رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالمنعم سعيد: السيسى حافظ على مصر من «مغامرات العهود السابقة» وبناء الدولة أولويته

الدكتور عبدالمنعم
الدكتور عبدالمنعم سعيد

وصف الكاتب عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسى، نجاح مصر فى إدارة أزمة العدوان على غزة، بأنه أكبر تتويج للتجربة الدبلوماسية الرئاسية، التى كان لها فضل فى تحسين علاقات مصر الخارجية.

وشدد «سعيد»، فى الجزء الثانى من لقائه الكاتب الصحفى، الدكتور محمد الباز، عبر برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، على نجاح الرئيس السيسى فى تنفيذ استراتيجية مزدوجة، تتضمن القضاء على الإرهاب، وفى الوقت نفسه تنفيذ عملية التنمية فى ربوع الجمهورية.

وروى عضو مجلس الشيوخ كيف تمكنت الدولة بقيادة الرئيس السيسى من القضاء على خطر «الإخوان»؟ مشيرًا إلى أن إرهابهم لم يكن عاديًا، وكانوا «معششين فى البلد» بأفكارهم ومدارسهم ومحالهم التجارية، وغير ذلك، فضلًا عن كون التنظيم تركيبة عالمية قادرة على التلون مثل الحرباء، حتى إنه يعيش فى الولايات المتحدة كفصيل ليبرالى.

■ كيف رصدت التوزان بين معركتى القضاء على الإرهاب والتنمية والبناء؟

- عملية تثبيت أركان الدولة المصرية، التى تحدث عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى، كانت تتضمن تنفيذ تنمية والقضاء على ما يهدد الدولة.

والإرهاب فى مصر لم يكن عاديًا، لأن جماعة الإخوان المسلمين أنشئت منذ عام ١٩٢٨، وهم «معششين فى البلد بأفكارهم ومدارسهم ومحلات السوبر ماركت الخاص بهم»، ولديهم تغلغل فى المجتمع لم ينجح فى تحقيقه أى حزب آخر، مثل حزب الوفد مثلًا، مع أنه حزب مصرى قديم، لكن لم يتغلغل فى المجتمع مثل الإخوان، وهم فصيل من الأحزاب التى يعد العنف جزءًا من الهيكل الخاص بها منذ بداية تأسيسها، وهم لديهم حقيقة مطلقة مرتبطة بالدين، وبالتالى أى خروج عليهم يعد كفرًا وله جزاء بالنسبة لهم، وكانوا يريدون تدمير البلد فى عهد سيد قطب.

وبقاء الدولة كان مهمًا فى هذه اللحظة، إذ كان الإخوان يضربون أعمدة الكهرباء والمناطق السياحية، وكان من الواضح أن لديهم اتصالات مع جماعتى أنصار بيت المقدس وداعش وغيرهما، ومَن عمل منهم فى الإعلام كان لديه حقد نارى على البلد.

وكل القوى فى مصر، من الشيوعيين إلى غيرهم، لديها مرجعية وقيمة وعادات مصرية، ولكن الإخوان لا يملكون ذلك، هم لديهم كراهية غير طبيعية للبلد ولا يخافون على مصر، وعندما تحدث أزمة ينظرون ماذا ستفعل الدولة المصرية، ولو قميصك أبيض يقولون لك لماذا؟ البس أسمر.

والإخوان تركيبة عالمية قادرة على التلون مثل الحرباء، ويعيشون فى أمريكا كفصيل ليبرالى، هم يتقنون تجنيد الأشخاص واستغلال الأطفال، والإخوان هم البذرة الكبيرة التى صنعت الإرهاب بكل أشكاله، وتظل مصر هى الجائزة الكبرى بالنسبة للإخوان.

