رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د. سلوى العوادلى عميد «إعلام القاهرة»: قنوات «المتحدة» كسرت الجليد وواجهت المنصات المعادية للدولة المصرية

الدكتورة سلوى العوادلى
الدكتورة سلوى العوادلى

قالت الدكتورة سلوى العوادلى، القائم بأعمال عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، إن مهمتها الحالية تتمثل فى الحفاظ على الإنجازات التى حققتها الكلية، والعمل على أن تكون دائمًا فى القمة، لافتة إلى أن الكلية فى حالة تطوير مستمر وتقييم تعليمى دائم.

وفى أول حوار لها عقب توليها منصبها، رأت سلوى العوادلى أن أكبر تحدٍ يواجه طلاب الإعلام هو صعوبة التحاقهم بسوق العمل، مشيرة إلى أن الكلية تسعى للتغلب على ذلك من خلال عقد الشراكات والتعاون مع الجهات المعنية بالصحافة والإعلام.

■ ما خطتك لإدارة وتطوير الكلية؟

- كلية الإعلام جامعة القاهرة هى مؤسسة متميزة لها مكانتها على المستوى الدولى، ولدينا العديد من الخبرات والدراسات الإعلامية، وخطة تطوير الكلية تعتمد فى الأساس على إرضاء جميع الأطراف التى تتعامل مع الكلية، من أجل التطوير والتحسين وتحقيق جودة الخدمة التعليمية المُقدمة، كل هذا جعل الكلية تحصل على الجودة المحلية وشهادة الأيزو والاعتماد الدولى. 

ودورنا- فى هذه الفترة- الحفاظ على هذه الإنجازات، التى وصلت إليها الكلية، إضافة إلى العمل على أن نكون دائمًا فى القمة، ويوجد لدينا تطوير مستمر، والكل يشارك فيه، ونركز على التميز، ونحن فى تقييم تعليمى دائم لكى نطور المعايير، الكلية أيضًا لها بعض نقاط القوة والضعف.

■ ما نقاط القوة والضعف؟

- نحن لدينا العديد من نقاط القوة، ولكن هناك نقاط ضعف أيضًا نعمل على معالجتها، ونقاط القوة تتمثل فى تطبيق معايير الجودة وحصولنا على الأيزو، والتعاون والشراكات مع العديد من الجهات المعنية، وأيضًا تنمية مواردنا الذاتية، ولدينا عدد كافٍ ومؤهل من أعضاء هيئة التدريس، فنحن أقدم وأعرق كلية، ومن نقاط القوة أيضًا أنه يوجد تحديث دائم فى الدراسات والمناهج وغيرها.

أما نقاط الضعف التى نعانى منها، فهى ندرة المشاريع البحثية، وعدم التسويق جيدًا لخدمات الكلية وعدم الميكنة الكاملة، ومن التحديات التى تواجهنا، خاصة فى هذه الفترة، وجود منافسين، مثل كليات الإعلام فى الجامعات الخاصة، وهناك تهديد بصعوبة نزول الطلاب إلى سوق العمل، وهذا ما نعالجه حاليًا.

ومن ضمن خطة تطوير الكلية تنظيم ملتقى توظيف للطلاب، إضافة إلى الاستعانة بخبراء من المؤسسات الصحفية والإعلامية لتدريب الطلاب والتدريس لهم.

■ كيف تساعد الكلية الطلاب لكى يقتحموا سوق العمل؟

- عدم انتشار طلاب كلية الإعلام فى السوق أزمة، نسعى للتغلب عليها من خلال شراكات وتعاون، وسيتم التعاون فى الفترة المقبلة مع الجهات المعنية بالصحافة والإعلام، وفى الأشهر الماضية، تم التعاون مع مدينة الإنتاج الإعلامى والعلاقات العامة فى المطار، ونحاول تحصيل الخبرات لتدريب طلابنا هنا فى جامعة القاهرة، وهناك تدريب ممول أو مدفوع يتم توفيره، حيث يدفع الطالب جزءًا من المصروفات للتدريب، ونستضيف الخبرات فى سوق العمل لتدريس طلابنا فى الدراسات العليا أو البكالوريوس.

