رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسيون فلسطينيون: الاحتلال يبحث عن هدنة لتخفيف الضغط الدولى وتقليل خسائره

الاحتلال
الاحتلال

قال خبراء وسياسيون فلسطينيون إن الاحتلال الإسرائيلى يسعى إلى عقد هدنة جديدة مع الفصائل الفلسطينية، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بأحكام مؤبدة، فى ظل تعثر حربه على القطاع وتعرضه لخسائر فادحة وفشله فى تحرير الأسرى.

جهاد أبولحية: مجلس الحرب يسعى لتحقيق مطالب عائلات المحتجزين

قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن عدوان إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة ما زال مستمرًا بعد مرور ٧٤ يومًا كاملة، حيث تستمر آلة القتل الإسرائيلية فى ارتكاب الجرائم المتتالية بحق المدنيين والأماكن المدنية فى قطاع غزة، مخالفة فى ذلك القانون الدولى والقانون الإنسانى الدولى.

وذكر أن هذه الجرائم الإسرائيلية قد أدت إلى وقوع نحو ١٠٠ ألف فلسطينى بين شهيد وجريح، وهذا الرقم الكبير يوضح مدى الإجرام الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى.

وقال إن هناك ضغطًا كبيرًا من الجمهور الإسرائيلى، وتحديدًا من عائلات المحتجزين، على مجلس الحرب الإسرائيلى، للذهاب نحو صفقة جديدة للأسرى، وهذا الضغط قد أحدث تغييرًا فى موقف مجلس الحرب الذى بات يبحث عن صفقة جديدة، وهذا ما عبر عنه بصراحة، من خلال إرساله رئيس الموساد الإسرائيلى للقاء الوسطاء، من أجل البحث عن صفقة جديدة لتبادل الأسرى.

وتابع: «الولايات المتحدة الأمريكية ترغب فى أن تتم عملية تبادل جديدة والوصول إلى هدنة مؤقتة، للتخفيف من الضغط الدولى الرافض استمرار العدوان الإسرائيلى على القطاع، وباتت هذه الجرائم تحرج أمريكا أمام المجتمع الدولى الذى فى معظمه يرفض استمرار العدوان».

وذكر أن هذه الرغبة الإسرائيلية والأمريكية تعارضها رغبة الفصائل الفلسطينية، التى رهنت أى اتفاق لتحرير المحتجزين، بوقف كامل للعدوان الإسرائيلى، وبالتالى سيكون أمام الوسطاء دور كبير للتقريب بين الرغبتين المتناقضتين، تمهيدًا للوصول إلى وقف إطلاق النار، إما بشكل مؤقت أو بشكل كامل.

وبيّن أن إسرائيل تحاول تقديم بعض الاقتراحات التى ترى من وجهة نظرها أنها قد تدفع بالفصائل الفلسطينية إلى الموافقة، نحو اتفاق جديد لتبادل الأسرى فى إطار هدنة مؤقتة، ومن ضمن هذه الاقتراحات إظهار الرغبة الإسرائيلية فى الموافقة على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين لديهم أحكام عليا ومؤبدات كثيرة، والتى كانت ترفض إطلاق سراحهم نهائيًا فى أى صفقة سابقة. وحول الأوضاع فى البحر الأحمر وتأثيرها على الحرب فى غزة، قال «أبولحية» إن جماعة الحوثيين فى اليمن شكلت قوة ضغط إضافية على دولة الاحتلال الإسرائيلى، حيث تمنع أى سفينة تدخل من مضيق باب المندب إلى إسرائيل، ما شكل ضررًا مباشرًا لها نتيجة هذه التصرفات فى البحر الأحمر.

عزيز العصا: صمود الغزاوية كسر الأوهام الإسرائيلية

قال عزيز العصا، الباحث والكاتب السياسى الفلسطينى، إن الأوضاع فى غزة لا تسير لصالح إسرائيل لعدد من الأسباب، منها صمود أهل غزة فى مواجهة مخططات التهجير، التى كان للموقف المصرى الدور الأساسى والمهم فى إحباطها، برفض التعاطى مع تلك المخططات أو الاستجابة لها.

