رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسانج ما زال في سفارة الإكوادور في لندن والمفاوضات مستمرة


تواصلت المشاورات الدبلوماسية اليوم لإيجاد حل لقضية مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج اللاجئ لدى سفارة الإكوادور في لندن والذي يبدو مصيره مجهولا أكثر من أي وقت مضى على رغم اللجوء السياسي الذي منحته إياه كيتو.

وبحسب ما بثه موقعه "سويس إنفو" ، يقوم حوالي عشرين شرطيا بريطانيا بحراسة مداخل المبنى الذي يضم البعثة الإكوادورية التي تحولت سجنا للإسترالي الذي لجأ إليها في 19 يونيو.

كما تقف سيارتان للشرطة أمام المبنى في مكان غير بعيد عن حوالي عشرة من مؤيدي أسانج أمضوا ليلتهم في المكان "لحراسته".

وقال موقع ويكيليكس عبر تويتر إن "تكتيك الترهيب البريطاني مستمر"، وفي حال حاول أسانج مغادرة السفارة، فقد يتم اعتقاله فورا بموجب مذكرة توقيف أصدرتها السويد في إطار قضية اغتصاب واعتداء جنسي وهي اتهامات ينفيها.

إلا إنه قد يجازف بالإدلاء بتصريح عام في الساعة "00،14 (00،13 تغ) الأحد أمام السفارة"، بعد شهرين تماما من وصوله إلى البعثة الإكوادورية، حسب ويكيليكس.

وفور إعلان كيتو أمس أنها ستمنح أسانج اللجوء السياسي، حذرت بريطانيا من أنها لن تمنحه تصريحا بالمرور وأكدت أن هذا الأمر لا يغير "شيئا" في إجراءات تسليمه.

إلا أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ استبعد على ما يبدو التهديد باقتحام السفارة الذي يسمح به قانون صدر في 1987، مؤكدا أن القرار في هذه القضية "يمكن أن يستغرق وقتا كبيرا".

ودفعت الإشارة إلى القانون روسيا إلى التساؤل بشأن مدى احترام لندن لاتفاقية فيينا بشان حصانة البعثات الدبلوماسية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان "ما يجري لا يمكن سوى أن يدفعنا إلى التساؤل عن احترام روح ونص إتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية وخصوصا المادة 22 منها حول حصانة مقار البعثات الدبلوماسية".

بدوره  أكد رئيس الإكوادور رافاييل كوريا الجمعة أن أسانج قد يبقى إلى ما لانهاية داخل السفارة في حال رفض إعطائه تصريحا بالمرور.

وقال كوريا في حديث لإذاعة لوخا الإكوادورية "المشكلة هي ان (لندن) لن تمنحه ممرا آمنا"، وفي هذه الحال، "يمكن أن يبقى السيد أسانج إلى ما لا نهاية في سفارتنا".

وأوضح أن القانون الأوروبي "مختلف قليل" عن القانون اللاتيني الأميركي، حيث عندما يمنح بلد اللجوء لفرد، فإن البلد الذي توجد فيه السفارة التي لجأ إليها الفرد، "ملزم بمنحه ممرا آمنا"، وأضاف "الأمر ليس كذلك في أوروبا، على الأقل في بريطانيا".

وفي مواجهة التصلب البريطاني، حاولت الإكوادور الحصول على تأييد دول أميركا الجنوبية لقضيتها.

وقد دعت وزراء خارجية اتحاد الدول الأميركية الجنوبية إلى اجتماع الأحد في غواياكيل لدراسة الوضع.

ويفترض أن تقرر منظمة الدول الأميركية من جهتها الدعوة إلى اجتماع في 23 اغسطس في واشنطن.

كما تنوي كيتو نقل القضية إلى محكمة العدل الدولية لإجبار بريطانيا على منح أسانج تصريحا بالمرور.

وقال ناطق باسم الخارجية البريطانية "نحن مصممون على العمل مع الإكوادوريين؛ لتسوية هذه القضية بشكل ودي"، إلا أنه رفض التعليق على "الاتصالات والاجتماعات" المقرر عقدها.

وفي السويد التقى ممثل عن وزارة الخارجية مساء الخميس سفير الإكوادور لتذكيره "بالمبادىء الأساسية للنظام القضائي السويدي".

وحاليا يلف الغموض مصير مؤسس ويكيليكس الموقع المتخصص بنشر وثائق سرية.

وتساءلت الصحف البريطانية الجمعة عن كيفية الخروج من هذا المأزق، واستعرضت سيناريوهات عدة لإخراجه أن لم تؤد الطرق الدبلوماسية إلى اتفاق. هل سيغادر المكان بسيارة تابعة للسفارة؟ وفي هذه الحالة قد يتم توقيفه عند صعوده إلى الطائرة، هل يمكن أن يرحل بحاوية تحمل خاتم "حقيبة دبلوماسية"؟

وجرت محاولة فاشلة من هذا النوع لتهريب وزير نيجيري سابق في 1984 حيث أن الطرود الدبلوماسية تخضع للكشف بالأشعة السينية.

وتبقى فرضية أن تمنح الإكوادور أسانج وضعا دبلوماسية أو وضع ممثل لدى الامم المتحدة، لكن القضاء البريطاني سمح بتسليمه وكيتو "ملزمة باحترام القوانين البريطانية"، كما كتبت صحيفة الغارديان.

من جهتها، أشارت (بي.بي.سي) البريطانية إلى أن الشرطة البريطانية "أوقفت عددا كبيرا من الدبلوماسيين من قبل".

وقالت الإكوادور في قرار منح أسانج اللجوء السياسي إنه إذا أدخل الإسترالي "الحبس الاحتياطي في السويد فستجري سلسلة من الحوادث التي لا يمكن أن تنتهي إلا بتسليمه" إلى بلد ثالث هو الولايات المتحدة.