رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضيوف معرض الكتاب 2024.. الكاتبة المغربية عائشة البصرى: الجوائز توجه ذائقة القراء إلى أعمال بعينها وعليها الحياد

الكاتبة المغربية
الكاتبة المغربية عائشة البصرى

قالت الكاتبة المغربية عائشة البصرى إن الجوائز تمثل عامل تحفيز قويًا للكاتب على مواصلة الإبداع، لكنها فى الوقت نفسه مصدر خطر على مستقبله، لأنها قد تتسبب فى إنهاء مسيرته مبكرًا، بسبب الخشية من ألا تنال كتاباته اللاحقة الزهو نفسه والتقدير الخاصين بعمله المتوج بجائزة، مضيفة أن الجوائز توجه ذائقة القراء لأنواع معينة من الكتابة، ويلزم لجانها التحلى بالتجرد والحياد، وألا تكون أحكامها خاضعة للحسابات التجارية أو السياسية.

وأضافت لـ«الدستور»، أنها تعتبر نفسها «ابنة القاهرة سرديًا»، وسبق لها أن شاركت فى عدة دورات لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وهذه هى زيارتها الأولى للمعرض فى حلته الجديدة، إذ حضرت إلى القاهرة لتوقع وتطلق عملها السردى الأحدث الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، «رجل اسمه الرغبة».

■ هذه ليست الزيارة الأولى لك لمعرض القاهرة للكتاب، فما انطباعك عن أحدث نسخة من المعرض؟

- سرديًا أنا ابنة القاهرة، ولدت كروائية برواية «ليالى الحرير» التى نُشرت فى القاهرة بعد مجموعات شعرية عديدة نشرت فى عدة بلدان مختلفة، لكن جميع كتبى السردية صادرة فى القاهرة عن الدار المصرية اللبنانية التى احتضنتنى كروائية منذ سنوات، لهذا تعددت مشاركاتى فى المعرض، لكن هذه، أول زيارة لى للمعرض فى حلته الجديدة.

لمست تحديثًا ملحوظًا فى تجهيزات المعرض وأروقته وتنظيمه، ويظل معرض القاهرة، بتاريخه الطويل، محطة ثقافية سنوية فى العالم العربى.

■ يتصادف صدور رواية لابنتك ريم نجمى بمعرض القاهرة للكتاب وعن الناشر نفسه. هل تتناقشان فى أعمالكما خلال الكتابة؟ وهل النقاش يتضمن أيضًا الشاعر حسن نجمى؟

- أنا وابنتى ريم متواطئتان فى هذا المجال، عوالمنا الشعرية تتشابه، أقرأ ما تكتب من شعر ورواية، ونتحاور فيما بيننا ونتبادل الآراء، حتى أننا نتشارك نفس دار النشر. ونشارك معًا فى تظاهرات ثقافية، لكن لريم كذلك تواصل إبداعى مع والدها وتبادل آراء فيما تكتبه وتنشره.

من جانب آخر أنا لا أقرأ لزوجى وهو لا يقرأ ما أكتب، قد نناقش فى بعض الأحيان قضايا أدبية عامة وعناوين إصدارات، لكن لكل واحد منا عالمه الإبداعى بعيدًا عن عالم الآخر، مرجعياتنا مختلفة، صداقاتنا الثقافية مختلفة، حتى المكتبة فى البيت لست مشتركة، كل واحد له مكتبته الخاصة.

مؤسسة الزواج أضيق من أن تتحمل مشكلات الكتابة التى تتطلب مساحة أكبر من الحرية للطرفين ومن الأحسن أن تظل عوالم الكتابة منفصلة. إذا أخذنا بعين الاعتبار انتماء المبدعين إلى مجتمع عربى كمجتمعنا، بكل حمولاته الدينية والاجتماعية والاقتصادية كذلك، غالبًا ما تكون المساكنة الأدبية إعاقة كبيرة بالنسبة للمرأة.

منذ سنوات قرأت للكاتبة الفرنسية مرجريت دوراس قولًا ظل راسخًا فى ذاكرتى، مفاده «لا يجب على النساء أن يجعلن أزواجهن يقرأون ما يكتبن»، منذ حينها وعيت أنه لا بد من أن يكون للمبدع زاوية ظل، لا يدخلها أحد حتى ولو كان زوجًا أو زوجة.

■ يعرف بطل روايتك الجديدة نفسه بأنه «خوان رودريجو أمية، سليل دونجوانات الأدب الإنسانى»، هل تعترفين بالتصنيف الأدبى مثل الأدب النسائى أو الذكورى؟

- إنه تصنيف يهدف إلى التضييق على النص الإبداعى أكثر مما هو تصنيف ذكورى لكل ما يصدر عن المرأة، ليس هناك إبداع رجالى وإبداع نسائى، على الرغم من وجود بعض الخصوصيات للكتابة النسائية، لأن الكتابة هى فعل إنسانى مشترك بين الرجل والمرأة تخضع لقوانين وضوابط مشتركة.

المرأة المبدعة كالرجل تحمل هم الكتابة بكل تجلياتها ومرجعياتها، حتى الكتابة عن الجسد، نقطة الاختلاف الهشة، نجد بعض المبدعات يصفن الجسد الأنثوى بعين ذكورية.

■ مَن تتابعين من الكتّاب المصريين؟

- لا أحد ينكر تأثير الأدب والفكر المصرى فى الثقافة المغربية. فى مرحلة دراستى كان جل النصوص المعتمدة فى المدارس حينها مصرية ومشرقية على العموم، وقراءاتنا اعتمدت الأسماء الروائية المصرية الكبيرة مثل: نجيب محفوظ، ويوسف السباعى، وإحسان عبدالقدوس، وعباس محمود العقاد، وطه حسين، مرورًا إلى الجيل الجديد من الشعراء والروائيين، وكثيرون كانوا مرجعية مؤثرة فى الكتّاب المغاربة. صحيح أصبحت لنا فى المغرب الآن أسماء بارزة فى الفكر والإبداع لكن ذلك التفاعل بين الثقافتين ما زال قائمًا بل أصبح تأثيرًا متبادلًا. 

■ ما رأيك فى الجوائز الثقافية وأهميتها للمبدع؟ وهل كثرة الجوائز أثرت بالسلب على الإبداع، بمعنى أن هناك اتجاهًا لكتابة الرواية التاريخية على سبيل المثال نتيجة لفوز أكثر من عمل روائى تاريخى بهذه الجوائز؟

- إن منح جائزة إلى مبدع أو مبدعة يشكل تحفيزًا نوعيًا ملموسًا وبغض النظر عما إذا كانت للجائزة قيمة مادية أم لا، فإن الجائزة تعبر عن نوع من الاعتراف بقيمة ما ينتجه المبدع.

هناك حالات نعرفها فى تاريخ الأدب شكلت الجوائز عائقًا فى سبيل تطور مسارها، إضافة إلى أن الجوائز تحفز أنواعًا من القراء على تداول وقراءة العمل الفائز والإقبال عليه أى تتحكم فى ذائقة القراء، ومن هنا تظهر أهمية أن تتوفر للجوائز لجان تحكيم أمينة وذات مصداقية، ولها وعى بأن منح هذه الجائزة أو تلك ليس عملًا دعائيًا أو لعبة إعلامية أو سياسية أو ما شابه، وشخصيًا لا أراهن على الجوائز لتحقيق انتشار عربى بل أراهن على جودة النص التى لا تتحقق إلا بالتراكم.