رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينيون عن «الفيتو» الأمريكى: واشنطن تكافئ الاحتلال بمنع إقامة الدولة الفلسطينية

غزة
غزة

استنكر سياسيون ومحللون فلسطينيون إجهاض الولايات المتحدة مشروع قرار فى مجلس الأمن الدولى يعترف بوجود الدولة الفلسطينية، أمس، معتبرين أنه يمثل دعمًا أمريكيًا جديدًا لدولة الاحتلال، ومكافأة لإسرائيل على حربها الوحشية ضد قطاع غزة، المستمرة منذ أكثر من نصف عام.

وفى هذا الإطار، علق الدكتور صلاح عبدالعاطى، رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، على فشل مجلس الأمن فى تمرير مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لفلسطين فى الأمم المتحدة، بعد فيتو أمريكى، رغم تصويت ١٢ دولة، وامتناع دولتين عن التصويت، بإدانة الموقف الأمريكى، وما اعتبره «الاستخدام المعيب من قبل الولايات المتحدة لحق النقض». 

وقال «عبدالعاطى»، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»: «نعتبر الموقف الأمريكى رسالة إنكار لحقوق الشعب الفلسطينى، ورسالة للمراهنين على الوعود الأمريكية، وأوهام التسوية مع الاحتلال الإسرائيلى».

وتابع: «يأتى هذا الاعتراض ليظهر حقيقة سياسات الولايات المتحدة، وتصريحات الرئيس الأمريكى جو بايدن، ووزير خارجيته أنتونى بلينكن، بالحديث عن دولة فلسطينية ودعم حل الدولتين، وفى المقابل تقوم واشنطن بدعم دولة الاحتلال الإسرائيلى، عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، بما يناهض حقوق الشعب الفلسطينى، لتؤكد أمريكا شراكتها وغطاءها لحرب الإبادة الجماعية المتواصلة للشهر السابع على التوالى فى قطاع غزة، وباقى جرائم الاحتلال الإسرائيلى فى فلسطين».

وأكد أن تقرير المصير والعضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة حق من حقوق الشعب الفلسطينى، ويتطلب الاستمرار فى النضال من أجل تحقيقه بجميع الأشكال، بما فى ذلك التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق صيغة «متحدون من أجل السلام»، للحصول على العضوية الكاملة، والمطالبة بتوفير الحماية الدولية، ووضع خطة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى، بالتزامن مع تحرك فردى وجماعى مع دول العالم لتجسيد الدولة الفلسطينية.

الأمر نفسه أكده الكاتب السياسى الفلسطينى عزيز العصا بقوله: «إننا فى فلسطين لم نر من أمريكا يومًا سوى الويل والثبور، من خلال دعمها المطلق لدولة الاحتلال الإسرائيلى، على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى؛ وعلى رأسها حق العودة والتعويض وإقامة دولته المستقلة على أرضه».

وأضاف «العصا»، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن ما جرى فى مجلس الأمن لا غرابة فيه؛ مضيفًا: «أمريكا تنظر إلى فلسطين بعين واحدة، وهى العين الاستعمارية، التى ترى فى إسرائيل قاعدة استعمارية متقدمة، تخدم مصالحها فى المنطقة».

وتابع: «نحن لا ننتظر من أمريكا غير الفيتو والاعتراض عندما يتعلق الأمر بأى حق من حقوق الشعب الفلسطينى، مهما صغر أو كبر».

من جانبه، قال الكاتب والباحث الفلسطينى ماهر صافى: «إن الفيتو الأمريكى الأخير يكشف ستار واشنطن وكذبها على مدار عقود مضت، ويوكد أنها تمارس ازدواجية المعايير وتكيل بمكيالين تجاه القضية الفلسطينية، وتزيد من ارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين، وتحرمهم من تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم على الأرض».