رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أولى ندوات سليم حسن: رائد تبسيط علم المصريات لغير المتخصصين

جانب من الندوة
جانب من الندوة

عقد معرض الكتاب أولى ندواته، أمس، ضمن محور شخصية المعرض الرئيسية الدكتور سليم حسن، عالم المصريات.

تناولت الدكتورة فاطمة كشك، عالمة المصريات، بالشرح والتبسيط محاور المشروع البحثى لجمع وتوثيق أرشيف عالم المصريات الكبير سليم حسن.

وأوضحت أن المشروع يهدف لجمع وتوثيق أرشيف «حسن» الذى يضم مؤلفات وصورًا تبرز وترصد أهم المحطات فى حياته، والمراسلات المتبادلة مع علماء المصريات من المصريين والأجانب. وأضافت: «بانوراما سليم حسن بدأنا العمل عليها عام ٢٠١٣ وانتهينا منها فى ٢٠١٦، مع فريق عمل كبير من الباحثين فى مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى». 

وتابعت: «زرنا المواقع الأثرية والحفائر، وصورنا القطع الأثرية التى سبق وصورها سليم حسن، بصور ثلاثية الأبعاد، ومنها مشروعه الذى لم يتمه؛ طريق الملك ونيس الصاعد».

وعن تلاميذ «حسن»، وأثره عليهم، ذكرت «كشك» أبرز الأسماء، من بينهم الدكتور أحمد فخرى، وزكريا غنيم، وزكى سعد، وعبدالمنعم أبوبكر، وعبدالسلام حسين وآخرون. 

وأشادت بإنسانيته مع الجميع وحرصه على الاعتراف بدور عمال الحفر المهم فى الاكتشافات الأثرية، وكان يذكرهم فى كل كتاب ينشره، حتى إنه أهدى أحد مؤلفاته لرئيس العمال، كامل صديق. وعن دور «حسن» فى نشر الوعى الأثرى بين المصريين، قالت «كشك»: هو رائد هذا التوجه، وأول من كتب فى الأهرام مقالًا يشرح فيه أهمية اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، ووصف المقبرة وتحدث عنها بالتفصيل وبشكل دقيق.

وعن مكانته بين نظرائه من علماء المصريات الأجانب، أشارت إلى الدعوة الشخصية التى وجهها إليه هوارد كارتر، مكتشف مقبرة توت عنخ آمون، لزيارة المقبرة مع تلاميذه، وبالفعل اصطحب سليم حسن تلاميذه وزاروا المقبرة.

وتحدث الدكتور أحمد منصور، عالم المصريات، عن أثر أحمد كمال باشا، شيخ الأثريين المصريين، فى حياة سليم حسن.

وأوضح الباحث فى مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى أن كمال باشا كان عالم آثار ولغة كبيرًا، وأول عالم مصرى فى الآثار والمصريات، وأول من ألّف قاموسًا باللغة المصرية القديمة مترجمًا بالعربية، يقع فى ٢٢ جزءًا. وتابع: «اهتم أحمد كمال باشا بتدريس علم المصريات للمصريين، وأول من درس فى مدرسة الألسن ١٨٣٥، وأول أمين متحف للآثار، وافتتح مدرسة (اللسان المصرى القديم) فى بدايات القرن التاسع عشر، تحديدًا عام ١٨٨٦، واختار لها ١٠ طلاب من النوابغ كان من بينهم الدكتور سليم حسن، وطه حسين».

وتحدثت الدكتورة عزة عزت، الباحثة بمركز البحوث المصرية بمكتبة الإسكندرية، عن جهود أحمد كمال باشا فى علم اللغة، مشيرة إلى أن عظمة التلميذ تعكس عظمة الأستاذ وتؤكدها، وأن علماء المصريات الأجانب تعمدوا تجاهل دور ومنجزات سليم حسن وأحمد كمال باشا.

وأضافت: «ألَّف أحمد كمال باشا معجم اللغة المصرية القديمة فى ٢٢ جزءًا، وكان حريصًا على كتابة مقالات لتبسيط علم المصريات لغير المتخصصين من بينها مقاله (اللآلئ الدرية فى النباتات والأشجار القديمة المصرية)، وفيه قدم معجمًا ضخمًا عن أسماء الأشجار والنباتات فى اللغة المصرية القديمة وفى الآشورية والعبرية واللاتينية واليونانية، ما يعكس حجم اللغات التى أجادها، وكان يوصى طلابه وعلماء الآثار بصفة عامة بتعلم اللغات، ما يثبت أنه لم يكن عالم آثار فقط وإنما أيضًا عالم لغة».