رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المواطن.. بطل الحكاية المصرية

لم يستنكف الرئيس عبدالفتاح السيسي من إثبات فضل المواطن المصري في مسيرة الإصلاح الاقتصادي، ووصفه بأنه (يظل بطل روايتنا الوطنية، وتظل جودة حياته هي هدفنا الأسمى، ويظل كل المصريين في وجدانى وضميرى، أسعى لتوفير سبل العيش الكريم لهم.. ولعل المشروع القومى لتنمية الريف المصرى «حياة كريمة»، خير دلالة على أن المواطن البسيط هو المستفيد الأول من التنمية الاقتصادية، وأحلام المصريين هي أحلامى، لأننى أستشعر احتياجاتهم وأُقدرها).. لقد كانت المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها بلدٌ؛ كبيرُ المساحة، كثيرُ السكان، مثل مصر، أكبر من أن تُحَل في عام واحد، خصوصًا بعد معاناة شديدة، امتدت لأكثر من أربع سنوات متصلة، عاشت فيها البلادُ حالةً من الفوضى السياسية، والانفلات الأمني، ووقف الإنتاج، وزيادة المظاهرات والاعتصامات الفئوية، والإضراب عن العمل، منذ اندلاع أحداث الخامس والعشرين من يناير 2011، التي أطاحت بنظام مبارك، بعد ثلاثة عقود، عانى خلالها معظم المصريين من ويلات الفقر والمرض والجهل.
وبالرغم من الانشغال الإقليمي بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، والاهتمام المصري الخاص بهذه القضية المصيرية للشعب الفلسطيني، وخطورتها على الإقليم برمته، وتحديد مصر لموقفها الثابت، عندما عبَّر بوضوح عن توجه الدولة المصرية التي ترفض تصفية القضية الفلسطينية، بهجرة أو تهجير سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء، وجعله خطًا أحمر، إلا أن عبدالفتاح السيسي يظل الرئيس الحريص على الشأن الداخلي، الساهر على مصالح الوطن والمواطن، وهو المُدرك لأن (أخطر شيء هو قياس الرضا الشعبي بما يتحصل عليه المواطن مباشرة، وحِرص الحاكم عليه وأن يُلبي مطالبه مباشرة، حتى لو كان هذا على حساب مستقبل الوطن وحاضره)، وأن التجربة التي شهدتها مصر خلال الأعوام الماضية، (أثبتت أننا لم نُقَدِّر قيمة المواطن المصري الذي تحمل العديد من التضحيات من أجل التنمية والإصلاح)، وكان السؤال المُحفز للتحدي: هل نحن، شعبًا وحكومةً، مستعدون لتكلفة الإصلاحات أم لا؟.. وأيهما نختار: شجاعة القرار أم فضيلة القرار؟.. وكان يقين الرئيس السيسي أن الصحيح هو العمل بالاثنين معًا، شجاعة القرار وفضيلة القرار.
لقد شكَّلت ردود الأفعال الشعبية على الإصلاحات الاقتصادية التي تتخذها الدولة هاجسًا لدى متخذي القرار والأجهزة الأمنية.. ورأى الرئيس السيسي أنه لا بد أن يكون لدينا الشجاعة لمواجهة التحديات التي تواجهها مصر، مع أن أرصدة الدولة وقدراتها لم تكن أبدًا كافية لتلقي ضربات هائلة، مثل موجات الإرهاب المتلاحقة التي واجهتها مصر وتأثيرها على السياحة والاستثمار.. وكان لا بد من الجهد والعمل الشاق والمتواصل للدولة، ليل نهار خلال العشر سنوات الماضية (ما يتحدث عنه رئيس الوزراء مشروعات، هي عناوين لكل الإنجازات لنا كمصريين، وهذا استلزم خمسة وعشرين ألف ساعة عمل متواصلة بلا توقف، مني ومن الدولة، بواقع عشر ساعات يوميًا على الأقل في ثلاثين يومًا شهريًا.. ما حدث كان بفضل من الله سبحانه وتعالى، ولولاه ما حدث ذلك أبدًا).. وقد كان قدر مصر، فيما سبق، أن حجم الثقة في قدرة أجهزة الدولة على إيجاد مسار ناجح- وهو الذي يتطلب عملًا شاقًا ومستمرًا- لم يكن متوفرًا في البداية، في ظل وجود الإسلام السياسي وحملاته المستمرة للتشويه والتخريب، (الإسلام السياسي لم يكن لديهم مشروع أو خارطة طريق لبناء الدولة، إلى جانب غياب الرؤية، من جانب الكثير من المثقفين والمفكرين لحجم التحديات المطلوب مواجهتها.. لذا، فإن الجهاز الإداري للدولة لم يكن قادرًا على الإصلاح المطلوب في ظل تلك الظروف الصعبة).
