رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسرح 2023.. تميز فى العروض وتفوق للتجارب الشابة وكفاءة فى إدارة المهرجانات

مسرح
مسرح

عام مر على المسرح المصرى، أضاءت عروض جديدة جنباته وأحيت دماء جديدة نبضه، ولنا الحق أن نتساءل: هل استجابت خريطة المسرح مع الأحداث الجسيمة التى مر بها العالم هذا العام؟ وهل عكس المسرح قضايا البسطاء؟ وهل كان متاحًا لكل مواطن فى جميع ربوع مصر؟ وهل قدم المسرح المصرى عروضًا ومبادرات مهمة ومهرجانات ومسابقات وجوائز؟ وهل برزت وجوه جديدة فى التمثيل والإخراج والكتابة وكل مفردات العرض المسرحى؟ وهل تورطنا فى أزمات واجتزنا أزمات أخرى؟ وهل حملنا الجميل لوجوه فارقتنا هذا العام؟

ولأن كل ما حدث قد حدث ومر، ولأن المسرح يظل فنًا حيًا وباقيًا، ومع حقيقة أن نقاد المسرح هم الأكثر متابعة واتصالًا بالحركة المسرحية فى كل مكان، لأنهم الذين يجوبون المسارح فى كل أنحاء مصر ويضيئون العروض برؤيتهم وقراءاتهم، فقد حاولت صفحة المسرح بـ«الدستور» أن ترصد- عبر أعينهم- أبرز الأحداث المسرحية وأهم المسرحيات والظواهر والمبادرات، وأن تطرح تساؤلاتها عليهم لتعرف: هل يخطو المسرح المصرى بخطوات واثقة نحو الأمام فى اتجاه دوره الحقيقى فى تغيير وتطوير وعى المجتمع وذائقته الجمالية أم لا؟. 

أحمد خميس: عودة الجدية للقطاع الخاص.. وتطور «دى كاف»

حين ننظر لعام ٢٠٢٣ وما تم إنجازه مسرحيًا فيه سنقف حتمًا أمام مجموعة من الحقائق، يأتى فى مقدمتها اهتمام منتجى مسرح القطاع الخاص بتطوير منتجهم المسرحى، بالمنطق الذى يقربهم من العروض الجادة التى تناقش قضايا مهمة، من خلال شروط إنتاج مختلفة وبنجوم جدد أصحاب مهارات فنية فائقة.

وأكبر مثال على ذلك عرض «تشارلى شابلن»، الذى لاقى نجاحًا جماهيريًا ونقديًا طيبًا، الأمر الذى سيسمح حتمًا بمستقبل مغاير، يتيح عروضًا لا تهتم بالضرورة بكوميديا «الفارص»، أو «المهزلة»، التى سيطرت لفترات طويلة على سوق العرض المسرحية الخاصة.

من ناحية أخرى، وفى سياق إقامة المهرجانات المسرحية المستقلة فى مصر، يبدو أن مهرجان «دى كاف»، الذى تقيمه إحدى فرق وسط القاهرة، قد اكتسب أراضى جديدة، وأصبح له وجود مهم على أرض الواقع، بدعوته لعروض متطورة ذات إنتاج بسيط، أثار اهتمام قطاع كبير من الجمهور المتحلق حوله مع الثقة فى قدرات القائمين عليه.

وما حققه المهرجان هذا العام يدعو للثقة فى مستقبله القريب، وما يسعى إليه من جذب لا بأس به للعروض الجديدة ذات الأثر الطيب، كما أنه يعطى الفرق المشاركة سماحية أن تقدم عروضها بعائد مادى، وهى مسألة مهمة للغاية لمستقبل تقديم العرض المسرحى المستقل، إذ تسهم ولو بشكل بسيط فى صناعة عروض جديدة بشروط إنتاجية أهم. 

