زوجة وحاضنة.. حكايات من دفاتر الأسرة لتمكين السيدات من عش الزوجية

«الشقة من حق الزوجة»، فدائمًا ما تدب الخلافات بين الأزواج ويتسرب الشر للأسر حتى يحدث الخلاف وينتهي الأمر بطرد الزوجة أو الطليقة من المنزل بأطفالها حتى تلجأ للقانون الذي يحق لها التمكين من عش الزوجية كونها زوجة أو حاضنة.

في التقرير التالي، ترصد “الدستور” عدد من المشاكل العائلية التي انتهت بقرار التمكين ومشاركة بيت الزوجية.

مشاركة الزوجين بيت الزوجية

«طردني من البيت بعد ما ضربني وشهدت عليه الجيران»، كانت هذه اختصار لمأساة «فاطمة.ي» مع زوجها «شادي. ع».

وصدر قرار من النيابة حمل رقم 328 لسنة 2023 منازعة حيازة السلام ثان لشئون الآسرة بتمكين المتظلم ضدها وزوجها مسكن الزوجية عين النزاع وعدم تعرض أي منهما للآخر.

نيابة الأسرة تمكن ثلاثينية ونجلتها القاصر من بيت الزوجية بعد الطلاق

وفي مقتبل الثلاثينات تواجدت سيدة تدعى «شيماء.س»، وبرفقتها نجلتها القاصر، في ممرات نيابات الآسرة تحمل في يدها أوراق موافقتها على تمكينها وصغيرتها من مسكن الزوجة، وقالت السيدة: «تعرفت على زوجي «أحمد. م» في العمل وكنت أرفض التعامل معه ولا أطيق حديثه واستثقل حضوره حتى انقلبت الآية وتحول الكره لإعجاب ثم تطورت علاقتهما لحب وطلب منها التقدم للزواج».

وقالت "وافقت على الارتباط خاصة عقب فخري بطموحه وانجازاته المستمرة في العمل، وتم الزواج الذي كلل بنجاحات للزوج، حتى تم انتقالهما من شقة سكينة لمنطقة الفيلل في التجمع الخامس وعاشت هناك عمر حتى دب الخلاف بينهما وتكلل ولم يكن لوجود الصغيرة «رودينا» تأثير في توقف الخلاف ووأده ولكن استمرت الخلافات الزوجية بينهما عقب  عقد كامل من العشرة انتهي بالطلاق.

وأكدت أنها عقب ذلك قدمت تحريات تثبت أن عين النزاع التي تقيم فيها هي عش الزوجية وتطلب بتمكينها من الشقة فقدمت الطلب رقم 405 لسنة 2023 حصر القاهرة الجديدة الجزئية لشئون الآسرة وصدر قرار بتمكينها من مسكن الزوجية.

حب من الجامعة انتهى بأشهر عدة

أما الحياة الزوجية فقد جميعت بين «ندا.ر»، و«محمد. ع»، في مصر الجديدة، وكانت بينهما عشرة طيبة حتى شب الخلاف بينهما نتيجة حداثة زواجهما حيث تعرفا الأثنين على بعضهما في المرحلة الجامعية وتطورت علاقتهما العاطفية منذ أول يوم دراسة حتى انتهاء الجامعة، واتفق الاثنين على البحث عن عمل للأرتباط.

وعقب قرابة 6 أعوام من الحب واللقاء تقدم الشاب للفتاة وارتبطا وعقب عامين تزوجا وعاشا حياة سعيدة انتهت بنجاح الفتاة في العمل واستمرارها في الترقي والنجاح وهذا ما جعل الزوج يغير من نجاح زوجته ويتخلى عن سنوات الحب والعشرة ويقرر تطليقها.

وعقب ذلك تقدم «ندا» بطلب لنيابة شرق القاهرة الكلية لشئون الآسرة بتمكينها من الشقة بحكم أنها ما زالت في أشهر العدة، وبالفعل أصدرت النيابة قرارها في الطلب رقم 632 لسنة 2023 منازعة حيازة شرق القاهرة الكلية لشئون الآسرة بتمكينها من شقة الزوجية ومشاركتها معه عقب طلاقها خلال فترة العدة ومنع تعرض كل منهما للآخر.

خبير قانوني يحلل أسباب طلبات تمكين الشقق الزوجية 

وقال الخبير القانوني الخطيب محمد إن طلبات التمكين من شقق الزوجية التي تقدم من السيدات تكون مختصة بها نيابات الآسرة وهي تقديم طلب للمحامي العام لنيابات الآسرة التابعة لها الشقة عين النزاع، ومن هنا يتم تمكين الزوجة من الشقة.

تابع الخطيب أن هذا الإجراء يتم في ثلاث حالات إذا حدث خلاف بين الزوجين وتم طردها من مسكن الزوجية فيتم تمكينها من مشاركة عين النزاع ومنع أحداهما من التعرض للآخر وبذلك حتى يتم إعطائهم فرصة للصلح وحل الخلاف تحت ستارة القانون.

وأما الحالة الثانية إذا صدر طلاق وانفصال بين الطرفين وما زالت الزوجة في أشهر العدة المقررة قانونًا في هذه الحالة يتم تمكين الزوجة من مشاركة مسكن الزوجية بحكم أنها ما زالت على ذمته وزوجه له وقد يكون هناك رجعة، فهنا يصدر قرار من النيابة بشأن التمكين.

أما الحالة الثالثة وهى إذا كان هناك طلاق وتوجد أطفال فيتم تقديم السيدة طلب بتمكينها من الشقة بحكم أنها حاضنة للآطفال وهذا بيت الزوجية، حيث يتم تقديم تحريات تثبت أن عين النزاع هو مسكن الزوجية ويحق لها، وهنا يتم تمكينها من الشقة كحاضنة للأطفال.

وقال الخطيب محمد إن قرار التمكين المختص في الفصل في استمراره أو إلغائه هي محكمة القاهرة للأمور المستعجلة المختصة بنظر تلك الدعاوي لما تمتلكه من شق مستعجل ويظل أمر التمكين مستمر طالما لم يتم إلغائه.