رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشباب يرد الجميل فى صناديق الانتخابات

الشىء اللافت للنظر فى عملية التصويت بانتخابات الرئاسة المصرية أن هناك إقبالًا كبيرًا من الشباب، حيث تواجدت طوابير منظمة، امتدت أمتارًا طويلة أمام اللجان استعدادًا للإدلاء بأصواتهم الانتخابية، وحرص الأشخاص ذوو الإعاقة على تقدم صفوف المشاركين فى التصويت الانتخابى رافعين أعلام مصر، معربين عن سعادتهم بما تبذله الدولة المصرية تحت شعار «قادرون باختلاف».. من أين أتت هذه الحماسة والإقبال على المشاركة فى الانتخابات؟، ومن أين نبع تدفق هذا السيل الجارف من حب الشباب للوطن؟.. فلا شىء ينشأ من الفراغ، ولا ثمرة بلا أرض ممهدة وباذر للبذرة الطيبة.
لسنوات وعقود عانى الشباب من الإقصاء والتهميش والحرمان من أبسط حقوقهم الاجتماعية والسياسية، ولكن فى السنوات الأخيرة كان الشباب المصريون على موعد مع علامة فارقة فى التاريخ؛ حيث أفسحت الدولة المجال لهم للحصول على حقوقهم وفرصهم فى المشاركة فى الحياة العامة، والحياة السياسية والاجتماعية.. وشهدت الدولة المصرية فى الآونة الأخيرة، وبالتحدبد خلال السنوات العشر الماضية، طفرة غير مسبوقة فى ملف الشباب، وحققت إنجازات ملموسة وواضحة لهم، وهو ما تجسد فى تقلد الكوادر الشبابية العديد من المناصب القيادية والتنفيذية، ووصول تلك الفئات لتكون فى مراكز صنع القرار، وأن يكون لهم دور محورى فى المشاركة فى العديد من الأحداث، وهو ما دعا البعض لأن يطلق على هذه الفترة «العصر الذهبى للشباب».
وكانت قضية تمكين الشباب وإعداد جيل جديد من القيادات الشابة، من أهم القضايا التى اهتمت بها الدولة لإيمانها بالأفكار الجديدة وحماس الشباب ورغبتهم فى تطوير بلدهم.. وتبلورت إرادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى البرنامج الرئاسى، عبر مجموعة من الدورات ومؤتمرات الشباب الدورية، التى تُوِّجَت بمنتدى شباب العالم وإنشاء الأكاديمية الوطنية للشباب، بالإضافة إلى إصدار قرار بتعيين عدد من المساعدين والمعاونين لكل وزير من الشباب.
وقد أكد الرئيس السيسى أن الاهتمام بالشباب يعد ركيزة أساسية فى خطة الدولة واستراتيجيتها لبناء الإنسان المصرى، موجهًا بالاستمرار فى تطوير منشآت ومرافق البنية الأساسية لقطاعى الشباب والرياضية فى مصر، فضلًا عن زيادة عدد المنشآت الرياضية الحديثة، التى توفر البيئة المواتية لممارسة الأنشطة الرياضية، وتسهم فى اكتشاف وصقل المواهب التى تزخر بها مصر فى مختلف الرياضات.. ووجه بإدارة مشروعات وبرامج الشباب والرياضة بأسلوب علمى واقتصادى، والعمل على توفير آليات جديدة مبتكرة، تسهم فى حسن إدارة الأصول من المنشآت الشبابية والرياضية، لرفع كفاءة الخدمات التى تقدمها، وتوفير موارد جديدة لتمويل عملية تطوير تلك المنشآت.. كما وجه الرئيس بتكثيف برامج وأنشطة وزارة الشباب والرياضة التى تسهم فى تشجيع الشباب والنشء على المشاركة فى العمل الجماعى والتطوعى، فضلًا عن تنمية الوعى الثقافى والعلمى وإطلاق المهارات الإبداعية، ودعم الخدمات الشبابية والرياضية بصفة عامة، وتأهيل الشباب لمتطلبات سوق العمل.
تحققت للشباب إنجازات ومكاسب عدة فى عهد الرئيس السيسى، لم يسبق أن تحققت فى فترة رئاسة أخرى، إيمانًا بدور الشباب فى صناعة حاضر ومستقبل بلدهم، فدعمهم بعد تأهيلهم لتولى المناصب القيادية، كصف ثانٍ فى أجهزة الدولة لصقل خبراتهم العملية استعدادًا لتولى المسئولية فى حينها.. ويحسب للرئيس السيسى أنه أول رئيس مصرى يُدشن جسرًا للتواصل بشكل مستمر مع الشباب، لمعرفة مقترحاتهم حول تطوير الدولة المصرية، من خلال مؤتمرات ومنتديات الشباب التى تُعد منصة حوارية بين الشباب وممثلى الحكومة ومؤسساتها المختلفة، حول قضايا الشباب من كل دول العالم بشكل عام والشباب المصريين بشكل خاص.. وما يعكس مدى اهتمام الرئيس بالشباب ما ذكره بمناسبة اليوم العالمى للشباب، حينما قال: «لطالما كان إيمانى بالشباب يزداد يومًا بعد يوم، فكلما تأملت كيف يرسمون حاضرهم ويشيدون مستقبلهم، زاد إيمانى بأن الشباب هم كلمة السر لعالم أكثر استقرارًا وسلامًا»، هذا إلى جانب إعلانه «2016» عامًا الشباب، وذلك دليل على إيمانه بهذه الطاقة التى يجب استغلالها لمصلحة البلاد، للوقوف على أحلامهم ومشكلاتهم، بحوار مستمر عبر مؤتمرات وطنية فعالة وناجحة.
