رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نجيب: أحمد حمروش ساعدنى فى كتابة «كنت رئيسًا لمصر»

الكاتب أحمد حمروش
الكاتب أحمد حمروش

فى حوار له مع جريدة «القبس» الكيتية، نُشر فى ٢٠ يناير ١٩٧٤، بدأ الرئيس حديثه بالكشف عن أن الكاتب أحمد حمروش، الذى يعد من أبرز مؤرخى ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، هو من ساعده فى كتابة مذكراته، التى حملت عنوان «كنت رئيسًا لمصر»، وأثارت ضجة كبيرة عند نشرها.

وقال «اللواء نجيب»، ردًا على سؤال حول «كاتب» المذكرات: «أنا اللى كتبتها، بإيدى وبلغتى»، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن أحمد حمروش ساعده فى هذه المذكرات. وشرح: «قالوا من ضمن الدعاية اللى عاملينها إنى إديت لواحد كتبها، ناس قالت سليم اللوزى، لا لا لا، وناس قالت حمروش كمان، أحمد حمروش ساعدنى، ساعدنى بإيه؟ هو شيوعى، وهما مبدأهم الحرية، فعرضتها عليه عشان يحذف منها الحاجات اللى ما يبقاش لها لزوم، وكذلك أحمد عطية الله هو اللى تولى الجزء الأخير من كتابى عن السودان». وواصل حديثه عن المذكرات: «بقول الوقائع اللى حصلت.. FACTS.. كلها وقائع حصلت، ما حدش يقدر ينكرها، لأنها مؤيدة بمستنداتها وكل حاجة، إنما بقى شوونى عليها».

وأفاد «اللواء نجيب» بأنه يخصص ربع راتبه على الكتب، التى كانت تملأ «٥ دواليب»، إلى جانب غرفتين كبار «مليانين كتب»، مشيرًا إلى أن أحد هذه الكتب عن خطب «تشرشل» فى البرلمان، وثمنه يصل إلى ٢١ جنيهًا.

وفى بقية الحوار، كشف عن رفضه السكن فى عابدين، قائلًا: «أنا بيتى الأول كان فى طومان باى، بيت عبدالرحمن فهمى بتاع المعارف، مأجره بـ٨ جنيه ومارضيتش أغيره، حاولوا كتير يقولولى أقعد فى عابدين، قلت لهم لا.. نهار ما أسكن عابدين حيقولوا بقى جلالة الملك.. لا».

الغريب أن أكبر رجال «ثورة ٥٢» رفض الكشف عن رأيه فى حرب السادس من أكتوبر، واكتفى عندما سُئل عنها بالقول: «ما حدش يقدر يبدى رأيه فيها إلا واحد عارف ومطلع عليها، يعنى تقدر تسأل ضابط فى المخابرات يقولك، ضابط فى الميدان يقولك، لكن أنا هنا ما باختلطش بحد، حتى لا أثير الشكوك».

وذكر «اللواء نجيب» أنه جُلد ٣٠ جلدة بسبب «خناقاته مع الإنجليز». وحكى مُشيرًا إلى إحدى الصور: «ده الصول عبداللطيف اللى جلدنى ٣ مرات، فى كل مرة ١٠ جلدات، عشان خناقاتى مع الإنجليز». وأضاف: «فى أيام الكلية كنت بعمل محاضرة عن مدينة الإسلام، جه المشرف وراح شاتم ووصفنا بالحيوانات، وجاب الصول عبداللطيف فجلدنى ١٠ جلدات، المرة الثانية خواجة إنجليزى بيصلح لى موضوع، قام كتب: (الإنشاء ممتاز.. الخط ردىء جدًا جدًا)، وراح حادف الكراسة من الشباك، فضلت واقف قدامه، فصاح اذهب واحضرها.. قلت لأ مش هجبها، عندك الفراش يروح، قال لى إذا ما كنتش هتجيبها تاخذ ١٠ جلدات، وخدت ١٠ جلدات فعلًا».

وعن المرة الثالثة، قال «اللواء نجيب»: «المستر سيمسون بيملينى قطعة إملاء من ضمنها عبارة: (مصر والسودان محكومتان من الإنجليز)، فوقفت معترضًا وصححت له: (مصر والسودان محتلتان بواسطة الإنجليز، وليستا محكومتين من الإنجليز)، قال اسكت، وهو خارج راح واخدنى فى إيده و١٠ جلدات».

لفت نظر مُجرى الحوار وجود كلاب وقطط «كثيرة جدًا» فى المنزل، فسأل «نجيب» عن السر وراءها، فأجاب: «لم أكن أحبها لكنى أصبحت أحبها»، ثم قام وأحضر لوحة معلقة على الحائط، مكتوبًا عليها بخط اليد عدة سطور، وأخذ يقرأ: هؤلاء «يقصد الكلاب والقطط» هم أصدقائى، ١٨ سنة فى محنة المرج، خلقهم الله ليعلمونا معانى الحب والإخلاص والأمانة والوفاء والنجدة والتسامح، فاعتبروا يا أولى الألباب وعاملوهم بإحسان.. دخلت امرأة النار فى هرة حبستها.

بعدها بدأ يعدد أسماء الكلاب التى لديه على النحو التالى:

«ريكس»: أحسن الكلاب وأولهم.

«داكسون»: عاشرنا منذ ١٩٥٥ إلى ١٩٦٩، بعد ما جيت هنا بسنة.

«خروبة»: السوداء شبيهة الدب، التى عاشرتنا من ١٩٥٤ إلى أن نفقت بالموت سنة ١٩٧١.

«أبوطوق»: خليط من «الداكسون» و«الخروبة»، وكان «فيلسوفًا» بمعنى الكلمة، ولد سنة ١٩٥٦ ومات قتيلًا سنة ١٩٦٦، فتحت بطنه الكلاب.

«فرج» الأسود: كان أعمى ولكن تهابه الكلاب، فقد بصره من شظية قنبلة فى حرب ١٩٥٦، وعاش أعمى، لكن فى منتهى القوة يحترمه الكلاب، حتى مات ١٩٥٧.

«فريحة البيضاء»: كانت تخطف منى كرة الجولف ولا تعطيها لى إلا بعد أن أعطيها قطعة سكر، وهرشت لها فى صدرها، قتلها جندى بـ«السونكى» أثناء اشتباكها فى عراك مع كلبته.

«فلة»: الكلبة البيضاء الجميلة التى كانت تتطوع لأخذ حقنة مقوية لقاء قطعة لحم، فكانت تزاحم الآخرين على حقن إضافية.

«الحض»: كان يعطف على الكلاب ويسرق الخبز ليطعم الجائع منهم، خاصة إذا كان كلبًا مريضًا أو جريحًا.

«هدهد»: الذى كان يقود كل هجوم للكلاب حتى لقب بـ«الدكتور»، لأنه كان يعالج الكلاب، مات وعمره ١٠ سنوات سنة ١٩٦٨.

«توتة»: الحمراء الصغيرة الجميلة ماتت بهبوط فى القلب، كانت تمشى خلفى حتى أصابها هبوط فى القلب وماتت.

«بلبلك»: الأحمر الغامق الذى كان يخطف الكرة ويجرى بها ولا يعطيها لى إلا بعد أن أجرى خلفه، داسته العربة «الموسكوفيتش» وهى عائدة بالأولاد من المدرسة، مات وعمره ٦ سنوات.

وتابع: «هذا تاريخ الكلاب اللى ماتت وبعد الشر على الباقيين».

وحسب مراسل «القبس»، كان لدى «نجيب» مدفن مخصص للكلاب، وحظيرة لإقامتها.