منار خالد: مبدعات الأقاليم يسيطرن على عروض «نوادى المسرح»

ربما يكون العرض الأفضل فيما شاهدته هذا العام مناصفة بين «الرجل الذى أكله الورق»، إخراج محمد الحضرى، لفريق «غروتسك» الحر، و«أحفاد دافنشى»، إخراج محمد بهجت، التابع لقصر ثقافة الأنفوشى، حيث الحس الشبابى الحر غير المقيد بأى قوالب، وقد استطاعا المزج بين ألوان وأنواع مختلفة، وحققا نتاجًا أخاذًا على مستوى الصورة المسرحية، وكذلك الدراما ومستويات قراءتها.

وأحب أيضًا أن أتوقف أمام أداء فرقة المسرح الكوميدى فى عرض «طيب وأمير»، ففى رأيى هو الفريق الأفضل رغم التيمة المستهلكة المعتمدة على خطوط درامية قديمة، لكنه الوحيد الذى استطاع جذب الجمهور من جديد للمسرح الكوميدى.

وفى هذا السياق، لا بد من ذكر العروض المسرحية التى تهتم بالجماهير غير المتخصصة، مع تمنى تطورها ومواكبتها للعصر الذى نحياه بشكل أفضل فى الأعوام المقبلة.

وأخيرًا، أرى أن الظاهرة الأهم هذا العام هى مشاهدة عدد كبير من عروض المهرجان الختامى لـ«نوادى المسرح»، قائمة كليًا على عنصر النساء، فهؤلاء القادمات من الأقاليم، حملن عروضًا كاملة على عاتقهن، وقدمنَها بمنتهى الجد والاجتهاد.

وإلى جانب ذلك، لدينا ظاهرة أخرى بدأت تتبلور مؤخرًا بالمحافل المسرحية، وهى الاهتمام بالشق الدعائى، للفت الأنظار من جديد إلى حال المسرح وتطوراته.

أحمد زيدان: افتتاح «السامر» وتكريم المبدعين

حفل العام ٢٠٢٣ بفعاليات مسرحية كثيرة، رغم ضغط النفقات، ورغم تقديم نسبة كبيرة من العروض فى موسم الامتحانات، لكن يحسب استمرار مهرجان «نوادى المسرح»، فى ظل إدارة جديدة لمسرح الثقافة الجماهيرية.

وفى رأيى، فإن افتتاح «مسرح السامر» يعد حدثًا مهمًا وبارزًا، ونافذة مهمة لعروض مسرح الثقافة الجماهيرية، فبعد أن ظل مغلقًا لعشرات السنوات عاد ليكون متاحًا للمبدعين والجمهور.

وأيضًا، أجد أن إضافة تكريم عدد من المبدعين الذين تأخر تكريمهم كثيرًا فى المهرجان القومى للمسرح ومهرجان النوادى هو حدث مهم، ومن بينهم الدكتور جلال حافظ والدكتور سامى عبدالحليم والدكتور عمرو دوارة.

كما شهد العام وجود إدارتين جديدتين لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى والمهرجان القومى للمسرح المصرى، وإن لم تملك الإدارتان الوقت للتحضير الجيد، إلا أن المهرجانين خرجا بصورة مشرفة ولم تحدث مشكلات كبيرة مصاحبة لهما، أو عقب إعلان نتائجهما، بل كان لدينا فوز مصر بجائزة أفضل عرض بالمهرجان التجريبى بعد أن غابت كثيرًا عن المسرح المصرى، وبالنسبة للمهرجان القومى فقد كانت دورة انتصرت فيها عروض الشباب، سواء على مستوى الجوائز الخاصة أو العروض، واستعاد القومى بريقه بعرض «سيدتى أنا».

أما عن أهم النجاحات، فأرشح المسرح الكوميدى لمديره الفنان ياسر الطوبجى، ومسرح نهاد صليحة لمديره الدكتور محمود فؤاد صدقى، ومسرح العاصمة «قصر ثقافة روض الفرج» كأفضل إدارة خاصة.