■ كيف رأيت توجه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اتخاذ المسارين بمحاربة الإرهاب وتنفيذ بالتنمية فى وقت واحد؟

- كان يتم بناء الدولة كأنه لا يوجد هناك إرهاب، وكانت الدولة تحارب الإرهاب كأنه لا توجد هناك تنمية، وهذا المبدأ الاستراتيجى تم تنفيذه؛ لأن المحورين متكاملان، والرئيس سياسى للغاية، وكان الجميع ينظر كيف سيفعل ذلك فى وقت واحد؟ لأن تنمية الموارد لها تكلفة، وفكرة العرق والدماء ستكون الثمن لنقل البلد لمرحلة تاريخية من النقطة «أ» إلى النقطة «ب»، ولا أتخيل أن أحدًا تم نقله من عشوائيات بشتيل إلى الأسمرات لم يبدأ معيشة مختلفة، لأنها نقلة مادية مختلفة، ولم يبدأ بتغيير نمط حياته.

والانتقال من العشوائيات إلى الأسمرات نقلة مادية تعكس ما تشهده الدولة، وكان لا بد من خلق آلية داخل كل بيت تتواكب مع هذه النقلة، من تغيير فى سلوك الشخص وفى أدائه اليومى.

والرئيس السيسى كان مؤمنًا بعلاقة البيئة المادية بالحياة، وكيف يعى الناس ويتقبلون الأفكار الجديدة والسلوك المختلف، وتسلل الأفكار الإخوانية إلى الدولة والمواطنين لا يُواجه إلا بمزيد من التنمية.

■ من وجهة نظرك.. ما أبرز المشكلات التى تواجه مصر؟ 

- الزيادة السكانية من أبرز مشاكل مصر، والتطور الذى حدث فى الصين وكوريا واليابان تم بمواجهة الزيادة السكانية بمزيد من التنمية، وكان لا بد أنه خلال الـ١٠ سنوات تنخفض الزيادة السكانية فى الدولة.

وأثناء أزمة كورنا انخفض معدل الزيادة السكانية بمعدل ١٠٠ ألف فى سنتين داخل مصر، لذا بدأ معدل النمو فى الارتفاع فى عامى ٢٠٢٠ و٢٠٢١، وهذا درس مستفاد من الصين وكوريا واليابان.

والزيادة السكانية مشكلة حقيقية تشهدها الدولة، والحل فى التنمية، ولا بد من زيادة قوة الدفع الخاصة بعملية التنمية، ومصر خلال أزمة كورنا كانت تحارب ومستمرة أيضًا فى التنمية، وكل ما فى الدولة يدل على مسار منتظم للتنمية، والسوق متنوعة فى المجتمع المصرى بأشكال مختلفة، وكلها تقدم خدمة أو تُخرج إنتاجًا أو تقى من المرض، ويتم هذا بشكل تلقائى، وهذا ما فعله الرئيس السيسى.

وهناك ٣١ جامعة جديدة، والجامعات أدخلت أجزاء تكنولوجية مختلفة، والمجتمع المصرى تعوَّد على فكرة مجانية التعليم الجامعى.

والكوادر المصرية لم تخرج من فراغ، وكل الكوادر ليست تابعة لطبقة الأعيان، ولكن فى الأخير لا يعترف الجميع بهذه الإنجازات، هم ينظرون للكوادر على أنهم من طبقة غنية معينة، والقضية ليست فى الفقر والِغنى، ولكن فى الجهل والمعرفة، والمساواة فى الفرصة بين المواطنين فى التعليم، ومصر أصبح بها مجمع كبير لوظائف المستقبل.

■ الرئيس قال مرة إنه يستغل رصيده من الشعبية عند الناس لتمرير قرارات صعبة.. كيف تصف هذا التفكير لدى «السيسى»؟

- المصلحون الكبار والسياسيون البارزون فى العالم، يبنون رأسمال سياسيًا ويعودون ليستخدموه، والرئيس الأمريكى يتخذ كل القرارات المؤثرة فى السنة الأولى، وهو ما زال منتخبًا، وبعد ذلك يرى الناس عائد قراراته، وبعدها يقدرونها فى الانتخابات.

كل ما ينفذه الرئيس عبدالفتاح السيسى، تتم رؤيته بشكل واضح، والتسهيلات التى قدمها للناس تقاس بشكل جيد.

