رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هزيمة مجرم الحرب.. عدوان غزة يهدد «نتنياهو»: فتح ملف الفساد والإطاحة به

مجرم الحرب
مجرم الحرب

يواجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، ضغوطًا دولية وداخلية كبرى، بهدف إنهاء جرائم الحرب التى يرتكبها فى غزة، وقد أصبح من المرجح أن ينتهى مستقبله السياسى بأسوأ طريقة، أيًا كانت نتيجة الحرب، لذا يسعى لإطالة زمن الصراع للبقاء فى السلطة أكبر وقت ممكن.

وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن إصرار «نتنياهو» على استمرار الحرب فى غزة يرجع إلى رغبته فى حماية منصبه كرئيس للوزراء، فحكومة الوحدة التى شكّلها فى زمن الحرب سوف تُحل بعد انتهاء الصراع، وأى حل لقضية غزة يشمل جهات فلسطينية، مثل عودة السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية، يهدد الاستقرار لحكومته الائتلافية اليمينية المتطرفة.

وتابعت الصحيفة أن انتهاء الحرب يعنى عودة محاكمته مرة أخرى بتهم الفساد المالى والسياسى، وبإجراء انتخابات جديدة من المؤكد أنه لن يفوز بها.

«دانون» و«جانتس» و«لابيد» يزلزلون عرش رئيس الوزراء بعد الخسائر الكبرى فى صفوف الجيش الصهيونى

أفادت مجلة «نيويوركر» الأمريكية بأنه وفقًا لاستطلاعات الرأى، فإن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، بدأ يفقد شعبيته، ويريد الناخبون أن يترك منصبه بعد انتهاء الحرب فى غزة، إن لم يكن قبل ذلك.

وأوضحت المجلة: «واجه نتنياهو انتقادات واسعة النطاق لسماحه بوقوع عملية طوفان الأقصى، ويعارضه الآن بعض أعضاء حزب الليكود الذى يتزعمه، ويرون أنه لم يكن على قدر المسئولية فى الحرب التى قتلت بالفعل، وفقًا لأرقام وزارة الصحة فى غزة، قرابة ٢١ ألف فلسطينى فى غزة، ٤٠٪ منهم من الأطفال».

وتابعت أن أبرز الذين يهددون منصب «نتنياهو»، هو بينى جانتس، الوزير فى حكومة الحرب، إضافة إلى يائير لابيد، المعارض القوى، ودانى دانون، عضو الكنيست، الذى تحدى نتنياهو مرتين على قيادة الحزب، وعمل أيضًا سفيرًا لإسرائيل لدى الأمم المتحدة من عام ٢٠١٥ حتى ٢٠٢٠.

وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، مطلع الشهر الحالى، أن «دانون» يستعد لمواجهة نتنياهو مرة أخرى.

وأضافت الصحيفة أن «دانون» على عكس «جانتس» و«لابيد»، لا ينتقد «نتنياهو» علنًا فى الوقت الحالى، ولكن كل رسائله انتقادات ضمنية لتعامل «نتنياهو» مع القضية الفلسطينية، موضحة: «على الرغم من أن دانون يعارض قيام دولة فلسطينية، لكنه لا يوافق على سقوط عشرات الآلاف من القتلى فى غزة، والخسائر الكبرى التى منى بها الجيش الإسرائيلى فى معركته فى غزة».

وأشارت إلى أنه بالرغم من أن شعبيته ليست بنفس قوة شعبية «جانتس» أو «لابيد»، إلا أن «دانون» لديه أفكار مشابهة كثيرًا لما يفضله المجتمع الإسرائيلى.

يتمسك بالسلطة ويوبخ «بايدن» ويطيل أمد الحرب خوفًا من السقوط

أكدت شبكة «إن بى سى نيوز» الأمريكية أن «نتنياهو» أمضى الأشهر الماضية فى المناورة، للحفاظ على السلطة وتعزيز الدعم الشعبى، وسط هجمات من المنافسين السياسيين، وضغوط من إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، وانتقادات دولية متزايدة لطريقة تعامله مع الحرب مع حماس.

