رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقص فيتامين أ والعمى.. تلبية الاحتياجات الغذائية لصحة العين المثلى

نقص فيتامين أ
نقص فيتامين أ

يبرز نقص فيتامين (أ) كتحد حاسم يرتبط بالإعاقات البصرية الشديدة والعمى الذي يمكن الوقاية منه، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل في البلدان المنخفضة الدخل. وباعتباره السبب الرئيسي للعمى الذي يمكن الوقاية منه لدى الأطفال، يؤكد نقص فيتامين أ على الحاجة الملحة لتعزيز البرامج الغذائية والتوعية لحماية صحة العين والرفاهية العامة.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما بين 250 ألفًا و 500 ألف طفل يصابون بالعمى كل عام نتيجة لنقص فيتامين أ، ويعيش أغلبهم في البلدان النامية، حيث يكون الحصول على التغذية الكافية محدودًا في كثير من الأحيان.

 في مقابلة مع HT Lifestyle، كشف الدكتور كمال بي كابور، المؤسس المشارك والمدير الطبي لمستشفيات Sharp Sight Eye، أن "هذا النقص يمكن أن يؤدي إلى جفاف الملتحمة، وهى حالة يمكن أن تدمر القرنية (الجزء الأمامي الأكثر شفافية من العين)". والملتحمة، مما يؤدي إلى العمى الذي لا رجعة فيه إذا لم يتم علاجه على الفور.

 

وشدد على أن معالجة مشكلة الصحة العامة هذه تتطلب نهجًا متعدد الأوجه، وقال: “يدعو خبراء الصحة إلى استهلاك الأطعمة الغنية بفيتامين أ، بما في ذلك منتجات الألبان والبيض والفواكه والخضروات الصفراء أو البرتقالية، مثل الجزر والبطاطا الحلوة. إلى جانب الخضار الورقية الخضراء. بالإضافة إلى ذلك، تم الاعتراف بتحصين الأغذية الأساسية بفيتامين أ والتوزيع الاستراتيجي للمكملات الغذائية كطرق فعالة ومنخفضة التكلفة لمكافحة نقص فيتامين أ وآثاره المدمرة على الرؤية. خاصة عند الأطفال. الجهود التي تبذلها الحكومات والمنظمات الدولية لدمج مكملات فيتامين أ. وتشمل هذه الجهود ربط المكملات ببرامج التحصين الروتينية وخدمات صحة الأم.

وعلى الرغم من هذا التقدم، لا تزال هناك تحديات أمام تحقيق حصول الجميع على مصادر كافية من فيتامين أ. واقترح الدكتور كمال كابور أن "هناك حاجة متزايدة للاستثمار في حملات الصحة العامة لرفع مستوى الوعي حول أهمية اتباع نظام غذائي متوازن والدور الحاسم لفيتامين (أ) في الوقاية من العمى. إن المعركة ضد نقص فيتامين أ وتأثيره على صحة العين تسلط الضوء على القضية الأوسع المتمثلة في سوء التغذية والحاجة إلى نهج شامل لضمان حصول الفئات السكانية الضعيفة على العناصر الغذائية الأساسية. ومن خلال إعطاء الأولوية للاحتياجات الغذائية وتدخلات الصحة العامة، يمكن للمجتمع العالمي أن يخطو خطوات كبيرة نحو الوقاية من العمى الناجم عن نقص فيتامين أ وتحسين النتائج الصحية العامة.

 

ومن خلال خبرتها، قالت الدكتورة أوما ماليه، استشاري أول طب العيون في مستشفيات إندرابراستا أبولو في نيودلهي: "فيتامين أ هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون مطلوب للعديد من الأنشطة البشرية، بما في ذلك الرؤية ووظيفة الجهاز المناعي وصحة الجلد"،  فيتامين أ هو عنصر أساسي في الرودوبسين، وهو صبغة موجودة في الخلايا العصوية لشبكية العين والمسؤولة عن الرؤية في الإضاءة المنخفضة، يساعد فيتامين أ أيضًا في الحفاظ على الأنسجة السطحية للعين ويمكن أن يساعد في تجنب مشاكل مثل متلازمة جفاف العين، هذه المغذيات ضرورية للحفاظ على صحة ووظيفة العين، بما في ذلك القرنية والشبكية وخلايا مستقبلات الضوء، وبدون تناول كمية كافية من فيتامين أ، فإن قدرة الجسم على تكوين الأصباغ اللازمة للرؤية الليلية وإدراك الألوان تتعرض للخطر، مما يؤدي في النهاية إلى جفاف الملتحمة، وهو اضطراب يتميز بجفاف العين، وتقرحات القرنية، وربما العمى الذي لا يمكن علاجه.

وأوصت: "لمعالجة نقص فيتامين أ، يلزم اتباع نهج متعدد الوسائط، بما في ذلك التنويع الغذائي، وإغناء الأغذية الأساسية، وبرامج المكملات المخصصة،  التشجيع على استهلاك الأطعمة الغنية بفيتامين أ مثل الخضار الورقية الخضراء والجزر والبطاطا الحلوة ومنتجات الألبان لضمان تناول الكمية المناسبة. كما أن تكملة الأطعمة المستهلكة بانتظام بفيتامين أ، مثل دقيق القمح أو زيت الطهي، يمكن أن تحسن التوافر البيولوجي والوصول إلى السكان المعرضين للإصابة،  يمكن لبرامج المكملات الغذائية، خاصة للأطفال والنساء الحوامل، أن تساعد في الوقاية من نقص فيتامين أ وعلاجه، مما يقلل من خطر الإصابة بالعمى وتحسين صحة العين العامة.