رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزيرة التضامن من مهرجان أسوان: نستخدم السينما كوسيلة للتغيير

 مهرجان أسوان
مهرجان أسوان

نظّم مؤتمر أسوان الدولي لأفلام المرأة، اليوم الإثنين، ندوة لبرنامج أفلام ذات أثر، الذي تشارك به وزارة التضامن الاجتماعي في المهرجان، وتم تقديم د. نيفين القباج، وزيرة التضامن، باعتبارها نموذجًا للمسئولة القادرة على تحقيق أهداف الوزارة بوسائل شتى ومنها السينما وتأثيرها المهم في المجتمع.

بدأت الندوة بعرض فيلم "التعليم قوة في أي عمر"، من إعداد عبير صلاح الدين وإخراج محمد هشام وإنتاج وزارة التضامن، وهو عن مبادرة أطلقتها وزارة التضامن لمحو الأمية وتعليم الكبار في القرى والمناطق النائية، في إشارة إلى برنامج تكافل وكرامة الذي تنظمه الوزارة، وتضمنت الندوة جلسة نقاشية حول دور السينما في تنمية الوعي والمعرفة لدى الفئات الأولى بالرعاية.

ألكسندروا فاكساتي، مسئول البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، أشار إلى أهمية التغيير في المجتمع فيما يتعلق بوضع المرأة، ودور السينما والفن في التوعية بهذا الأمر من خلال العروض المختلفة، وهو ما يستحق الدعم لخدمة وتطوير المجتمع عبر الأفلام المختلفة، نستطيع إرسال الكثير من الرسائل التي تعمل على تغيير السلوكيات الخاطئة والعمل على التغيير الإيجابي، ومن الجميل أن يتم التركيز على مكان مثل أسوان.

وقال كريستيان برجر، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر: "أشكر كل صناع الأفلام من المخرجين والكتاب الذين يعملون على دعم القضايا الاجتماعية، لأن الأفلام يمكن أن توصل رسائل مهمة عن المرأة وقضاياها ودورها في المجتمع، وكذلك العمل على تمكينها في مناحٍ متعددة، وأنا سعيد بدعم مهرجانات مثل أسوان والجونة، وكذلك البرنامج الأوروبي في مهرجان القاهرة، وأشار إلى أن الأفلام القصيرة تقدم رسائل أوضح عن المجتمع لما بها من تكثيف، وسنستمر في دعم برامج التدريب لصناعة الأفلام ودعم هذه الصناعة.

وقالت وزيرة التضامن إنها تحب السينما وتتأثر بها جدًا، والفن عمومًا السينما والمسرح والدراما، لأنها تمس الكثير من أفكارنا ومشاعرنا وتجعلنا نتفاعل أكثر، وأحيانًا نشعر بأنها تعبر عنا.

وأضافت أن مصر من أولى الدول التي نشأت فيها صناعة السينما، وأشارت إلى أن هذه الصناعة بدأت بسيدات في بدايات القرن الماضي، وتابعت: نحن أيضًا امتد اهتمامنا بهذه الصناعة باعتبارها تمثل القوى الناعمة، لأنها تدخل كل بيت وتؤثر في الوعي، وللسينما تأثير كبير على الأسرة حيث كنا نتجمع لنشاهد فيلمًا، بالطبع قبل ظهور الموبايل، كان فيها نوع من الدفء الأسري، وأكدت أن السينما من أكثر الآليات تأثيرًا في المجتمع، وأشارت إلى أن الأفلام استُخدمت سياسيًا، فبعض القادة استخدموا السينما للتأثير سياسيًا على علاقة المواطنين ببعضهم البعض أو علاقة الدولة بالمواطن.

واعتبرت أن أي عملية تنمية تبدأ من الوعي ثم تترسخ وتبقى وتتصف بالاستدامة، خاصة أن الوعي المحرك الأول للإنسان، وأضافت: لدينا أيضًا جزء عن الإصلاح المجتمعي، مثل الحراك الطبقي بين الفقر والغنى والصحة والإعاقة، وكان هناك وعي بأن ذوي الإعاقة وصمة، وهذا أمر خطير جدًا ومفهوم خاطئ.

وقالت القباج: "الوزارة تعمل مع فئات اجتماعية متعددة من الأطفال إلى كبار السن، والعمالة غير المنتظمة، كما نتعامل مع حالات مختلفة في مساعينا الدائمة لمكافحة العنف ضد المرأة، لرغبتنا في أن يصبح المجتمع أكثر عدالة وإصلاحًا، وهو ما جعل وزارة التضامن تهتم أكثر بالسينما والدراما كوسيلة لتوصيل رسائل مهمة"، وأشارت إلى مسلسل "فاتن أمل حربي" وكيف أظهر فكرة مراكز استضافة النساء، وفي جولة ميدانية سألت الرائدات عن أهم القضايا التي يواجهنها في أسوان فقلن: "ختان الإناث والزواج المبكر والتسرب من التعليم في الإعدادية لدى البنات"، وجميعها تخص المرأة.

وأكدت أن اهتمام وزارة التضامن بالفن ليس كوسيلة للتعبير، ولكن للتغيير، وتحدثت عن إنتاج 100 فيلم تتناول موضوعات مختلفة بالوزارة، وتستهدف تقديم رسائل اجتماعية مهمة بطريقة فنية غير مباشرة، وبعضها حكايات لحالات مختلفة في المجتمع، وأشارت إلى مبادرة لإنشاء استديو لصناعة الأفلام في أسوان نساهم فيه، إهداء من وزارة التضامن لجمعية مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، ولدينا في مصر كنوز من القصص الحقيقية، يمكن الاستفادة منها عن الحرف اليدوية والسيدات الرائدات، وبعضها يمكن يكون بسيطًا لكنه يحمل معنى كبيرًا.

واستكملت د. نيفين حديثها قائلة: "دمجنا رسائل برنامج وعي في أكثر من عمل مثل فاتن أمل حربي، ومسلسل أولاد ناس والاختيار والقاهرة– كابول وغيرها من الأعمال". 

وأطلقت الوزارة مسابقة بطل من بلادنا لإنتاج أفلام عن حرب أكتوبر وبطولاتها لتنمية الوعي والانتماء، وهدفها توثيق ونشر قصص لبطولات مختلفة في أفلام قصيرة، وتحدث أعضاء لجنة التحكيم لهذه المسابقة، وهم السيناريست عاطف بشاي الذي قال إنهم أعلوا من قيمة التنوير في اختيار الأفلام، وقالت الناقدة الفنية ماجدة موريس إن الفن له دور كبير في المجتمع، خصوصًا أن الفن الصادق المعبر عن المجتمع لا يمكن استبداله أبدًا.

وقالت د. سناء هاشم، أستاذة السيناريو بالمعهد العالي للسينما، إن اهتمام وزارة التضامن بالثقافة وبتنمية الوعي هو أمر يستحق التحية والاحترام، خاصة فكرة إنشاء استديو لصناعة الأفلام في أسوان.

فيما ذكرت فاطمة شعراوي، مدير تحرير جريدة الأهرام، أن التثقيف والتوعية من خلال الفن ومسابقة بطل من بلدنا فتحت آفاقًا جديدة للمواهب الشابة، كما أن السينما تعمل على توصيل رسائل مهمة حول القضايا الاجتماعية.