رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاستحقاق الانتخابى

إنه استحقاق لنا.. فنحن نستحق.. ومصرنا تستحق.. مصرنا تستحق مواطنيها.. وتستحق أن يكون لها رئيس منتخب.. وأن تكون لها انتخابات يصوت فيها المصريون في الداخل وفي الخارج بمنتهى الأريحية والشفافية وكيفما شاء المواطن هنا أو هناك، 
و لقد صوت المصريون في الخارج في انتخابات بلادهم.. فالمصريون في الخارج هم حتما امتداد للنسيج الوطني المصري بمكانتهم وإسهاماتهم في المجتمعات التي يعيشون فيها. 
هم يفخرون بمصرهم ونحن نفخر بهم. 
فهم ليسوا مجرد مواطنين، بل نواب لنا في الخارج ينوبون هنا عن بلادهم في الحديث عن مصر، التي دوما تتحدث عن نفسها وبفصاحة وطلاقة. 
هم يمثلوننا ويمثلون أنفسهم وهم حقًا سفراء لنا. 
ووجودهم في المشهد ضرورة قصوى وحتمية لتكتمل الصورة المشرفة لمصر وشعبها، 
ولقد مارس المصريون في الخارج استحقاقهم الانتخابي وواجبهم الوطني على مدار ٣ أيام، والدور الآن على أبنائنا في الداخل. 
فهم أيضًا سفراء الداخل وعليهم واجب وطني ولهم استحقاق انتخابي. 
المصريون في الداخل هم قوام الوطن وقوته تماما كالمصريين في الخارج. 
مواطنو الداخل هم من يعيشون ويعايشون الواقع هم من على الأرض، أرض الواقع أرض الوطن والأمة المصرية العصية على الاختراق أو التفتيت.. هم يرون من حولهم  أمم وشعوبا وبلدانا ومدنا محيت تقريبًا من خارطة العالم والإنسانية، وعائلات محيت بالكامل من سجلات بلادها بعد أن محيت بلادها.. مآس يعيشها الإقليم تدعو حقًا للأسى، وللأسف وانتفض الجميع من أجلها ومن أجل الإنسانية. 
فما يحدث في الإقليم في "السودان - ليبيا - فلسطين" يجعل المواطن المصري يحمد الله ألف مرة في اليوم الواحد ومعروف عن شعب مصر كثرة الحمد والشكر للواحد القهار في السراء وفي الضراء.
لقد عاش هذا الشعب العظيم الكثير على مر الأزمنة والعصور. 
عايش هذا الشعب العظيم فترات الحروب والثورات وعايش تهجير مواطني مدن القتال ويعي تمامًا مغبة ذلك التهجير ومغبة الاحتلال والحروب وهدم البيوت والدمار الذي يخلفه كل ذلك وما يترتب أيضًا على كل ذلك من أوجاع وندبات تظل كامنة في الحروب ولا يمكن التخلص منها بيسر أو بسهولة.. لقد عايش شعبنا الاحتلال بكل صنوفه وعبر الأزمنة والعصور حتى امتلك أرضه وقراره وهزم أعداءه، لذلك فهو يعي تمامًا وجيدًا  الآن ويقدر ما نحن فين من سلم وسلام وطمأنينة وأمن. 
لذلك يحمد المصريون الذين يعيشون الواقع الله ألف مرة في اليوم الواحد.. يحمدونه ويشكرون فضله كثيرًا على نعمة اليوم العادي. 
نعم اليوم العادي الذي يمر على المصريين دون قتل أو إبادة، ودون حروب أو تهجير قسري أو تطهير عرقي.
فللاسف المشهد كذلك لدى بعض دول الجوار. 
أما المشهد في مصر فهو حتما مشهد حضاري، وإن بدا عاديًا أو فيه بعض المنغصات العادية أيضًا.
فأي منغص قد يعيشه الفرد في حياته العادية ويومه العادي لا يقارن ولا يمكن أن يقارن بما يحدث حولنا، لذلك قلت إن المصريين يستحقون انتخابات بلادهم، وبلادهم تستحق تلك الانتخابات التي يختار فيها المواطن سلمه وأمانه وحدوده وأرضه دون تفريط في شبر واحد من أرضه أو أمانه أو ما يستحقه.
الانتخابات ليست لشخص وليس مجرد تصويت يتم بين أشخاص، الانتخابات حق لأمتنا، وحق للوطن، وحق وواجب للشعب الذي يستحق الكثير. 
الشعب الذي يدرك ويعلم جيدًا أن الحروب شر مطلق وأن الأمان خير مطلق، 
فيختار الشعب دومًا الأمان والسلام واللا حرب.
فالدول التي تحارب وتناطح ويهجر شعبها لا يوجد فيها استحقاق انتخابي،
أما الدول المستقرة التي حاربت وانتصرت وثارت وغيرت واستردت أرضها وسيادتها ومصيرها وآن لها الأوان لتبني وتعمر وتنمي وتنهض وتستثمر في البشر وفي الحجر وعلى حد سواء، هي من تمارس الآن ذلك الاستحقاق الانتخابي، وهي من تستحق أن تمارس حقها الانتخابي وأن تصوت لنفسها ولأولادها وللمستقبل الذي يستحق أيضا ما قمنا به وما مررنا به حتى وصلنا لتلك النقطة التي يتوق لها كثيرون حولنا، 
فهنالك دول ليس فقط تعاني حروبا ومجاعات وأوبئة، بل هنالك دول لم تستطع للآن الاستقرار على اختيار من يمثلها أو تشكيل حكومتها من كثرة التطاحن والتشرذم والتشظي الحادث في المشهد لديها، أما اللحمة الوطنية المصرية، فليس لها مثيل في البلاد، وليس لها مثيل في الجوار.
تلك اللحمة التي تقف الآن على قلب رجل واحد في الداخل وفي الخارج من أجل مستقبل أفضل ومن أجل غد تراه يحلق أمامها في آفاق أكثر رحابة. 
من ضيق النزاعات والحروب والدمار الشامل الذي نراه من حولنا. 
حفظ الله مصر وحماها من كل سوء وحمى شعبها الذي يستحق أن يمارس حقه وواجبه وحياته في أمان وسلام وطمأنينة وأمن.
فيستطيع الخروج من مسكنه آمنًا مطمئنًا ويعود أيضا إليه أيضا آمنًا مطمئنًا، وهذا الإحساس، وتلك الحياة تستحق حتمًا أن تعاش وأن نمارس فيها حقنا واستحقاقنا الانتخابي آملين في غد أفضل ومستقبل ليس لنا فقط بل لأجيال آتية وقادمة. 
تستحق هي أيضا أن تعيش في سلام وطمأنينة وتحمد الله أيضا ألف مرة في اليوم الواحد على نعمة اليوم العادي والحياة العادية بمنغصاتها العادية التي لا تقارن حتما بالدمار الذي تخلفه الصراعات والتطاحن والحروب والقتل.