رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ولاية جديدة للرئيس

بـ٣٩ مليونًا و٧٠٢ ألف و٤٥١ صوتًا، هى ٨٩٫٦٪ من إجمالى عدد الأصوات الصحيحة، فاز الرئيس عبدالفتاح السيسى بولاية رئاسية جديدة. ولمّا كنا قد توقعنا هنا، وفى جريدة «الأهرام»، ألا تقل نسبة المشاركة عن ٦٥٪، لم نفاجأ حين أعلن المستشار حازم بدوى، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، فى مؤتمر عقده أمس، الإثنين، عن نسبة المشاركة «الأعلى فى التاريخ»، التى بلغت ٦٦.٨٪ ممن يحق لهم التصويت، وكان لافتًا أن عدد الأصوات الباطلة، عمدًا أو سهوًا، تجاوز الـ١٪ بقليل.

مع الرئيس، المرشح المستقل، الذى ستنتهى وستتجدّد ولايته، فى أبريل المقبل، تنافس ثلاثة مرشحين يمثلون أحزابًا سياسية: حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى، ثانى أكبر الأحزاب تمثيلًا فى مجلس النواب، الذى احتل المركز الثانى بنسبة ٤.٥٪، وفريد زهران، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، الذى حصل على ٤٪، ثم الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، الذى حل فى المركز الأخير بنسبة ١.٩٪. وكانت «الهيئة الوطنية للانتخابات» قد أكدت، يوم الجمعة، عدم تلقيها أى طعون من المرشحين الأربعة أو وكلائهم على القرارات الصادرة من اللجان العامة بشأن عملية الاقتراع، خلال الموعد المقرر لهذا الإجراء. كما أشارت إلى أن اللجان العامة لم تتلق أى تظلمات من المرشحين أو وكلائهم فى شأن جميع المسائل التى تتعلق بعملية الاقتراع، خلال المواعيد المقررة والمحددة ببداية أيام الاقتراع وحتى انتهاء أعمال الفرز وإعلان الحصر العددى للأصوات بكل لجنة عامة.

شارك فى الانتخابات ٤٤ مليونًا و٧٧٧ ألفًا و٦٦٨ صوتًا، بينما كان عدد المشاركين فى انتخابات ٢٠١٤ الرئاسية ٢٥ مليونًا و٥٧٨ ألفًا و٢٢٣ صوتًا، بنسبة مشاركة بلغت ٤٧.٤٥٪، مقابل ٤٦.٤١٪ هى نسبة المشاركين فى الجولة الأولى من انتخابات ٢٠١٢، الذين كان عددهم ٢٣ مليونًا و٣٢٤ ألفًا و٥١٠ أصوات، قبل أن يصل العدد إلى ٢٦ مليونًا و٤٢٠ ألفًا و٧٦٣ صوتًا، وترتفع النسبة إلى ٥١.٨٥٪، فى الجولة الثانية، المشكوك فى نزاهتها ونتيجتها وعدد المشاركين فيها. أما فى انتخابات ٢٠١٨، فلم يصل عدد المصوتين فيها إلى ٤٢٪، وكان فوز الرئيس السيسى الحتمى، على منافسه الوحيد، هو ما جعل مؤيديه يتكاسلون عن الإدلاء بأصواتهم، وهذا ما تكرّر، أيضًا، فى هذه الانتخابات، نسبيًا أو بدرجة أقل.

مثلًا، حين قال بعض المواطنين لموقع «الحرة» إنهم لن يشاركوا فى الانتخابات، أرجعوا ذلك إلى أنها «محسومة» للسيسى، وأن «نتيجتها معروفة مسبقًا»، لكن من ناحية أخرى، قال مواطنون إنهم سيدلون بأصواتهم، وأكدوا أن السبب الذى يدفعهم لذلك، رغم الأزمة الاقتصادية الكبيرة، هو «إما الثقة فى السيسى، أو الظروف الإقليمية التى تحتّم عليهم دعم السلطة الحالية من أجل الاستقرار».

فى تقرير عنوانه «رغم تدهور الاقتصاد.. لماذا ترجَّح كفة السيسى فى انتخابات مصر؟» ذكر الموقع الأمريكى، أمس الأول الأحد، أنه حينما تواصل مع عدد من المواطنين للحديث عن الانتخابات وأهميتها أو إمكانية مشاركتهم فيها من عدمها، كان الحديث عن مرشح واحد فقط، هو الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى. ونقل الموقع عن عدد من الناخبين «إنه لم يكن فى تفكيرهم المشاركة فى الانتخابات والتصويت، بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، لكن الحرب الدائرة فى قطاع غزة ووسط سيناريو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، المثير للقلق، رأوا أن هناك أولويات وأمورًا أهم من أخرى».

.. أخيرًا، ولأن مستقبل هذا الوطن، والأوطان عمومًا، لا تصنعه الشعارات، أو المزايدات، أو الخطوات غير محسوبة العواقب، اختار حوالى ٤٠ مليونًا من هذا الشعب إعادة انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى لولاية جديدة، وكلفوه، ضمنيًا، باستكمال بناء الجمهورية الجديدة، التى بدأ فى تأسيس قواعدها منذ حوالى ١٠ سنوات، وكذا باستكمال تنفيذ «رؤية مصر ٢٠٣٠»، خلال السنوات الست، التى ستبدأ فى ٣ أبريل المقبل، بعد أن تمكّن من إعادة رسم خريطة الدولة التنموية، واستطاع أن ينقل غالبية محافظاتها، مراكزها، قراها، كفورها، ونجوعها، من الفقر وتسوّل الخدمات، إلى الحياة اللائقة والكريمة.