ومسرح نهاد صليحة أحدث منصة جديدة وعدة مسابقات، إضافة لأنه متنفس لعروض الهواة والمستقلين والمسرح الجامعى والطاقات الإبداعية، على اختلاف انتمائها الفنى.

أما المسرح الكوميدى فقدم، من وجهة نظرى، عروضًا كوميدية جماهيرية بسيطة مصنوعة بإتقان ملائم لفلسفة المسرح والفرقة، ويحقق معادلة صعبة بين الإضحاك وعدم الابتذال.

أما مسرح قصر ثقافة روض الفرج فقد استوعب فعاليات مركزية لقصور الثقافة وعدة مهرجانات وعددًا كبيرًا من العروض للقاهرة والجيزة، وهو عمليًا وحتى الآن رئة أساسية لمسرح الثقافة الجماهيرية بالقاهرة.

أما أفضل العروض فنلحظ منذ سنوات تفوق المسرح الجامعى إنتاجًا وإبداعًا، ومنها عروض مثلت مصر فى التجريبى والقومى، وحققت منافسة كبيرة وجوائز، حتى وإن دخلت تحت مظلة المسرح المستقل، مثل «الرجل الذى أكله الورق» و«المحروسة». 

أسماء حجازى: «الجريمة والعقاب» الأفضل بجدارة

نودع عامًا حافلًا بأحداثه السياسية والفنية، وقد صادف المسرح رواجًا كبيرًا هذا العام، بفضل مجهودات تُحسب لأصحابها وتثرى الحركة الفنية بشكل عام.

وقد كان عرض «الجريمة والعقاب»، من تأليف دوستويفسكى وإخراج عماد علوانى، والذى عرض على مسرح نهاد صليحة، من أفضل العروض المسرحية التى شاهدتها خلال هذا العام، لأنه من وجهة نظرى عرض يصلح لكل زمان ومكان، فهو يخاطب الإنسان المعاصر ويناقش تأثير الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وانعكاس تلك الأزمات على الأفراد، ويتنبأ بأن الاغتراب النفسى والاجتماعى يمكن أن يؤدى إلى العنف وارتكاب الجرائم.

ولأنه عرض مكتمل الأركان من رؤية مخرج واعٍ يمتلك أدواته الإخراجية ويوظفها ببراعة شديدة، فقد طرح أفكارًا شديدة التعقيد فى إطار واقعى سلس، يصل إلى المتلقى بسهولة ويسر، عبر مجموعة من الممثلين الموهوبين، الذين يمتلكون حرفة وموهبة شديدة الخصوصية، مثل عبدالله سعد ونغم صالح وكريم أدريانو، فنجد التنوع فى الأداء التمثيلى والتلون الصوتى والتعبيرات والإيماءت بمصداقية عالية، لأن كلًا منهم يتماهى مع الشخصية التى يجسدها.

كما لا يمكن إغفال دور مسرح نهاد صليحة، وما يقوم به من دعم لشباب المسرح، فضلًا عن تنوع ما يقدمه من عروض مسرحية وموسيقية وندوات نقدية تطبيقية للعروض، ومسابقات للرقص الحديث والمعاصر، واستاند أب كوميدى، بوعى مديره مهندس الديكور محمود فؤاد واجتهاده الدائم.

ومن أهم أحداث العام، صدور كتاب «سوسيولوجيا المسرح عند الناقد حسن عطية»، تأليف الدكتور عامر صباح المرزوك، ضمن فعاليات ملتقى المسرح الجامعى، احتفاءً بدور الدكتور حسن عطية وعطائه فى مجال المسرح والنقد، ووفاء من تلميذه النجيب.

ومن أهم الأحداث أيضًا فكرة «المعهد فى الطليعة»، المتمثل فى استضافة مسرح الطليعة بعض العروض ومشاريع الدراسات العليا لمدة أسبوع، وهى تجربة مهمة بالتعاون مع مدير مسرح الطليعة عادل حسان، وعميد المعهد العالى للفنون المسرحية دكتور أيمن الشيوى، لإتاحة الفرصة أمام الشباب الموهوبين من الطلاب واختبار جمهور مختلف عن الأساتذة والأصدقاء، وإحياء العروض وإنقاذها من فكرة عرض اليوم الواحد.

