رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغم الخلاف المزعوم مع بايدن.. إسرائيل تستغل الانتخابات الأمريكية وإيران لضمان استمرار المساعدات

إسرائيل
إسرائيل

منذ أن تم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل ومن قبلها، تقدم أمريكا الدعم لها في كافة المجالات، وبذلت في سبيل ذلك مئات المليارات ليس في أوقات الحرب فقط، حيث باتت هذه المساعدات عرض مستمر لا يتوقف.

وفي عام 2016، ولمدة عشر سنوات وقعت الولايات المتحدة الأمريكية مذكرة تفاهم تتعلق بحجم المساعدات المقدمة منها إلى إسرائيل، وتعهدت بإرسال 38 مليار دولار لها في الفترة بين عامي 2019 و2028.

لم تكتفِ الولايات المتحدة بالالتزام بهذا الدعم والاستمرار في تقديمه حتى في الأوقات التي تشن فيها إسرائيل هجومًا عنيفًا على الأبرياء ومن غير وجه حق، ولكن منذ عدة أيام وافق مجلس النواب الأمريكي على مد إسرائيل بدفعة مليارات جديدة، وصلت إلى 26 مليار دولار، على أن يكون ثلث المبلغ في صورة مساعدات إنسانية للفلسطينيين  كنوع من حفظ ماء الوجه دوليا في ظل الانتقادات الموجهة لها من دول عدة وحتى من الداخل الأمريكي نفسي، وما تبقى وقيمته قرابة الـ17 مليار دولار في صورة صواريخ وأسلحة ودعم عسكري تستخدمه إسرائيل للاستمرار في عمليات القتل، الإبادة والتهجير.

 دلالات موافقة "النواب الأمريكي" على دعم إسرائيل بـ 26 مليار دولار

وحول دلالة هذه الخطوة ، يرى، أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية أن هذه الخطوة لها أكثر من دلالة أولها أن الدعم الأمريكي لإسرائيل لا يزال مستمر وقوي على أرض الواقع، دعم بمختلف أنواعه سواء كان سياسي أو عسكري أو قانوني خاصة في مجلس الأمن الدولي ومنع صدور أي قرارات في غير صالح اسرائيل وبالتالي هذا يقودنا إلى الدلالة الثانية وهي أن حديث عن وجود خلاف بين الطرفين هو خلاف ظاهري بينما في الواقع هناك دعم مستمر وشراكة استراتيجية.

 أمريكا وفرنسا وبريطانيا أكثر من 80% من الصواريخ والمسيرات الإيرانية

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، لـ"الدستور" أن الحديث عن وجود خلاف بين الطرفين ما هو إلا حديث مزيف، يصدق أمريكا على تزييفه فيما قامت به من تصد للهجوم الإيراني الأخير، حيث صدت أمريكا وفرنسا وبريطانيا أكثر من 80% من الصواريخ والمسيرات الإيرانية وبالتالي ما يتم وصفه بالخلاف بين أمريكا واسرائيل ما هي إلا محاولة لتجميل الصورة.

 وتابع أن إقرار 9 مليارات لقطاع غزة تأتي فقط استجابة لضغوط جناح اليسار المتقدم، لذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية تقدم بيد مساعدات للقطاع وباليد الأخرى تقدم الدعم العسكري والأسلحة لإسرائيل، حتى تقتل بها الأبرياء من الفلسطينيين.

 إسرائيل تستغل قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لتحقيق أهدافها

وأكد سيد أحمد، أن هذا السيناريو ماهو إلا مزايدة بين قطبي السياسة الأمريكية، خاصة ونحن على أعتاب انتخابات رئاسية جديد في الولايات المتحدة وهو الأمر الذي تستغله إسرائيل، فالمساعدات تم إقرارها والموافقة عليها منذ فترة طويلة، ويعتبر ماحدث بين إيران وإسرائيل هو المبرر الذي اتخذته أمريكا لتقديم المساعدات لإسرائيل، بل ورفعت نسبة الدعم لها من 14 مليار إلى 26 مليار دولار، كما تقدمت امريكا في نفس المشروع بمساعدات لأوكرانيا بقيمة 60 مليار دولار.

 أمريكا  تقف وراء محاولات تحسين صورة إسرائيل أمام العالم

وتابع، يعكس هذا القرار وجود توحد بين الحزبين  الديمقراطي والجمهوري، فعلى الرغم من الفروق المعلنة حول سياسة كل حزب في إدارة الأمور، إلا ان هناك اتفاق ضمني حول دعم إسرائيل في حربها المعلنة على قطاع غزة، ومواجهة حماس، فالبيت الأبيض والرئيس الأمريكي داعمين بشكل كامل لأمريكا، وتقف أمريكا وراء محاولات تحسين صورة إسرائيل أمام العالم، هذا بالإضافة إلى استفادة إسرائيل من الهجوم الإيراني الضعيف والمسرحي في الحصول على المزيد من المساعدات الأمريكية، والإفراج عن مليارات المساعدات العسكرية التي حصلت عليها مؤخرًا.