هناك مشكلة ونعلم طريقة حلها، ولكن نؤجلها، فالدولة أنفقت ١٠ تريليونات جنيه فى ١٠ سنين لتنمية مصر، ونريد إنفاق تريليون جنيه لإصلاح النظام الإدراى للدولة، وهذا من التحديات.

ويوجد فى البرلمان قانون للتقنين والمصالحة فى مخالفات البناء، وعرض على مجلس الشيوخ واعترضت عليه الأقلية، وكانت اثنين، كنت واحدًا منهما.

لا يجوز أن نقنن المخالفات، فنحن نتحدث عن الجمهورية الجديدة، ومعناها أن القانون سيد، والخطأ فيمن ارتكب الجريمة، وعليه أن يدفع الثمن بطريقة أخرى، ولا يجوز هز هيبة القانون لأنه هو من يجعل الناس سواسية، وهو من يرفض أن تنفذ شيئًا ضد قوانين الدولة. 

■ كيف يرى العالم التجربة المصرية؟

- خلال زيارتى الأخيرة أمريكا، كان العدوان على غزة قد بدأ، وكنت وقتها فى جامعة هارفارد، وكان هناك لقاء يضم ٢٥٠ شخصًا يتحدثون عن الحرب فى غزة، ومنهم شاب يُدعى طارق مسعود، وهو المسئول عن برنامج الشرق الأوسط فى الجامعة، الذى قال إن مصر هى الأساس لحل الأزمة.

قديمًا كان الكلام السائد عن مصر فى أمريكا أنها دولة مهمشة وليس لها نفوذ، وبعد الحرب على غزة لم يكن هناك كلام فى أمريكا سوى عن كيف ستتصرف مصر؟

مصر كانت دائمًا خلال السنوات العشر الماضية محط أنظار العالم، ويُبحث عنها وقت الأزمات؛ لأنه سواء فى زمن الرئيس السيسى أو حسنى مبارك كانت لدينا مؤسسات، ومصر بلد مؤسسات، إسرائيلى متطرف قال لى مرة إنه عندما زار مصر وجد أنها دولة مؤسسات، خاصة بعدما زار وزارة الخارجية.

مصر عانت من مشكلة بعد ٣٠ يونيو، بعدما روّج الإخوان فى الغرب ما حدث بأنه انقلاب عسكرى، وأمريكا لم تر التجربة التى نتحدث عنها، ولم تر رؤية مصر ٢٠٣٠، هى تتناول كلام الإخوان حول العاصمة الإدارية الجديدة، ويقولون إن الدولة أنفقت المليارات فيها، والكثير من الحقائق فى مصر غير متداول فى أمريكا، لأنها كبيرة، وكذلك أوروبا الغربية كبيرة، ومن الممكن أن تتحول كذبة إلى حقيقة.

وعندما تكون هناك أحداث، فإنهم يتساءلون ماذا ستفعل مصر؟ ففى حرب غزة، مصر بدأت بمؤتمر السلام الدولى، وقالت إن حل هذه المشكلة هو إقامة مشروع للسلام، وهذا الكلام تم طرحه فى قمة السعودية، وبعدها بدأ الكلام يزيد فى أمريكا عن حل الدولتين، وهم فى انتظارنا أن نقول كيف سيكون حل الدولتين، ومن ثم يتم عقد المفاوضات بيننا وبينهم، بين الرئيس محمود عباس والقوى المختلفة. 

وتوجد لدينا بعض التحفظات، التى لا نريد الحديث عنها لأسبابنا الخاصة، وهو ملف حماس الذى يعتبر ملفًا مغلقًا ومؤجلًا.

■ كيف ترى تعامل الرئيس السيسى مع أحداث غزة؟

- الرئيس عبدالفتاح السيسى كان حاضرًا فى قلب أحداث غزة، مع مراعاة المصلحتين المصرية والفلسطينية، وتعامل برشد مع القضية الفلسطينية، فمنذ بداية الأزمة فى غزة، تم وضع قوات فى سيناء، وحجم القوات والتشكيلات القتالية فى معبر رفح لافت جدًا للانتباه.

