رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل استئناف مفاوضات الهدنة في مصر.. نتنياهو يواجه أكبر أزماته السياسية

نتنياهو
نتنياهو

على مدى 3 عقود من الحياة العامة، أصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معروفًا بلقب "الساحر" لقدرته على التهرب من الأزمات السياسية، لكن هذه الحرب في غزة ومفاوضات الهدنة وإطلاق سراح المحتجزين مع حماس تضع هذه المهارات على المحك على نحو لم يسبق له مثيل، وسط توقعات أن تستأنف المفاوضات في مصر الأسبوع المقبل.

استئناف مفاوضات الهدنة في مصر ومصير نتنياهو على المحك

بحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، فقد تلاشت الآمال في التوصل إلى اتفاق بعد أن سحب نتنياهو فريق التفاوض الإسرائيلي من المحادثات في قطر في وقت سابق من هذا الأسبوع، كما رفضت حماس اقتراحا جديدا للتوصل إلى تسوية.

وتابعت أنه من المتوقع أن تنتقل المحادثات إلى القاهرة الأسبوع المقبل، في حين يواجه نتنياهو انقسامات داخل حكومته ويشعر الرأي العام الإسرائيلي بالقلق إزاء الحرب التي تطول أمدها دون تحقيق أي من هدفي إسرائيل الأوليين: تدمير حماس وإطلاق سراح المحتجزين.

أصبحت عائلات المحتجزين الإسرائيليين أكثر حدة في انتقاداتها لرئيس الوزراء، ودعت هذا الأسبوع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى دفع نتنياهو شخصيا لقبول الاتفاق، وتراجعت شعبية نتنياهو، وبدأت حركة الاحتجاج قبل الحرب التي ملأت شوارع إسرائيل بالمتظاهرين المناهضين للحكومة في الظهور من جديد للضغط من أجل إطلاق سراح المحتجزين والدعوة إلى إجراء انتخابات.

وتابعت الصحيفة أن نتنياهو يواجه تهديدات من داخل ائتلافه الحاكم بإسقاط حكومته إذا قبل صفقة تطلق سراح السجناء الفلسطينيين المدانين بقتل إسرائيليين، كما تطالب حماس، وقد واجه صراعاً داخل حكومته الحربية، حيث يُنظر إلى أعضائها على نطاق واسع على أنهم ينتظرون الفرصة للإطاحة به.

وأضافت أنه كرجل دولة، تحدى نتنياهو الصعاب من قبل، لكن المخاطر التي تهدد بقائه السياسي ومستقبل بلاده نادرا ما كانت أعلى من ذلك.

وقال أبراهام ديسكين، الأستاذ الفخري في الجامعة العبرية في القدس: "إنه يحاول أن يكون متشددا في المفاوضات من ناحية، ويحاول إرضاء أولئك الذين يعارضونه وحكومته من ناحية أخرى".

وأضاف: "مع أي اتفاق محتمل، يخاطر نتنياهو بالفشل في تحقيق الهدف الذي حدده مراراً وتكراراً للحرب: الانتصار الكامل على حماس، بما في ذلك تفكيك القوة العسكرية والسياسية للحركة".

ويقول مسؤولون عسكريون ومخابرات إسرائيليون وأميركيون إن هذا الهدف أصبح بعيد المنال على نحو متزايد، بغض النظر عما إذا كانت الحرب مستمرة أم لا، ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون كبار إنه على الرغم من تعرض حماس لضربات شديدة بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة، فمن المرجح أن تستمر الجماعة كحركة اجتماعية وتمرد مسلح.

وبينما يقول المسؤولون المقربون من نتنياهو إنه يريد التوصل إلى اتفاق، فإنه يحتاج أيضًا إلى التفاوض على اتفاق من شأنه أن يبقي حكومته متماسكة ولن يؤدي إلى تنفير قاعدة دعمه المحافظة قبل الانتخابات المحتملة في وقت لاحق من هذا العام. 

ويجادل المحيطون بنتنياهو أيضًا بأن الضغط الأمريكي على إسرائيل لإنهاء الحرب والتسوية مع حماس يقوض موقف إسرائيل التفاوضي.

داخل إسرائيل، تعرض نتنياهو أيضًا لانتقادات من المفاوضين السابقين والمسؤولين الأمنيين لمنح فريقه المفاوض تفويضًا محدودًا في الجولة الأخيرة من المحادثات في الدوحة، قطر، ويرفض مسؤولون مقربون من نتنياهو الانتقادات، وقال مسؤول إسرائيلي كبير مشارك في المحادثات إن الفريق لديه القدرة على التفاوض بشكل جدي.