وتظل فرقة «الورشة المسرحية»، لمؤسسها المخرج حسن الجريتلى، من أهم الفرق المسرحية المستقلة هذا العام، القادرة على الاستمرار لأكثر من ثلاثين عامًا، فهى رغم الصعوبات التى تواجهها من تمويل ما زالت تناضل، إيمانًا من «الجريتلى» برسالته وإيمانًا منه بالشباب الموهوبين.

رنا رأفت: تكريم عمرو دوارة وتقديم «ستوكمان»

فى رأيى، كان عرض «ستوكمان» من أكثر العروض تميزًا فى عام ٢٠٢٣، من إخراج الدكتور أسامة رءوف، فإتقان السير على حبل الموهبة يتطلب هذا العزف المنفرد الذى قام به الفنان المبدع ياسر عزت، وهو ينتقل عبر العرض من شخصية قاسم لشخصية «ستوكمان»، ومن موقف إنسانى ووجدانى وتعبيرى لآخر بمنتهى الدقة بتوازن فريد وأداء خلاب طوال ٤٥ دقيقة وهو يمسك بزمام الحدث والشخصية والأداء الصوتى والحركى. كذلك اعتمد مخرج «ستوكمان» على تكنيك سحرى، أقرب للتكنيك السينمائى، موظفًا عناصر العمل من ديكور وإضاءة وموسيقى، وفقًا للتكنيك الذى صنع حالة مختلفة للعرض. أما أفضل حدث لهذا العام فكان تكريم الناقد والمؤرخ الدكتور عمرو دوارة من مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، وكذلك من المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، فهو رجل مسرحى متعدد المواهب، علاوة على تفرده كمؤرخ مسرحى، ما أهّله للحصول على لقب «حارس ذاكرة المسرح المصرى»، وأيضًا الفنان القدير ياسر صادق، بمهرجان شرم الشيخ، تكليلًا لمسيرته الفنية الطويلة، لأنه أثرى المسرح المصرى والشاشة الصغيرة بمجموعة متميزة من الأعمال التى حُفرت فى أذهان الجمهور، بالإضافة إلى تقلده العديد من المناصب الإدارية المهمة. كما أقدر كثيرًا تطور فرقة «يوتوبيا» المسرحية، ومؤسسها الممثل والمخرج محمد حافظ، إذ قدمت الفرقة خلال ٢٠٢٣ مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية المسرحية والأفلام القصيرة ومسرح العرائس، وشاركت فى العديد من المهرجانات والفعاليات المهمة، ولا تزال تقدم أعمالًا متميزة، وكل ذلك بجهود ذاتية من أعضاء الفرقة رغم كل التحديات التى تعانى منها أغلب الفرق الحرة، وقد ظلت فرقة «يوتوبيا» وأعضاؤها يحاولون بشتى الطرق تقديم إبداعاتهم المتنوعة وبذل قصارى جهدهم فى تطوير أدواتهم الفنية.

منى شديد: تنوع عروض «نهاد صليحة» ودعمه التجارب الغنائية

يعتبر مسرح نهاد صليحة أبرز نموذج للتجارب والظواهر المميزة التى شهدتها الحركة المسرحية فى ٢٠٢٣، المسرح الذى خرج من رحم أكاديمية الفنون، تحت إدارة المخرج ومصمم الديكور الشاب محمود فؤاد صدقى، ليحتضن تجارب مسرحية متنوعة، ويقدم عددًا من صناع المسرح المتميزين، ويطرح أفكارًا خارج الإطار المعتاد.