وحتى نتغلب على هذه النقطة، نعمل على التعاون مع القنوات التليفزيونية والصحف، لتوفير تدريبات للطلاب، ليتم بعد ذلك توفير فرص عمل لهم والانخراط فى سوق العمل. 

ويوجد لدينا تطور هائل فى تكنولوجيا الاتصال، ونعمل على دمج هذا فى المقررات الدراسية، وننفذ أساليب جديدة فى التدريس، بخلاف المقررات الجديدة التى لها علاقة بالمجال، وندرب أعضاء هيئة التدريس أيضًا، ومؤخرًا دربنا أعضاء هيئة التدريس على استخدام الذكاء الاصطناعى، ونحن كلية عملية أكثر منها نظرية، لذلك التدريب مهم لنا، ونعمل أيضًا على التطوير المستمر للبنية التحتية، وكل إدارة لها خطة للتطوير والتحسين تسير عليها بما يخدم طلابنا.

■ لماذا تم تغيير نظام الامتحانات من «البابل شيت» إلى «المقالى»؟

- لم نغير النظام، ولكن جمعنا بين أسئلة الاختيار والمقال و«صحيح وخطأ»؛ لأن الأسئلة المقالية مهمة لقياس بعض المهارات للطلاب، مثل الإبداع وحل المشكلات، وواجهنا فى البداية مشكلة مع الطلاب، لأنهم اعتادوا على «البابل شيت»؛ لأنه أحدث أسلوب فى التقييم، ولكن خريج الإعلام لا بد أن تكون لديه مهارة الكتابة، لذلك أضفنا الأسئلة المقالية.

■ لماذا لا يتم التسويق لمشروعات التخرج الخاصة بطلاب الكلية؟

- مشروعات تخرج طلابنا بها مادة ثرية جدًا، وهى مشروعات رائعة، وأفكارها خارج الصندوق، وتوجد فيها مهارة احترافية، لذلك نحاول الآن التسويق لمشروعات الطلاب، لأن بها مهارات إبداعية، سأدعو خبراء من سوق العمل وأصحاب شركات ووكالات إعلانية من أجل تسويق هذه المشروعات، وهذا شغلى الشاغل الفترة المقبلة.

■ كيف تجرى الكلية توعية مجتمعية؟

- التوعية المجتمعية مسئولية وكالة الكلية لشئون خدمة المجتمع والبيئة، هذه الوكالة تؤدى عملًا رائعًا ونفذت معارض خيرية، وأسست المكتب الأخضر المرتبط بالتنمية المستدامة، وهناك مشروعات تمت فى مجالات الصحة والسلامة المهنية، وتم استخدام المنتجات الصديقة للبيئة، كل هذا تم فى إطار التوعية المجتمعية، إضافة إلى البرامج التثقيفية فى كل المجالات، وتنظيم دورات الذكاء الاصطناعى، وننفذ دورات لتنمية وعى الطلاب بالمجتمع ومشكلاته وكيفية العمل على حلها، ودورات تدريبية عن الكوارث والأزمات وكيفية حلها.

■ لماذ انخفض تأثير ودور المراكز البحثية فى كلية الإعلام؟ وهل هناك عقبات تواجهها؟ 

- لدينا مركز بحوث الدراسات والرأى العام، ومركز بحوث المرأة، ومركز خاص بالتوثيق الإعلامى، وتم إنشاء مركز التواصل الحضارى والثقافى فى ٢٠٢٢ للعمل على ملف العلاقات الدولية وفرص الدراسة بالخارج، ويوجد بالفعل لدينا بعض المشكلات التى نعمل على حلها الآن، أبرزها قلة الموارد وهو عائق يقابلنا، إضافة إلى أن بعض المراكز كانت مجمدة وعادت للعمل من جديد، وبدأت الآن تخطو خطوات محسوسة ويتم تطويرها ضمن خطتنا الحالية.