وتاريخ إسرائيل يُشبه عملية صعود للقمة، وهم يتصرفون كأنهم قوة غاشمة مجرمة، فلن يكتب لهم التاريخ هذه المعركة إلا فى دائرة العار، وبالتالى فإن هذا العار مسجل لإسرائيل ولتاريخها، فعلى سبيل المثال عندما نرى المؤتمرات الصحفية لنتنياهو ومجلس الحرب، سنجد أن نتنياهو يتحدث بمنتهى الفجور، ولا يبالى بصور الأطفال الرضع الضحايا وصور التدمير الرهيبة.

■ ما رؤيتك للتأييد العالمى للقضية الفلسطينية؟

- لم يحدث منذ الحرب الفيتنامية هذا الحجم من الاحتجاج العالمى، كما أن اليهود الأمريكان والأوروبيين فى حالة اندهاش من الدعم العالمى للقضية الفلسطينية الرافض لمجازر الاحتلال فى فلسطين، والكثير من يهود أمريكا وأوروبا من الليبراليين، لكنهم لم يتصوروا أن ينزل الناس إلى الشارع بهذه الكثافة ليعبروا عن هذا الرفض.

نتنياهو بالأمس كان فى غاية السعادة بسبب وجود مظاهرة لصالحهم، وفى رأيى أن هذه دلالة على الإخفاق، لأن رافضى العدوان الإسرائيلى منتشرون بشكل أكبر، وموجودون فى جامعة هارفارد، وكاليفورنيا وفى نيويورك، وكشخص عشت فى أمريكا فى وقت من الأوقات، كنا عندما نخرج فى مظاهرة كعرب، كان يصل عددنا من ١٥ إلى ٢٠ شخصًا، بينما على الجانب الآخر يكون اليهود المؤيدون لإسرائيل أضعافًا مضاعفة، لكن ما حدث بعد ٧ أكتوبر عكس المعادلة.

هناك من يستفزك بقوله ماذا فعل هذا الاحتجاج؟ وأستطيع أن أرد عليه بأن هذا الاحتجاج يغيّر.. فقد غيّر ماكرون الرئيس الفرنسى رأيه، الذى بدأ بتأييد إسرائيل، ثم تراجع بعد ذلك، فضلًا عن تغيير اللهجة فى العالم، التى أصبحت داعمة القضية الفلسطينية. 

هناك أشياء تحتاج إلى الجهد الدبلوماسى المصرى، فكلما ترابط العالم العربى والقوى الرئيسية به، خاصة مجموعة الدول التسع، ترابط الفلسطينيون مع بعضهم، حيث توجد سلطة اختارها العالم العربى ووافق عليها العالم، وهى منظمة التحرير الفلسطينية، وسميناها الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى.. إذن فليحكم غزة الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى، ونحن نؤيده ونقدم له الدعم الكافى من الأمن والتعمير.

ونحن ذهبنا فى ٢٠١٤ لتعمير غزة، ومتأكد من وجود ملف لتعمير غزة فى مصر، كما توجد المبادرة الأخيرة التى أعلن عنها الرئيس السيسى لتعمير غزة بـ٥٠٠ مليون دولار، فمصر هى الدولة الوحيدة التى تمتلك مشروع التعمير.

■ إدارة ملف غزة كانت تتويجًا للتجربة الدبلوماسية الرئاسية التى كان لها دور كبير جدًا فى علاقات مصر الخارجية خلال العشر سنوات.. كيف رأيت ذلك؟

- إدارة ملف غزة تعتبر تتويجًا للتجربة المصرية، المتمثلة فى الدبلوماسية الرئاسية، خاصة أن الرئيس السيسى يستمد جزءًا من نفوذه السياسى فى العالم من الدولة المصرية، التى يقودها، ودائمًا فى مصر لدينا تقاليدنا التى تقول إن السياسة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالقرارات الاستراتيجية، هى مهمة رئاسية، وبالتالى فإن التاريخ سيشهد للرئيس بأنه حافظ على مصر من أى مغامرة جرت قبل ذلك، وأنه ليس لديه أى مزايدات لغوية إطلاقًا، والتى كانت موجودة فى عصور سابقة، فالرئيس السيسى كانت أولويته بناء الدولة المصرية. 