وأضاف: «أهل غزة تفانوا بالصمود فى مواجهة الحمم النارية من طيران الاحتلال، وهدم المنازل على رءوس أصحابها، وعشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين والأسرى، وهذا كله لم يفتّ فى عضد الغزيين».

وتابع أنه: «على مستوى الميدان العسكرى، شهدنا جميعًا الهزيمة المدوية لقوات الاحتلال على الأرض، وعجزها عن السيطرة على أى شبر من غزة، وتهاوى دباباتها وسقوط جنودها بين قتلى وجرحى، كما عجز الاحتلال عن تحقيق أى فعل حقيقى، مهما كان صغيرًا، لصالح محتجزيه لدى المقاومة».

وأكمل: «كل هذا وغيره من الأسباب الداخلية لدى المجتمع الإسرائيلى، اقتلعت الشجرة التى صعد عليها كل من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والكابينت والحكومة الإسرائيلية، وجعلت من شعاراتهم العدوانية والحاقدة واللا إنسانية، محض أوهام فقدت معانيها».

وأشار إلى أنه نتيجة لكل هذا، فإن الاحتلال سيتجه نحو وقف إطلاق نار، وفق الشروط الفلسطينية، ما لم تحدث مفاجأة تغير الموازين.

جهاد الحرازين:  الصهاينة لجأوا للتصعيد واستهداف المدنيين لفشلهم فى تحقيق أى من أهدافهم المعلنة

قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادى بحركة فتح، إن الأوضاع ما زالت تشهد حالة من التصعيد الكبير، الذى يستهدف كل ما هو فلسطينى، خاصة مع فشل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، فى تحقيق أى من أهدافه التى أعلن عنها فى سياق العملية العسكرية.

وأضاف: «لذلك ذهب الاحتلال باتجاه المزيد من التصعيد، وإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر بالمدنيين الفلسطينيين، واستهداف ما تبقى من مقومات الحياة فى كل المناطق الفلسطينية، ودفع المواطنين للنزوح إلى مناطق غير مؤهلة أو قابلة للحياة لعدم توافر تلك المقومات، وترك المواطنين فريسة للجوع والمرض والأوبئة والعطش والبرد». وتابع: «بعدما بدأ الاحتلال يتلقى الخسائر فى صفوف جيشه وآلياته العسكرية، وحتى قتل محتجزيه وقتل جنوده لبعضهم البعض، ومع تزايد الضغوط الداخلية على نتنياهو والضغوط الإقليمية والدولية، بدأت تلوح هناك فى الأفق رؤية تذهب باتجاه إيجاد هدنة تؤدى إلى تبادل للأسرى لدى الجانبين».

وقال: «أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لرئيس جهاز الموساد لبدء الاتصالات مع الوسطاء، وفى نفس الاتجاه ستقبل الفصائل بهدنة تؤدى لوقف إطلاق النار، وستكون الهدنة مصلحة لكلا الطرفين». وحول تاثير الأوضاع بالبحر الأحمر على مجريات حرب غزة، قال إن هذا أمر فى غاية الخطورة، يؤثر سلبًا على بعض دول المنطقة، ويؤدى إلى تدمير طريق التجارة الدولى الرئيسى، خاصة بعد إعلان العديد من شركات النقل البحرى عدم مرورها بالبحر الأحمر، ولذلك تأثيرات اقتصادية كبرى على دول المنطقة والعالم. وذكر أن هذا الأمر دعا أمريكا لتشكيل قوات أو تحالف دولى لحماية الملاحة بالبحر الأحمر، وهذا يشكل خطورة على الدول المشاطئة للمنطقة، فى ظل التحكم الأجنبى بهذا الممر التجارى البحرى. وتابع: «هذا الأمر لن يكون له تأثير ملموس على مجريات الحرب، خاصة أن هناك دعمًا مقدمًا من الولايات المتحدة والغرب لدولة الاحتلال، وكذلك هناك اتصالات تجرى مع الحوثيين من الأمريكان لعدم التعرض لهذا الممر الملاحى، وترك حرية الملاحة فيه، فى ظل رغبة أمريكا بعدم توسعة نطاق الصراع بالمنطقة».