وتابعت «إن بى سى نيوز» أن هناك محاولة واضحة للتلاعب بالقاعدة اليمينية فى إسرائيل، فقد انفصل «نتنياهو» علنًا- هذا الأسبوع- عن الرئيس جو بايدن، ورفض أى حديث عن حل الدولتين للصراع الإسرائيلى الفلسطينى، ووصف اتفاق أوسلو للسلام، الذى أنشأ السلطة الفلسطينية فى عام ١٩٩٤ ومنحها سلطة حكم الضفة الغربية وغزة، بأنه «خطأ لا ينبغى أن يتكرر»، وكان هذا البيان بمثابة توبيخ صريح لـ«بايدن»، الذى دعا إلى تشكيل سلطة فلسطينية متجددة لحكم غزة بعد هزيمة «حماس».

وأوضحت أن خطوات «نتنياهو» تأتى فى أعقاب تصريحات كثيرة أصدرها الزعيم الإسرائيلى لتحقيق مكاسب سياسية خاصة به، وفقًا لمسئولين إسرائيليين حاليين وسابقين، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، وقد تصدى «نتنياهو»، رئيس الوزراء الأطول خدمة فى إسرائيل، مرارًا لمحاولات إزاحته فى السنوات الأخيرة، من خلال عقد تحالفات مع الأحزاب السياسية اليمينية.

وقال مسئولون أمريكيون وإسرائيليون، للشبكة، إنهم يخشون من أن يكون «نتنياهو» قد تبنى بعض المواقف فى الحرب ضد حماس لإطالة أمد بقائه السياسى.

وأضافوا أنه نظرًا لموقفه السياسى الضعيف والتوقعات الواسعة النطاق بأنه يمكن تهميشه بمجرد انتهاء القتال فى غزة، فإن نتنياهو لديه دافع قوى لإطالة أمد الهجوم العسكرى.

وقال أحد المشرعين الأمريكيين، الذى طلب عدم ذكر اسمه، للشبكة: «لديه كل الحوافز لمواصلة الحرب، لضمان بقائه السياسى».

وفى الوقت نفسه، أصبحت إسرائيل معزولة دوليًا بشكل متزايد، بعدما بلغ عدد القتلى الفلسطينيين فى الصراع أكثر من ٢١ ألف فلسطينى، ٧٠٪ منهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة فى غزة، ونزوح الغالبية العظمى من سكان الإقليم، البالغ عددهم ٢.٢ مليون نسمة، ويقدر أن نصفهم يواجهون المجاعة، وفقًا للأمم المتحدة.

وقال مسئول إسرائيلى حالى إن نتنياهو يتحول نحو اليمين مع اقتراب التكلفة السياسية المحلية، لفشل حكومته فى منع هجوم ٧ أكتوبر.

انهيار شعبيته بدأ قبل 7 أكتوبر وأصبح يشبه «البحر الميت»

وأكدت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن انهيار شعبية «نتنياهو» لم يأتِ بسبب عملية طوفان الأقصى فقط، فقد بدأ الأمر قبل عقد من الزمان، بدعوات تطالبه بالاستقالة، لأسباب عديدة: «تزايد مستويات عدم المساواة، وأزمة الإسكان فى إسرائيل، وميله إلى الشعبوية، وفضائح الفساد المتعددة التى تورط فيها ولا يزال قيد المحاكمة، ومؤخرًا، محاولات لإجراء إصلاح قضائى». وتابعت «الجارديان»: «اليوم يبدو مستقبله هشًا، حتى فى خضم حرب جديدة فى غزة».

وقالت صحيفة «هآرتس»، ذات التوجه اليسارى، فى مقال لاذع، إن أسوأ نقطتين على هذا الكوكب تقعان فى إسرائيل، وهما «البحر الميت وسلوك بنيامين نتنياهو»، أحدهما ظاهرة طبيعية، والآخر خطأ سياسى فادح. ولفتت الصحيفة إلى أن أعضاء من حزب الليكود أجروا مقابلات أشاروا فيها إلى أن «نتنياهو» قد يكون وصل أخيرًا لنهاية مسيرته السياسية، كما أن الافتقار إلى الدعم لحوالى ١٢٠ ألف شخص شردتهم الحرب، واللامبالاة تجاه عائلات ما يقدر بنحو ٢٤٠ محتجزًا لدى حماس، قد أدى إلى تفاقم الغضب الشعبى الإسرائيلى. وتابعت أن ٧٦٪ من الجمهور الإسرائيلى غير راضين عن أداء الحكومة فى أعقاب هجوم حماس، وفقًا لاستطلاع للرأى أجراه معهد الحرية والمسئولية التابع لجامعة رايخمان بعد عشرة أيام من الهجوم، وانخفض الدعم لنتنياهو نفسه، والذى كان يتراجع بالفعل إلى درجة إجمالية قدرها ٣.٩ من أصل ١٠.