واستضاف المسرح ٧٨ ليلة عرض، تنوعت فيها عروضه، فكانت من بينها أعمال عن روايات شهيرة مثل: «الجريمة والعقاب» و«البؤساء»، وحظيت بعض العروض بإشادة وإعجاب كثيرين، مثل: «الدخان» للمخرج صلاح إيهاب، و«الرجل الذى أكله الورق» لمحمد الحضرى، بالإضافة إلى استقباله عروض «استاند أب كوميدى»، اكتسبت قاعدة جماهيرية مختلفة عن المعتاد بالنسبة لمسارح أكاديمية الفنون، دعمه كذلك الحفلات الموسيقية والغنائية للفرق الشبابية التى تضمنها برنامج مسرح نهاد صليحة، إلى جانب العروض المسرحية.

من جانب آخر، أثبت عام ٢٠٢٣ اشتياق الجمهور وصناع المسرح على حد سواء لعودة العروض الموسيقية الغنائية، التى غابت لسنوات طويلة لعدة أسباب، أهمها ارتفاع ميزانية إنتاجها واحتياجها لتقنيات صوت على جودة عالية ومكلفة، وهو ما تمكن المخرج هانى عفيفى من التغلب عليه وتحقيق المعادلة الصعبة فى عرضه «ولا فى الأحلام»، الذى حقق نجاحًا كبيرًا خلال فترة عرضه.

كما حظى عرض «تشارلى»، للمخرج أحمد البوهى، بإعجاب الجمهور، وربما تعتبر التجربة الملفتة أيضًا هى تجربة شبابية لطلبة جامعة طنطا، تم تنفيذها بإمكانيات بسيطة فى عرض «أوليفر»، عن رواية «أوليفر تويست»، مع موسيقى وغناء حى.

ميسرة صلاح: عودة «التجريبى» لمساره بعد رئاسة مهران

شهد عام ٢٠٢٣ الكثير من الأحداث المسرحية الملفتة، فقد كان بمثابة عودة الروح لجسد أكلته الأوبئة- كورونا- وقطعت عنه سلاسل الإمداد، وحاصرته الحروب والأزمات التى ألقت ظلالها عليه لأعوام سابقة وتركته فى حالة انكسار وتراجع.

وشهد العام عددًا من الأحداث والفعاليات المهمة، التى قدمت حالة من الثراء والزخم الشديد وأثرت الحركة المسرحية والعربية على حد السواء، ولكن إن تحتم اختيار حدث واحد فهو بلا شك «المهرجان الختامى» فى نهاية الموسم المسرحى للهيئة العامة لقصور الثقافة، الذى يمثل حالة فنية فريدة لتقديم أحلام شباب المسرح الواعد وإبراز طاقاتهم وإتاحة الفرصة لهم للعرض والتنافس على نطاق أوسع خارج حدود الأقاليم الضيقة، وهو ما يمثل بالفعل قُبلة الحياة وحجر الارتكاز التى بنيت عليه قواعد المسرح المصرى، وجهز عشرات الفنانين للمشاركة فى الحياة الفنية بصورة أكبر وأكثر تأثيرًا، من خلال البيت الفنى والمسرح القومى أو حتى من خلال السينما والدراما التليفزيونية.

وبالنسبة للعروض المسرحية، فقد حمل لى هذا العام مفاجأة سارة أثناء مشاركتى فى لجنة اختيار عروض مهرجان الحرية للإبداع فى دورته التاسعة، حيث شاهدت العرض المسرحى «إننى أب مثالى»، الذى أعده وأخرجه صهيب عصام، وقام كذلك بتمثيله، وهو مأخوذ عن نص مسرحى بنفس الاسم ليورج منيكه وبايتس ماير، وكذلك لمقاطع من «رسالة إلى الوالد»، لفرانز كافكا، بالإضافة إلى مساحة كبيرة متروكة للارتجال والأداء الحر.

وبالنسبة للشخصيات، فأعتقد أن تولى الدكتور سامح مهران رئاسة مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى فى دورته الثلاثين كان بمثابة عودة قوية للمهرجان لمساره الصحيح بعد فترة من العطب والخفوت أصابته فى السابق.