نجحت الدولة فى وضع الشباب على كل المسارات لجعلهم فى قلب الحدث، إيمانًا من القيادة السياسية بأن الشباب هو أمل ومستقبل هذا الوطن العظيم، وهو الركيزة الأساسية فى خطة الدولة واستراتيجيتها، وهو ما تحقق جليًا على أرض الواقع، حيث مشاركتهم فى كل الأحداث والمؤتمرات، فضلًا عن الدفع بهم فى الانتخابات البرلمانية، وكذلك المناصب التنفيذية كنواب ومعاونى وزراء ومحافظين، باعتبار أن الشباب هم عماد الدولة ومؤسساتها.. وسعت الدولة دائمًا لتمكينهم ورفع قدراتهم وخبراتهم، ودعمتهم بشكل غير مسبوق، حيث منحتم الثقة باعتبارهم قادة المستقبل وجيل الغد، وكان ذلك واضحًا فى حضورهم ومشاركتهم فى كبرى الأحداث، لطرح أفكارهم وتبادل آرائهم مع المسئولين لوضع حلول للمشكلات التى تواجه المجتمع.. وما زال ملف تمكين الشباب يشهد اهتمامًا من القيادة السياسية، إذ، ومنذ عام 2014 وضعت القيادة ملف الشباب ضمن الأولويات لتولى المناصب القيادية المختلفة، من خلال تبنى نظرية التأهيل قبل التمكين، وقد بدأت عملية تأهيل الشباب بإطلاق الرئيس البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، ثم إنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، التى تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكل قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم.
وتعتبر المشاركة السياسية أحد أهم الركائز الأساسية التى تقوم عليها الديمقراطية، وتقوم الدولة بمساعدة الشباب على القيام بدور سياسى فعال، وتتعدد الأطر والآليات التى يمكن من خلالها أن يشارك الشباب فى الحياة السياسية، حيث يمكن للشباب المشاركة السياسية لتدريب وتأهيل الأجيال الجديدة على الممارسة السياسية والمشاركة فى الحياة العامة.. وشهدت السنوات الأخيرة طفرة حقيقة فى هذا الملف على وجه التحديد، حيث يمثل الشباب حوالى 60% من التعداد السكانى لمصر، وقد منحهم الرئيس اهتمامًا خاصًا على مدار السنوات الأخيرة، سواء من خلال المبادرات أو التوجيهات أو القرارات، إضافة للتمكين الحقيقى فى مختلف الهيئات والمؤسسات والوزارات، وأصبح التمكين حقيقى ولم يعد حبرًا على ورق، مثلما كان فى العصور السابقة.
وتعول الدولة على الشباب فى خطط التنمية والاستدامة، وتجلى ذلك فى اتخاذها عدة خطوات نحو إفساح المجال للشباب على كل الأصعدة، ولذا، فقد وجه الرئيس السيسى الحكومة خلال السنوات الماضية بتنفيذ مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر وتطوير مراكز الشباب، فضلًا عن إطلاق العديد من المبادرات، مثل مبادرة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومبادرة «فكرتك شركتك»، ومبادرة «اسأل الرئيس»، وغيرهما من المبادرات الأخرى، التى تندرج تحت رؤية الرئيس للاهتمام بالشباب، يضاف إلى ذلك المبادرات التى أطلقتها الحكومة للارتقاء بمستوى التعليم الجامعى والفنى، وإعادة تأهيل الشباب الباحث عن فرصة عمل، بما يسهم فى تقليل فجوة البطالة، وتمكينهم من المشاركة الإيجابية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.. وعلى المستوى السياسى، تسعى الدولة إلى إشراك الشباب وتشجيعهم على الانخراط فى العمل السياسى بكل الوسائل الممكنة والمتاحة.
■■ وبعد..
فإن الشباب يعيشون أزهى عصورهم فى ظل القيادة السياسية المؤمنة بالمواهب الشبابية وفكر الشباب، ودورهم فى التطوير والتغيير والتنمية الشاملة.. وقد أدرك الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ توليه الحكم، أن الشباب هم عماد الدولة المصرية وأساس قوتها، وطريقها نحو النهوض والتقدم.. لذلك، حرص على دعمهم بكل السبل والأشكال الممكنة.. وعندما يجد الشباب من يقدم لهم الرعاية التى غابت عقودًا من الزمن؛ فإن ذلك يُحفز عزيمتهم، ويقوى من إرادتهم، ويزيد من تطلعاتهم ليقدموا أفضل ما لديهم ويصلوا لغايتهم، وهذا ما تحقق على يد القيادة السياسية التى وفرت الُناخ الداعم، الذى أسهم فى مشاركتهم فى التنمية المستدامة بربوع البلاد؛ حيث إن هذه الفئة تشكل ثروة مصر البشرية التى تنهض وتزدهر وترقى بها.. ومن ثم فقد أضحى دعم الشباب لترشح الرئيس عبدالفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية لفترة جديدة، أمرًا مهمًا وضروريًا وحتميًا لاستكمال رعايته لهم، وتحقيق ما يطمحون إليه من آمال وغايات تصب فى رفعة الوطن ونهضته.. فتحقيق الإنجازات واستمرارها صار واجبًا قوميًا، والتهاون فيه يُعد أمرًا غير مقبول، والرئيس لديه الخبرة والمقدرة لاستكمال مسيرة النهضة والبناء، برغم ما يواجهه العالم بأسره من تحديات، لدعم الشعب ومؤسسات الدولة له، إيمانًا بأنه رجل المرحلة الحالية والمستقبلية.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.