■ هل مجال الإعلام لا يزال جاذبًا للطلاب؟

- أتحدث من ضوء الاختبارات فى الكلية، كان الطلاب يقولون إن كلية الإعلام ستظل الحلم بالنسبة لهم، فهو مجال جاذب للطلاب، ولكن أقول إن سوق العمل تعتمد على مهارات كثيرة، منها مهارة الحديث والتواصل، ومهارات أخرى لا بد من أكتسابها، مثل مهارة استخدام التكنولوجيا فى ضوء التحول الرقمى الذى نعيشه، لذلك لا بد من تطوير المهارات، السوق أيضًا أصبحت جاذبة بسبب تعدد القنوات الفضائية، والمكون الإعلامى فى كل الوزارات والمشروعات القومية التى تنفذها الدولة المصرية حاليًا، والعمل فى سوق الإعلام ليس سهلًا، لكنه ما زال جاذبًا.

■ ما رأيك فى ظاهرة نجوم «التيك توك»؟

- مسألة «الترند» ظاهرة غريبة، كل من يريد الشهرة يصور فيديو غريبًا ويرفعه على «التيك توك»، المشكلة ليست فى الأشخاص، ولكن فى الهالة التى يتم صنعها حولهم، لأن جميعهم جمعوا ملايين دون محتوى مفيد، فيلم «بيت الروبى» نجح لأنه مس هذه المشكلة التى نعانى منها جميعنا، فبطلة الفيلم سيدة تعرضت للفضيحة بواسطة «السوشيال ميديا»، هذا مثال، ولدينا ضحايا بسبب الاستخدام السيئ لـ«السوشيال ميديا»، فقد أصبحت نقمة علينا، لذلك لا بد من إعادة ترشيد استخدامها.

■ من وجهة نظرك.. هل تعانى الصحافة الورقية من التراجع؟

- الصحافة الورقية أصبحت قضية جدلية فى ظل «السوشيال ميديا»، ولكن لدينا فئات ما زالت تحب وتؤمن بالصحافة الورقية، أى وسيلة جديدة تظهر لم تلغِ ما قبلها، لذلك لن تزول الصحافة الورقية.

■ كيف عملت القنوات الحالية على مواجهة الإعلام المُعادى؟

- مصر تخطو خطوات رائعة فى مواجهة الإعلام المعادى، عبر القنوات والبرامج التى أطلقتها الشركة المتحدة، لأنها تؤدى دورًا مهمًا فى التوعية، وكسرت الجليد وقضت على التعتيم الإعلامى.

■ يتردد كثيرًا حديث حول وجود أزمة فى الدراسات العليا بسبب اتجاه الأساتذة الكبار للتدريس فى الجامعات الخاصة؟

- نحاول قدر المستطاع تطوير وتحديث الدراسات العليا بالبرامج الدراسية الجديدة حتى تواكب التطور الحالى، ونستعين بخبراء، وقلة الموارد ليست عقبة أمامنا، وأصبحنا نستعين بخبراء من المؤسسات الإعلامية لنسد هذه الفجوة ونعمل على حلها، ولكى نحسن اختيار المدربين، وهو أمر ضمن خطة التطوير.

■ ما هى رسالتك لطلابك الحاليين؟

- أتمنى لهم كل التفوق والتميز، وأن يكون الإبداع شعارهم، فجامعة القاهرة هى مكان لتربية العقول وتهذيب الأخلاق، قبل أن تكون مكانًا للعلم.

نجوم «التيك توك» جمعوا ملايين الجنيهات دون محتوى مفيد و«السوشيال ميديا» أصبحت نقمة علينا

■ ما النموذج الأمثل للرقابة الإعلامية؟

- الأهم من الرقابة الإعلامية، الرقابة الذاتية، المشكلة الآن ليست فى المؤسسات الصحفية والإعلامية، ولكن المشكلة فى القائمين على صناعة الإعلام، سواء فى القنوات أو السوشيال ميديا، لا بد من وجود «كود استايل أخلاقى» يسمح بعقاب المخالف، لذلك الرقابة الذاتية مهمة لأن الكلمة أمانة، والآن الجهات المعنية بالإعلام فى مصر أسست كودًا أخلاقيًا للقائمين على «السوشيال ميديا»، الرقابة مهمة، خاصة أنه يوجد العديد ممن يخرجون عن القواعد المهنية الصحيحة.