والرئيس لا يقول شيئًا أبدًا ويتراجع عنه، فهو شخصية رشيدة جدًا، ويعرف القوة الكامنة فى مصر وموقعها ويستخدمها بالقدر الأكبر، حيث توجد مواقف تحتاج إلى سياسة خاصة.

وعندما أرى الحرب الروسية- الأوكرانية، أجد أننى لم أكن متخيلًا أبدًا أن تستيقظ روسيا صباحًا لتقرر الحرب على أوكرانيا. 

الدولة المصرية قيّمت أزمة أوكرانيا حسب التطورات المرتبطة بها، لأن الدولة المصرية تمتلك علاقات مع روسيا وأمريكا، ولا يوجد لديها عداء دائم، وإنما لديها مصالح دائمة، التى تتضمن ترسيخ علاقة مصر بالأشقاء العرب، ودعم المجال الاستراتيجى المصرى والحدود المصرية مع ليبيا السودان.

■ كتبت أربعة آلاف كلمة لتفكيك شفرة الرئيس بعد أشهر قليلة من وصوله الحكم فى مصر.. بعد مرور هذه السنوات منذ عام ٢٠١٤ حتى ٢٠٢٤.. ماذا يمكن أن تضيف لهذه الدراسة التى كتبتها لقراءة مفاتيح شخصية «السيسى»؟

- يوجد لدىّ الكثير لإثراء هذه الدراسة، فالانتقال من «البحر إلى النهر» كان حلمًا شخصيًا بالنسبة لى، وقد تحقق هذا الحلم فى عهد الرئيس السيسى.

الرئيس السيسى أقل رؤساء مصر تملقًا للجماهير، فهو لا يتملّق، وإنما يدرك جيدًا قيمة الشعب المصرى، وقيمة الشعب المصرى متمثلة فى كيفية وضعه داخل عملية بناء مصر، بحيث يصبح لمصر مستقبل على مستوى المكانة والقدرة والغِنى، أكبر بكثير مما شهدناه وعرفناه فى تاريخنا المعاصر، وهذا لن يحدث إلا بثمن، وهو العمل الكثير والدءوب وبحساسية أكبر فى التعامل مع الأزمات، فنحن نتعامل مع محيط قلق وملىء بالمفاجآت، لكن ما حققه الرئيس جعلنا أكثر قدرة على التعامل مع هذه المواقف، ربما نأخذ نفسًا عميقًا بعض الشىء، لكنى أتمنى أن يقودنا هذا النفس العميق إلى أن نصبح دولة طبيعية، بمعنى أنه لا يوجد بهذه الدولة «تعويم».. وهو ما أطالب به دائمًا.

■ كيف رأيت قرار الإصلاح الاقتصادى؟

- الإصلاح الاقتصادى أجرته مصر للمرة الأولى عام ١٩٩٣، وكنا فى حرب الخليج، وبعدها تم عقد مؤتمر مدريد للسلام.

ومصر دولة مركزية ولها دورها، وقالوا إنهم سيسقطون نصف الديون عنها مقابل أن نبدأ الإصلاح الاقتصادى، وبدأنا بتخفيض الجنيه ومرت أسابيع، ورأينا أن الجنيه لا يتحرك. 

الدكتور كمال الجنزورى، بعد توليه رئاسة مجلس الوزراء، رفض تعويم العملة، وقال «الناس والتضخم»، وكان يرى أنه عندما يختفى التعويم ستسير مصر على الطريق الصحيح.

وعلقت على فكرة التعويم، وقلت إنه لا بد أن تنفذ الدولة التعويم، لأننا نريد مصر دولة طبيعية، والعملة لا بد أن تعبر عن حقيقة السوق وقيمتها، وأتمنى فى الخطوة الإصلاحية الجديدة، أن ننفذ التعويم مرة واحدة فقط، فالدول التى دخلت المسار الصحيح، هى التى نفذت التعويم مرة واحدة، وتترك السوق لتحدد مسارها، وإذا وجدنا العملة جامدة، سيكون ذلك ضد قوانين الطبيعة.