عانت مصر من حالة التشكيك في إنجازات الدولة التي تتم تغذيتها باستمرار، وخلط الأوراق بأن المشروعات القومية لا جدوى لها الآن وأنها تُحمِّل ميزانية البلد ما لا تطيقه، مع أن المدن الجديدة- مثلًا- التي تم إنشاؤها وعددها أربعين مدينة جديدة، أضافت لأرصدة الدولة المصرية ما لا يقل عن عشرة تريليونات جنيه في أصولها، والدولة لم تتحمل جنيهًا واحدًا من ميزانية العاصمة الإدارية التي جري إقامتها على مساحة 175 ألف فدان، بل تحمَّلها القطاع الخاص.. ولأن الرئيس واضح ونظيف اليد وشريف، فقد أكد غير مرة، (أنا مستعد يبقى فيه لجان تتشكل وتدرس إللي أنا بقول عليه بكل شفافية).. وإذا كان من الضروري إجراء مقارنة بين الحضر والريف في الإنجازات القومية المصرية، فعلينا أن نذكر بأنه تحقق تقدم كبير في مشروعات الصرف الصحي في الريف المصري، لأنه لا تنمية هناك إلا ببنية تحتية قوية ومتكاملة.. وقد عملت الحكومة على توفير أربعة عشر مجتمعًا عمرانيًا (لتحقيق الهدف القومي المتمثل بمضاعفة المعمور المصري، وخلق فرص عمل جديدة في كل مجالات التنمية)، وتم توفير الإسكان بمستويات مختلفة، بخطة للإسكان وفرت حوالي مليون وحدة للإسكان الاجتماعي، خلال خمس، راعت كل الأبعاد الاجتماعية للمواطن، (لدينا ثلاثة مشروعات بثلاثة مستويات مختلفة، هي دار مصر، سكن مصر، ومشروع جنة، إضافة إلى السكن البديل للمناطق العشوائية، (ما استطعنا توفيره حتى الآن في مستويات الإسكان المختلفة، بعيدًا عن السكن الفاخر، هو مليون وحدة سكنية بكل مستوياتها).. وقد انتهت مناطق الخطورة الداهمة بشكل كامل في مصر، إذ وفرت الدولة وحدات سكنية بديلة لسكان هذه المناطق، (وستكون مفروشة على نفقة الدولة، ودون أي مبالغ مقدمة، إذ سيدفع المواطن ثلاثمائة جنيه شهريًا فقط)، فيما يُعد أننا بصدد شقق (مجانية).
كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد وعد خلال يوليو 2020، بالعمل على توفير شقة لكل مواطن يطلب الحصول على واحدة منها، وفق شروط ميسرة وبمساعدة الدولة.. وقتها، كان الرئيس يفتتح المرحلة الثالثة من حي الأسمرات في القاهرة، أحد أكبر مشاريع تطوير العشوائيات في العاصمة، ويوفر 7440 وحدة سكنية، لسكان المناطق العشوائية مجهزة بالكامل، ومفروشة بالأثاث المنزلي والأجهزة الكهربائية.. وقال: (كل مواطن مصري هيطلب شقة هنديهاله)، وأكد على ضرورة أن يتعاون المواطنون مع الدولة من أجل الحصول على شقق، وأن الدولة ستسهل على المواطنين الحصول على هذه الشقق، وعلى المواطن المصري (أن يكون جاهزًا)، لأن (الدولة ستيسر له ما أمكن من تمويل منخفض التكلفة.. وقد أخذت الدولة المصرية على نفسها عهدًا، بألا تقوم بتنفيذ أي شيء إلا بشكل يليق بمصر والمصريين.. سنقوم بعمل أفضل شيء على قدر إمكاناتنا).. في حال كانت يدنا واحدة.
وبالرغم من أن الحكومة تبذل مجهودًا كبيرًا في العمل مع الرئيس، ويعانون معه، (أصل إللى بيعانى معايا الحكومة.. ولما بيقعدوا معايا مش بيعجبنى حاجة خالص.. هما مستغربين.. إللى خلص مش بشوفه.. أنا بشوف إللى ناقص.. ده الواجب إللى عليّ وعلينا.. مش هفرح إلا لما كل الشغل يخلص.. مدراس ومستشفيات.. وبعدين دخل المواطن يصل عشرة وعشرين ألف جنيه في الشهر.. يمكن ساعتها أكون مرضى)، فالرئيس دائم الاطمئنان على دخل المواطن، لمعرفة كيف يدير حياته المعيشية.. هو نفسه المواطن الذي انطلقت من أجله المشروعات القومية في موعدها المناسب، منذ 2014، مخططة ومدروسة، وذات عائد حالي ومستقبلي، ولها عوائد تغطي المطلوب منها بالدولار.
** وبعد..
فنعم، نقولها بيقين.. الرئيس يشعر بالمواطن المصري ويريد النهوض به من حالة العدم، التي كان يعيشها في العشوائيات وسط صرف صحي قد أغرق الشوارع، ولديه خمسة أولاد لا يجدون وظيفة ولا يحظون بتعليم جيد، و(مش عارف يلاقي صحة أو طب جيد.. كل دي اهتمامات يراها الرئيس، منذ أن كان قائدًا عامًا للقوات المسلحة، أو قبل ذلك).. الرئيس يحلم دائمًا بالأفضل، مع الأمل والعزيمة، ويفكر لبلده وأهله وناسه، منذ أن كان عقيدًا بالأمانة العامة في وزارة الدفاع، كما يؤكد وزير النقل، كامل الوزير. وهي أمور جعلت الرئيس يشعر بالمواطنين ويحلم بالانتقال بهم إلى مساكن راقية، وحياة تليق بالمصريين.. في نفس الوقت، هو يعلم إمكانات الدولة، وبينه وبين الله عمار؛ ويعلم أن عمله من أجل الشعب لن يجعل الله ينساه.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.