رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا مكان آمنًا فى غزة| طفل يُقتل كل 10 دقائق و17 ألفًا فقدوا أرواحهم و42 ألف جريح

غزة
غزة

- «اليونيسف»: وقف إطلاق النار وحده الكفيل بإنقاذ أطفال غزة 

- «الأمم المتحدة»: تخصيص جيش الاحتلال ما يسمى بالمناطق الآمنة ليس علميًا ولا عقلانيًا وغير ممكن

تتفاقم الكارثة الإنسانية فى قطاع غزة يومًا بعد يوم، مع استمرار العدوان الإسرائيلى على القطاع، وتعمده استهداف المبانى السكنية ومدارس إيواء النازحين والمستشفيات، ومنع دخول المساعدات الإنسانية والوقود بشكل كامل للقطاع.

ونددت عدة منظمات دولية بالعدوان الإسرائيلى، وطالبت بالوقف الفورى لإطلاق النار، وإسقاط القيود على دخول المساعدات والوقود، ليتسنى تخفيف آثار الكارثة التى حلت بالقطاع.

أكد ممثل منظمة الصحة العالمية فى فلسطين المحتلة، دكتور ريتشارد بيبركورن، أن الوضع فى قطاع غزة يتدهور ساعة بعد الأخرى، فى ظل استمرار القصف الإسرائيلى العنيف فى خان يونس ورفح.

وقال إن طفلًا يُقتل كل ١٠ دقائق فى غزة فى المتوسط، وإننا نقترب من أحلك أوقات البشرية، مشددًا على ضرورة وقف القصف والخسارة فى الأرواح، مؤكدًا الحاجة لوقف إطلاق النار بشكل مستدام.

وأشار «بيبركورن»، حسب مركز إعلام الأمم المتحدة، إلى زيادة عدد النازحين القادمين من المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع متجهين إلى مناطق أبعد فى الجنوب، مؤكدًا مقتل نحو ١٧ ألف شخص، يمثل الأطفال والنساء ٦٠٪ منهم، خلال أقل من ٦٠ يومًا، إضافة إلى إصابة أكثر من ٤٢ ألف شخص بجروح.

وقال إن القطاع الصحى فى غزة أصيب بالشلل، مضيفًا أن شمال غزة يخلو من أى منشأة صحية قادرة على تقديم الخدمات الطبية تقريبًا، وأن مستشفى «الأهلى العربى» مكتظ للغاية، ويقدم خدمات محدودة للجرحى.

وذكر ممثل منظمة الصحة العالمية فى فلسطين المحتلة أن ما حدث فى شمال غزة يجب ألا يكون الخطة الموضوعة للجنوب، وأن عدد أسرة المستشفيات فى غزة انخفض من ٣٥٠٠ إلى ١٥٠٠ أو أقل، مؤكدًا أن الوضع لا يحتمل فقدان عدد آخر من الأسرة، فيما تتزايد الاحتياجات الصحية.

ولفت إلى أن المنظمة تفعل كل ما يمكن لضمان دخول الإمدادات بشكل مستدام، وزيادة عدد أسرة المستشفيات التى يتعين أن تصل إلى ٥ آلاف بالنظر إلى الاحتياجات الراهنة.

وأشار «بيبركورن» إلى تفشى الأمراض المعدية، بسبب النزوح والاكتظاظ فى أماكن الإيواء، مؤكدًا إصابة ١٢٠ ألفًا بالتهابات الجهاز التنفسى الحادة، و٨٦ ألف حالة إسهال، إضافة إلى الإصابة باليرقان والجدرى والتهاب السحايا.

من جهته، أكد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، جيمس إلدر، أن وقف إطلاق النار وحده الكفيل بإنقاذ أطفال غزة فى الوقت الحالى، لافتًا إلى أن هذه الحرب على الأطفال استؤنفت بضراوة على نطاق يتجاوز أى شىء فى جنوب وشمال القطاع.

وحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال المتحدث باسم المنظمة تعليقًا على تخصيص جيش الاحتلال ما يسمى بالمناطق الآمنة للمدنيين فى غزة، إنه فى السياق الحالى لما يسمى بالمناطق الآمنة، فهى ليست علمية ولا عقلانية وغير ممكنة.

وأضاف: «أعتقد أن السلطات على علم بذلك وهو أمر قاس، وأعتقد أنه يعزز اللا مبالاة تجاه الأطفال والنساء فى غزة. لقد رأيت فى المستشفيات من الجنوب إلى الشمال أن تلك اللا مبالاة قاتلة. إنه أمر مفجع ومربك».

وشدد المتحدث على أن «مئات الآلاف من الأشخاص يتنقلون داخل القطاع، فى هذه اللحظة، فى خضم قصف واسع النطاق»، مؤكدًا أن «الوسيلة الوحيدة الممكنة لخلق مساحات آمنة حقًا فى غزة تحمى حياة الإنسان، هى أن يتوقف الجحيم الذى يهطل كالمطر من السماء»، محذرًا من أن هذا الوضع يعد بمثابة «العاصفة المثالية لتفشى الأمراض».

فيما اعتبر الأمين العام للمجلس النرويجى للاجئين، يان إيجلاند، أن الاحتياطات التى يتخذها الجيش الإسرائيلى لمنع سقوط ضحايا من المدنيين مجرد «وَهم».

وقال، حسبما ذكرت شبكة «سكاى نيوز» البريطانية، أمس، إن ٥٠ من زملائه الموجودين على الأرض فى جنوب غزة تلقوا منشورات أسقطها الجيش الإسرائيلى تطلب منهم الذهاب إلى «ملاجئ» و«أماكن آمنة» دون ذكر أماكنها.

وشدد الأمين العام للمجلس النرويجى للاجئين، على أنه لا توجد مناطق آمنة فى جنوب غزة، لافتًا إلى أن الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة خلق ظروفًا «غير صالحة للعيش» بالنسبة لمليونى شخص.

كما أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» عن أن توافر الوقود والمستلزمات الطبية وصل إلى مستويات حرجة فى مستشفى الأقصى وسط قطاع غزّة بسبب إغلاق الطرق، فى حين يحتاج مئات المرضى لعلاج طارئ بسبب القصف الإسرائيلى المتواصل.

وذكرت المنظمة، فى بيان أوردته وكالة «آكى» الإيطالية للأنباء، أن مستشفى الأقصى، الذى يعمل ويعيش فيه طاقم منظمة أطباء بلا حدود الفلسطينى والدولى، يستقبل فى المتوسط ما بين ١٥٠ و٢٠٠ جريح حرب يوميًا.

وبهذا الصدد، قالت منسقة طوارئ أطباء بلا حدود فى غزّة، مارى أورى بيريو ريفيال، إن هناك ٧٠٠ مريض فى المستشفى، ودائمًا ما يصل مرضى جدد، وإن الإمدادات الأساسية تنفد، محذرة من أن نقص الأدوية والوقود يمكن أن يمنع المستشفى من تقديم الرعاية الطبية الأساسية أو إجراء العمليات الجراحية أو توفير العناية المركزة.

وذكرت «ريفيال» أنه دون الكهرباء لن تعمل أجهزة التنفس الاصطناعى، وستتوقف عمليات التبرع بالدم، ويصبح تعقيم الأدوات الجراحية مستحيلًا، لذا فمن الضرورى تسهيل توريد المواد الإنسانية، مضيفة «المستشفى بحاجة ماسة لمجموعات جراحية خارجية، ومثبتات الكسور والأدوية الأساسية، بما فيها الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة».

ودعت «أطباء بلا حدود» إلى وقف فورى ودائم لإطلاق النار وإنهاء الحصار، وضرورة توفير الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية بشكل عاجل لجميع أنحاء قطاع غزّة.