعة دمشق، فقال: أول كتاب اشتراه لي والدي وكنت حينها في الثامنة من عمري. وأول كتاب اشتريته من مصروفي هو كتاب “الكهوف مسرح الحياة الأول”٬ تأليف أندريه لوروا كوران٬ كنت في السادسة عشر من عمري٬ وهو الكتاب الذي دفعني لدراسة علم الآثار فيما بعد. 

الكاتب الناقد الكبير سيد الوكيل، قال: قبل أن أعرف شراء الكتب، كنت أحرص على شراء مجلتي سمير وميكي، كان فيها صفحة خاصة بالشعر باسم سمير عبد الباقي، فوقعت في غرام الشعر، وظننت أنه سمير عبد الباقي هذا صاحب مجلة سمير. وبدأت اكتب الشعر في كراسة، بالطبع كنت أقلده، وذات يوم وقعت على كتاب للشاعر محمود حسن إسماعيل، وكان هذا أول كتاب اشتريه، فأسهم في تطور علاقتي بالشعر، وما زلت اقرأة وأقف على أسراره وأكتب عنه، ولكني لا أكتبه. وبعد أكثر من 25 عاما على الأقل التقيت الأستاذ سمير عبد الباقي في أتيليه القاهرة، ظننت أنه مجرد تشابه أسماء، وحكيت له قصتي مع مجلة سمير فدمعت عيناه، وأخبرني أنه الذي كان يكتب الشعر في مجلة سمير، وأنه فرح بكلامي هذا، دهشت وقبلت رأسه، وربت عليه. هذه واقعة لن أنساها.

ويقول الشاعر الكبير جمال القصاص: في البداية كنت أنسخ دواوين الشعر التي أستعيرها من مكتبة قصر الثقافة بكفر الشيخ، حتى أقتني نسخة منها. ثم مع المرحلة الإعدادية بدأت في شراء الكتب. 

سلسلة مغامرات اللص الظريف

ومن جانبه قال الكاتب دكتور زين عبد الهادي: اعتقد فيه كتب وصلتني شراء وكتب وصلتني إهداء من بلدي ومن العواصم العربية وأخرى من أوربا، لكن أول كتاب اشتريته كان أظن أحد كتب سلسلة المغامرات اللص الظريف أرسين لوبين وكان عنوانه غريب (حاميها حراميها) للكاتب الفرنسي موريس لوبلان وكنت وقتها أحب الروايات البوليسية وروايات المغامرات نتيجة قراءاتي لمجلات الكوميكس، وأظن اشتريت معاه رواية الرجل ذو القناع الحديدي في روايات الجيب ترجمة عمر عبد العزيز أمين.
وأول كتاب اشتريته من خارج مصر كان من سوريا وكان رواية المتشائل لأميل حبيبي، وأول كتاب اشتريته من أوروبا كان موسوعة عن القصة القصيرة في العالم وكان فيها قصة مترجمة ليوسف إدريس.

وتقول الكاتب السورية ريما بالي: في طفولتي ومراهقتي لم أضطر لشراء الكتب إذ كنت اعتمد على مكتبتنا المنزلية التي جمع والدي كتبها من كلاسيكيات الأدب والفكر العربي والعالمي، أما أول كتاب رغبت باقتنائه فقد كان "نظرية الرواية" ولم أشتره بنفسي، بل حصلت عليه كهدية من أختي وزوجها.

المغامرون الخمسة

ومن جهته قال الروائي الكويتي عبد الوهاب الحمادي: عندما أرجع بذاكرتي للوراء، أتذكر مغامرات تختخ أو مانعرفهم بالمغامرون الخمسة، لكن إذا اشترطنا كتابا للكبار أذكر أنني اشتريت 3 كتب في عمر 9 سنوات؛ الأذكياء لابن الجوزية، سيرة مترجمة عن نابليون، وكتاب عن الحرب الأهلية اللبنانية. لن أتظاهر بالنبوغ المبكر بل ربما رغبة في محاكاة الكبار ومواضيعهم.

أما الكاتب سمير الفيل فيقول: ثلاثية نجيب محفوظ، لم تكن عن طريق مكتبة بل في كشك صغير لبائع كتب قديمة، الثمن بسيط. وهي الكتب الأولى التي تعتبر بذرة مكتبتي الخاصة.

لكن قبلها كنا نستعير من رجل اسمه “علي القاضي” الكتاب بنصف قرش ونرده، ونأخذ غيره من سلسلة "روايات عالمية”، ثمن العدد ثلاث قروش والعدد الممتاز بخمسة قروش. أتذكر هذه السلسلة الممتازة وكذلك كتاب "أقرأ" عن دار المعارف، " أتذكر كذلك سلسلة "الكتاب الفضي" عن نادي القصة بالقاهرة.

بينما يذهب الروائي الكاتب حمدي الجزار إلي أن أول كتاب ابتاعه: اشتريت أول كتاب وأنا في الحادية عشرة من عمري تقريبًا، كنت في الصف الخامس الابتدائي، وفي يوم سوق الأربعاء الذي يقام كل أسبوع بمدينة "البدرشين" بجنوب الجيزة، حيث وُلدتْ، ومن يد العم"علىّ". كان رجلا عجوزًا سمح الملامح، يأتي إلى السوق كل أسبوع، قائدًا عربته الكارو الصغيرة، المحملة بأجولة من الصحف القديمة، والمجلات والكتب، العم على يبيعها كورق للباعة ليستخدم في لف الكثير من السلع والبضائع التي يعرضها السوق الهائل، الممتد من المحطة في مدخل المدينة، وحتى المقابر في آخرها. أعطيه ربع جنيه فيسمح لي بتفريغ الأجولة على الأرض، والتقليب فيها بحثًا عن كتاب أو مجلة أقتنيها، من هذه الأجولة وقعت على روايات لإحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ ويوسف السباعي، وطه حسين، ومجلات الهلال والموعد والشبكة وطبيبك الخاص والمختار من ريدرز دايجست وغيرها. بعد أكثر من أربعين عامًا ما ظلت أحتفظ ببعض هذه الكتب والمطبوعات على رفوف مكتبي، وملامح وجه عم عليّ، العجوز الطيب السمح، الذي يشبه الكتب القديمة.